بيروت: «الخليج»، وكالات
تواصلت الاشتباكات والقصف المتبادل بين إسرائيل و«حزب الله»، أمس الخميس، وسط تخوف من ارتفاع وتيرة التصعيد بعد اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» في الضاحية الجنوبية لبيروت مساء الثلاثاء الماضي، في وقت دعا فيه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لرفع الصوت في الأمم المتحدة رفضاً للانتهاكات الإسرائيلية للخط الأزرق وللقرار 1701، في حين دعت واشنطن وباريس إلى «تجنب التصعيد في لبنان وإيران.
وبينما شيع القيادي في «حماس» صالح العاروري إلى مثواه الأخير في بيروت، واصل الجيش الإسرائيلي هجماته ضد البلدات الحدودية، وقصف بالمدفعية أطراف بلدة حولا – وادي السلوقي، ومنطقة الطراش جنوب غرب بلدة ميس الجبل، فيما استهدف بالقذائف الفوسفورية معتقل الخيام وكوع «البانوراما» على الطريق الحدودي بين العديسة وكفركلا. وأغارت الطائرات الحربية على الطرف الشرقي لحديقة مارون الراس على مقربة من نقطة الجيش اللبناني ملقية صاروخين من نوع جو – أرض، وأعقب ذلك غارة مماثلة على محلة عقبة صلحا على أطراف مدينة بنت جبيل بعدما سبق أن نفذت مسيرة إسرائيلية غارة استهدفت الطرف الشرقي لحديقة مارون الراس. وكان الجيش الإسرائيلي صعد مساء أمس الأول الأربعاء من هجماته، فاستهدف بالطيران منزلاً في بلدة الناقورة مؤلفاً من ثلاث طبقات فدمره بالكامل، وألحق اضراراً جسيمة بالمنازل المحيطة وبالسيارات والممتلكات. وأدى قصف المنزل الى مقتل أربعة عناصر من «حزب الله»، كما أدى الى مقتل مدني وإصابة تسعة جرحى من المدنيين نقلتهم سيارات الإسعاف الى مستشفيات مدينة صور.
في المقابل أعلن «حزب الله» في بيان إن مقاتليه استهدفوا تموضعاً لجنود إسرائيليين في مستوطنة «شتولا» بالأسلحة المناسبة وحققّوا فيه إصابات مباشرة. كما أعلن عن استهداف نقطة «الجرداح» وتحقيق إصابات مباشرة فيها، وكذلك تجمع لجنود إسرائيليين في محيط موقع «المنارة»، إضافة إلى استهداف تجمع عسكري في «المطلة».
وفي ذات السياق بحث ميقاتي مع قائد قوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان «اليونيفيل» الجنرال ارالدو لاثارو، تطبيق القرار1701 والخروقات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية، وسجل لبنان اعتراضه لليونيفيل على هذا الموضوع. وتناول اللقاء أيضا التحضيرات للتقرير المرتقب صدوره عن مجلس الأمن والذي سيتطرق للخروقات التي تطال القرار 1701. وطالب ميقاتي برفع الصوت في الأمم المتحدة رفضاً للانتهاكات الإسرائيلية للخط الأزرق وللقرار 1701، مؤكداً التزام لبنان به.
وعلى صعيد متصل، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، أمس الخميس، أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن ونظيرته الفرنسية كاترين كولونا اتفقا على السعي إلى اتخاذ خطوات لتجنيب توسّع الحرب في الشرق الأوسط بعد ضربات في لبنان وإيران.
وقال الناطق باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر إن بلينكن وكولونا بحثا عبر الهاتف الأربعاء «أهمية التدابير لمنع توسع النزاع في غزة، بما في ذلك خطوات إيجابية لتهدئة التوترات في الضفة الغربية وتجنب التصعيد في لبنان وإيران».