#أخبار الموضة

لقّب المصمم الفرنسي العالمي، ستيفان رولان Stephane Rolland، بـ«معماري الأزياء»؛ فتصاميمه الراقية تعتبر مدرسةً في الحِرَفية والإبداع، ففي رصيده مئات التحف الفنية، التي ينحتها على قوام المرأة، والمدهشة في تفاصيلها المبتكرة، الخارجة عن المألوف. ورغم أن شهرته واسعة، فإنه من المصممين الذين لا يجذبهم حب الظهور، بل تتحدث تصاميمهم عنهم، وقد لفتت قطعه أنظار الملكات والأميرات ونجمات ونجوم الفن العالميين والعرب؛ فتألقت بأزيائه سيلين ديون، جينيفر لوبيز، ليدي غاغا، ريتا أورا، أحلام، يسرا، نجوى كرم، وهبة طوجي، واللائحة تطول. في حواره الخاص مع “زهرة الخليج” يطلعنا رولان على حيثيات عرضه الأسطوري تكريماً لمئوية مغنية الأوبرا ماريا كالاس، فضلاً عن آرائه الخاصة وأفكاره الإبداعية.

ماذا عن التشكيلة الأوبرالية، التي عرضتها في يوليو؟

هذا عرض خاص جداً ومميز بالنسبة لي، إنه إنتاج ضخم يعمل على تنظيمه – في الشق التقني فقط – أكثر من 400 شخص، وكاملاً 900. إننا نحاول إعادة إنتاج الأناقة المطلقة لمناسبات باريسية في الستينات، حيث ترتدي النساء أروع أثواب السهرة؛ لحضور عروض الأوبرا، لهذا نود جعل النساء يحلمن مراراً وتكراراً، وأيضاً الإتيان بمزيد من الجمال والأناقة إلى هذا العالم. 

معماري الأزياء

لطالما كنتَ قادراً على صناعة أحلام المرأة.. لماذا أطلق عليك «معماري الأزياء»؟

لديَّ شعور دائم بأنني معماري حتى عندما كنت طفلاً، ربما المسألة «جينية»؛ لأن والدي معماري، وكنت مولعاً بالفن المعماري منذ الصغر. أحب كل ما هو بنيوي وهيكلي، وأعتقد أنه إذا غابت البنية عن حياتك، فلن يمكنك إنجاز أي شيء؛ لهذا عندما أبحث عن ثوب ما أفكر في هيكله، وكيف نستطيع جعله أكثر أنوثة ورقة وقوة، ونمنحه حياة؟.. عندما تحلل الهندسة المعمارية، تفهم أن هذا عمل جميل. بالنسبة لي، هناك مربع ودائرة، وبكلاهما معاً يتحقق توازن العالم. إذاً، هي الذكورية والأنثوية واللانهاية، وكل شيء هو في داخل هذه المربعات والمكعبات والدوائر. 

تصمم قطعك بعين المصور، وتطرز فساتينك بالأحجار الكريمة بشكل لا تحتاج معه من ترتديها إلى أي قطعة مجوهرات؛ فتبدو لك فكرة الصورة شاملة ومتكاملة.. كيف يحدث كل ذلك؟

من المهم أن يكون لديك أساس هندسي بنيوي؛ للحصول على تفاصيل لكسر الخط؛ لهذا في التطريز أحاول أن أكون متأثراً بالمجوهرات الراقية. بالمناسبة، سأطلق خط المجوهرات الفاخرة الشتاء المقبل، فأنا مأخوذ بالأحجار الكريمة. إنني لا أحبذ التطريز فقط من أجل التطريز، لأن عميلاتي لديهن قطع المجوهرات الأكثر روعة، لذا لا ضرورة لإضافة شيء، ولا أحب رؤية الكثير من الأحجار والتطريز على الفساتين، فأفضل على ذلك ثوباً جميلاً أحادي اللون مع إضافة عقد يكون تحفة فنية. 

تدعونا إبداعاتك إلى التعمق في تفاصيل الحرفية اليدوية وراءها.. أخبرنا عن تعاونك مع الحرفيين!

من المهم العمل مع المواهب، وأنا مستعد دائماً لالتقاء فنانين من الجيل الجديد؛ لمعرفة ما الذي يمكننا صنعه معاً. في الموسم الماضي، تعاونت مع نحات بالخشب، وسابقاً صنعت تطريزات زجاجية مع فناني نفخ الزجاج، وأتعاون مع الفنانة الإيطالية مارتا بانتوغاني، وهي نحاتة ومطرزة. من المهم عند التعرف إلى موهبة ما دفعها إلى الأمام كل مرة، وهذه المرة صنعت مارتا لعرض أوبرا غارنييه تطريزاً استثنائياً بأبعاد ثلاثية ضخمة.

التنبؤ بالغد

هل تتصور كيف للمستقبل أن يلهمك؟

لا أحد يمكنه التنبؤ بالغد، فمن كان يتصور أن الحياة ستتوقف بسبب جائحة «كوفيد – 19»؟.. أعتقد أن الحياة مصنوعة من دورات، ولا يعني هذا أن الغد – لأنه غدٌ – سيكون أكثر عصرية.. الحداثة هي طريقة تفكير وعيش، وربما إلى أي مدى نحن منفتحون. الأمر الوحيد الذي أومن به هو أن تكون منسجماً مع نفسك، وتتقبل ذاتك، وحقيقياً وشخصاً بنى حياته. 

أين يكمن تفرد تصاميمك؟

قد تكون لديَّ الرقة والحساسية اللازمتان لفهم المرأة وجعلها مميزة، أو ربما تأثير ما، فمن المهم أن يكون المصمم مثقفاً؛ ليستطيع فهم الفن، إنني أحث الأطفال على دراسة الماضي، والاطلاع على السينما والأوبرا والموسيقى، إذ إنك تستطيع بناء المستقبل؛ عندما تفهم الماضي. 

أي الشهيرات عكست أسلوبك بشكل أفضل عند ارتدائها زياً من تصميمك؟

سؤال صعب.. لقد كانت لديَّ تجارب رائعة مع سيلين ديون التي ارتدت فساتين عدة من تصميمي. من الصعب عليَّ القول بأن هذه الفنانة تعبر عن «البراند» أكثر من غيرها، فهناك العديدات، وكل نجمة تجسد الفستان بشكل مختلف، ومنهن: ليدي غاغا، وريتا أورا. لكن في كل مرة ترتدي جينيفر لوبيز فستاناً من تصميمي لا يخيب أملي أبداً. 

بعد إطلاقك خط الحقائب «Pop»، هل تنوي التوسع أكثر في مجال الإكسسوارات؟

أطلقنا حقيبة «POP» خلال «الجائحة»، وكان هذا أمرأ جنونياً وصعباً. لكن الأمور تسير الآن ببطء وأمان، وتتميز هذه الحقيبة بشكلٍ نظيف، مع كرتين بسيطتين، وتصميم بسيط يعيش طويلاً، وجودة عالية. تركيزي الحالي ينصبُّ على فساتين الأعراس.

أخبرني بالمزيد عن نجاح فساتين الزفاف العشرة، وما سيليها!

بعد نجاح أول نسخة من فساتين الأعراس، نحن حالياً نصنع النسخة الثانية. أول دفعة كانت بمثابة اختبار لمعرفة إقبال النساء على فساتين الأعراس من تصميمي. وفوجئنا بالنجاح، وفرحنا به، ونتجه إلى الخطوة القادمة، والموسم الثاني، وننتج بازدياد. سأقدم المجموعة الجديدة في نيويورك خلال أكتوبر المقبل، وبعدها سنقدم عرضاً كبيراً في برشلونة للاحتفال بالمجموعة الثانية. وهذا يعطيني طاقة لخوض هذا المجال، ومن الممكن أن أطور السنة المقبلة خطاً لأزياء السهرات، والأزياء الجاهزة. 

أناقة الفنون

عربياً.. تتحلى بشعبية كبيرة، وتربطك علاقات جيدة مع أصدقاء «البراند»، ما الذي يجعل هذه العلاقة متينة للغاية؟

أحب العالم العربي وثقافته، إذ أجد نفسي (50% فرنسياً، و50% عربياً)، فقلبي يتحدث عني. عندما زرت المنطقة، لأول مرة، كنت مأخوذاً بالكامل، كان الأمر أشبه بموجة قوية، أو زلزال حدث لي، وهذا يعني أنني كنت أعرف، دائماً، أنني أنتمي إلى حد ما إلى تلك الثقافة.

ما الذي أعجبك أكثر في الثقافة العربية؟

أعجبتني أناقة الفنون، والجميع كانوا مرحبين وكرماء جداً. كما تعجبني حقيقة أن الوقت يتوقف عندما تكون في المملكة العربية السعودية؛ فعندما تعبر الصحراء يتوقف الوقت. زيارتي الأولى إلى المملكة كانت غريبة للغاية، لأنك عندما تعيش في باريس حياة مرهقة للغاية، وتستقل الطائرة المتجهة إلى الرياض حيث تسمع الصلاة فقط، وفي الليل ترى القليل من السيارات، وعدداً قليلاً من المباني، فالرياض لم تكن كما هي الآن، قلت: «يا إلهي، ما الذي يحدث لي»، فكل قلقي ترك جسدي فجأة، وجزء مني كان يطير، كنت في عالم آخر، مثالي جداً بالنسبة لي.

أخبرني عن خط القفطان والبشت والجلابيات، الذي تعرف به، وهل من كبسولات جديدة؟

لا ضرورة لإطلاق كبسولات جديدة؛ لأنني أطلقت الكثير من القفاطين، ولديَّ طلبات كثيرة، والكل يعرفون أنني أحب صنعها. لذلك، لا داعي لإطلاقها، إذ أفضل التركيز الآن على فساتين الأعراس، وفساتين السهرات المستقبلية، لكنني بالطبع أحب القفاطين والجلابيات العربية. 

هل أنت كمالي إلى حدٍّ بعيد؟

نعم، فعندما تكون «مينيمالياً» لا مكان أبداً للخطأ، فكل شيء يجب أن يكون كاملاً، خاصة في الهوت كوتور، ومن الصعب أن تصنع الكمال بما تصنعه بيديك، وأحياناً تكون الماكينة أكثر أماناً من اليدين، لأن هناك معالجة أقل. عالم الهوت كوتور دقيق للغاية، خاصة أن قصّاتي وصوري الظلية أنيقة، وبسيطة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version