كشفت دراسة علمية حديثة أن عدوى السل تمنع بطريقة ما الإصابة بفيروس كورونا (كوفيد 19).
وأوضحت الدراسة، التي قام بها باحثون في جامعة أوهايو الأمريكية ونُشرت تفاصيلها في موقع «الشرق الأوسط» الإخباري، أن الفئران المصابة بالبكتيريا المسببة لمرض السل كانت مقاومة للفيروس بعد التعرض لمتغير «ألفا» من كورونا.
وقالت الدكتورة شيرا دورون، عالمة الأوبئة بالمستشفى في مركز «تافتس» الطبي: «قد يفسر هذا البحث سبب عدم إصابة بعض الأشخاص بكورونا مطلقاً».
وذكر الدكتور ويليام بيشاي، اختصاصي الأمراض المعدية في كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز، إن العلماء لاحظوا أن البلدان في العالم النامي التي تعاني عدوى متوطنة، مثل السل، تعاني عدداً أقل من الوفيات المرتبطة بكورونا.
وقال بيشاي: «ربما يرجع ذلك إلى التعرض الموجود مسبقاً لمرض السل، الذي يمنح درجة معينة من المناعة ضد كورونا».
واعتمد الباحثون في دراستهم عل تجربة قاموا بها على فأر عادياً يشيع استخدامه في التجارب المعملية، وآخر تم تعديله وراثياً ليحمل النسخة البشرية من «إيه سي آي 2»، المستقبل الذي يستخدمه فيروس «كورونا» لدخول الخلايا.
واكتشفوا أن الفأرين أصيبا بنوع نشط من السل يمكن أن يؤدي بسرعة كبيرة إلى المرض، وبعد شهر من الإصابة بالسل عرّضوهما لكورونا.
وقال ريتشارد روبنسون، عالم الأحياء الدقيقة في جامعة ولاية أوهايو الذي قاد الدراسة الجديدة: «توقعنا في البداية أننا سنعطي الحيوانات كورونا وسوف تمرض».
وأوضح أن الفئران لم تُظهر أي علامات لفقدان الوزن – وهو ما يستخدمه العلماء كمؤشر للعدوى – ولم تختلف صحتها بشكل كبير عن الفئران المصابة بالسل التي لم تتعرض لـ«كوفيد 19».
ولفت روبنسون إلى أن إحدى النظريات هي أن السل يسبب كثيراً من الالتهابات في الرئة، وقد يواجه الفيروس صعوبة في إيجاد طريقة للدخول.
وتابع: «ترى رئتاك أنه يوجد بالفعل ما يكفي من البيئة السامة، فتمنع الفيروس».
لكن هناك نظرية أخرى مفادها أن السل بطريقة ما يهيئ نظام المناعة لدينا ضد «كورونا».
وقال بيشاي: «تتمثل إحدى الأفكار في أنه من خلال التعرض للسل يتم تدريب الجهاز المناعي، ما يجعل البشر أكثر مقاومة للعدوى الفيروسية الخطيرة».


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version