متابعة: علي نجم
دخل شباب الأهلي تاريخ كأس السوبر، بعدما رفع لاعبوه الكأس السادسة في تاريخ النادي، وهو رقم قياسي جديد ل«الفرسان»، في ليلة كان فيها على موعد مع التاريخ، بعد فوزه الكبير على الشارقة 6-2.

كل ما حدث في استاد آل مكتوم في 29 من ديسمبر/ كانون الأول كان «سوبر» منذ أن أطلق الحكم صافرة بداية اللقاء، وصولاً إلى آخر لحظات الفرح الحمراء، والصورة التذكارية لفريق عمل الرابطة مع رئيس وأعضاء مجلس الإدارة.

تستحق مباراة شباب الأهلي والشارقة أن تكون الختام «السوبر» لعام 2023، فما حدث من سيناريو وتقلبات وأرقام في المباراة جعل من كل حدث ليلة استثنائية، بل وربما سوبر استثنائي على مر تاريخ المسابقة، وفي سجلات الفريقين والمدربين على حد سواء.

أضاف شباب الأهلي نجمة جديدة إلى سجلات النجاح، ورفع رصيده من الألقاب والكؤوس إجمالاً إلى 30 لقباً، بينها 19 في عصر الاحتراف الذي تسيده «الفرسان» وأصبح من خلاله البطل القياسي لكأس الرابطة، والقياسي للسوبر، ليحفر من جديد اسمه في سماء النجاحات التي تكتب عاماً بعد عام، بعدما تحولت القلعة الحمراء في السنوات الأخيرة إلى أرض لا تغيب عنها شمس البطولات.

سيناريو مجنون

كل ما حدث في المباراة كان «مجنوناً»، حيث لم يمهل «الملك» منافسه شباب الأهلي سوى 8 دقائق حتى سجل هدف التقدم عبر كمارا، الذي بات أول غيني يسجل في السوبر، وثاني أصغر لاعب يسجّل في السوبر (22 عاماً و11 شهراً و6 أيام) بعد راشد محمد عمر للنصر في مرمى العين 2015 (19عاماً و8 أشهر و9 أيام)، ولم يصح لاعبو شباب الأهلي من صدمتهم، حتى عاجلهم ماريغا بهدف رأسي، عزز تقدم الفريق الأبيض بثنائية.

عندها، شعر كل من في الملعب وخلف الشاشات، أن المباراة تسير نحو فوز تاريخي وكاسح للشارقة على شباب الأهلي.

مر نصف الساعة الأول، بدا فيه أن لاعبي شباب الأهلي لم يغادروا ملعبهم في القصيص، وأن من وصل إلى ملعب آل مكتوم، ليس الفريق الذي يضم في تشكيلته أسماء ونجوماً.

مع بلوغ الدقيقة 32، كان ظهير الشارقة عبد العزيز الكعبي يصنع الحدث حين أبعد بيده فرصة هدف ل«الفرسان»، قبل أن تسكن مرمى عادل الحوسني. نال الكعبي البطاقة الحمراء، وشباب الأهلي ركلة جزاء، هنا انقلب المشهد رأساً على عقب، ودخلت المباراة منعطفاً آخر.

ترجم كارتابيا ركلة الجزاء بنجاح مسجلاً هدف تقليص الفارق في الدقيقة 37، ولم يتحرك القيصر الروماني كوزمين مدرب الشارقة، ولم يحدث تغييراً، اكتفى بوضع ماجد راشد في الجانب الأيمن وتحويل ميلوني إلى الجانب الأيسر، خيار وضح أنه «كارثي» وأسوأ ما قام به «القيصر» في رحلته التدريبية.

تحول ماجد راشد لاعب الوسط أصلاً، إلى نقطة ضعف أمام الهجمات الحمراء، هرب حارب عبد الله ومرر «أسيست» إلى كارتابيا، ليسجل الأخير هدف التعادل 2-2، وليصبح خامس لاعب يسجل ثنائية في كأس السوبر، وليرفع رصيده إلى 38 هدفاً بالقميص الأحمر في كل البطولات.

وفي الوقت الذي كان الشوط الأول المثير يقترب من الانتهاء بالتعادل، كان يحيى الغساني يكتب السطر الأخير من الجزء الأول من الرواية الكروية المجنونة بتسجيل هدف التقدم في الوقت بدل الضائع، ليدخل «الفرسان» غرف الملابس بتقدم 3-2.

انهيار «الملك»

كانت القرارات التي اتخذها كوزمين قبل بداية الشوط الثاني أكثر جنوناً لتعبث أكثر بالفريق الذي تحول في الملعب إلى «كيس ملاكمة» يتلقى الضربات واللكمات من المنافس الأحمر، الذي تفنن في استغلال المساحات فسجل ماتيوس ليما الهدف الرابع، ليصبح أصغر لاعب يسجّل في كأس السوبر (19 عاماً و8 أشهر و6 أيام).

ألغى الحكم هدفاً ولا أروع للغساني بقرار من «الفار»، ليعود حارب ويمارس «ماراثون» الهروب وحيداً لأكثر من 60 متراً قبل أن يضع الهدف الخامس، واختتم يوري سيزار المهرجان بالهدف السادس، وسط فرحة حمراء مجنونة وصدمة ملكية قد لا تمر عاصفتها بسلام في القلعة البيضاء.

انتهاء عصر

هل انتهى زمن وسحر القيصر؟ كان هذا السؤال الأبرز، لدى جماهير «الملك»، بل وكل متابع لما يحصل في الفريق الأبيض هذا الموسم، من قرارات وتخبطات وسيناريوهات تظهر بما لا يدع مجالاً للشك أن هناك «حاجة خطأ» في سير العمل.

وإذا كان الفريق الشرقاوي قد صال وجال ونال الكؤوس الأربع في الموسم الماضي، فإن ما حدث في الأشهر الأربعة الأولى، أقل ما يمكن أن يوصف به بأنه كارثي.

ودع الفريق منافسات كأس مصرف أبوظبي الإسلامي بالخسارة أمام اتحاد كلباء ذهاباً وإياباً في ربع النهائي، قبل أن يخرج من المنافسة القارية ويودع دوري أبطال آسيا بخسارة «دراماتيكية» في عمان أمام الفيصلي، أما على صعيد الدوري فيجد نفسه على بعد 8 نقاط كاملة عن القمة الصفراء.

لعب الشارقة خلال الموسم الحالي 23 مباراة، لم يحقق فيها الفوز سوى 10 مرات، بينما تجرع الخسارة 7 مرات، وهو ما يعكس ضعف النتائج وعدم سير القطار فوق السكة الصحيحة، رغم الأسماء الكبيرة التي تزخر بها تشكيلة القيصر.

في 23 سبتمبر/ أيلول 2012، بدأ القيصر الروماني أولاريو كوزمين حقبته التدريبية مع العين في الدوري بالخسارة أمام شباب الأهلي 3-6، أكمل بعدها الرحلة ليصبح قيصر البطولات المحلية والمدرب الأكثر تتويجاً بالألقاب (15 لقباً)، ليصبح السؤال الأبرز.. هل ستكون سداسية شباب الأهلي في 29 من ديسمبر/ كانون الأول نهاية حقبة المدرب مع الملك؟

وحدها الأيام ما ستكشف ما هي ارتدادات الزلزال السداسي الذي ضرب القلعة البيضاء.

أما الأحمر، فسيدخل مرحلة التوقف الطويلة بنشوة السداسية، التي لن تحجب عيون المسؤولين عن حاجة الفريق إلى الكثير من التدعيمات حتى يقوى على المنافسة على كل الألقاب خاصة أن الآمال في الحفاظ على الدرع لا تزال كبيرة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version