مايسن سيتي – (أ ف ب)

يقوم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بجولة انتخابية السبت، في ولاية آيوا مع تجمّعين، في الذكرى الثالثة لاقتحام الكابيتول في واشنطن، وهو حدث ينقسم بشأنه الناخبون الأمريكيون.

وتنظم هذه الولاية الواقعة في الوسط الغربي للولايات المتحدة في 15 كانون الثاني/ يناير مجالسها الانتخابية الشعبية (كوكوس) لتنطلق بذلك الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح الحزب الجمهوري للاقتراع الرئاسي في خريف هذه السنة، ما يمنحها منذ نصف قرن وزناً كبيراً في حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

وتمنح استطلاعات الرأي 60% من أصوات الجمهوريين لدونالد ترامب في مواجهة منافسَيه الرئيسيين نيكي هايلي ورون ديسانتيس، في تقدّم قوي وغير مسبوق.

من وراء هجوم الكابيتول؟

ولا يزال الهجوم على مقر الكونغرس قبل ثلاثة أعوام يثير انقساماً عميقاً في الولايات المتحدة، حيث يعتقد 25% من الأمريكيين و44% من الناخبين المؤيدين لترامب أن مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) وراء هذا الهجوم، حسبما أظهر استطلاع أجرته صحيفة واشنطن بوست وجامعة ميريلاند ونُشر هذا الأسبوع.

4 اتهامات قضائية

وسيواجه الجمهوري الذي يسعى للعودة إلى البيت الأبيض رغم توجيه أربعة اتهامات قضائية إليه على المستوى الفيدرالي حُكْمَ الناخبين عليه في غضون ثمانية أيام للمرة الأولى منذ مغادرته البيت الأبيض في 20 كانون الثاني/ يناير 2021 في أجواء صاخبة.

دون أن يتفوه بكلمة بشأن هجوم أنصاره على الكابيتول في السادس من كانون الثاني/ يناير 2021، وصل دونالد ترامب الجمعة إلى ولاية آيوا، حيث سيلقي كلمة في تجمّع انتخابي عند الساعة الواحدة من ظهر السبت (18:00 بتوقيت غرينتش) في مدينة نيوتن، ثمّ في مدرسة في مدينة كلينتون على الحدود مع ولاية إيلينوي.

في مدينة سيوكس سنتر الجمعة، اتهم ترامب بايدن ب«إثارة المخاوف» بعد خطاب وصفه بأنه «مثير للشفقة» ألقاه الرئيس الديمقراطي في ولاية بنسلفانيا قارن فيه خطاب الملياردير الجمهوري بخطاب «ألمانيا النازية».

استطلاعات الرأي

وقال ترامب «في غضون عشرة أيام، سيدلي سكان هذه الولاية بأهم صوت في حياتهم»، معتبراً أن ظروف الحملة الانتخابية لعام 2024 وتحدياتها «أكثر» أهمية ممّا كانت عليه في عام 2016 حين فاز بالرئاسة.

رغم الاتهامات القضائية الموجهة إليه وخطر السجن بسبب محاولته قلب نتائج الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/ نوفمبر 2020 تمنح استطلاعات الرأي 60% من أصوات الجمهوريين لدونالد ترامب في مواجهة منافسَيه الرئيسيين نيكي هايلي ورون ديسانتيس، في تقدّم غير مسبوق.

قاعدة جماهيرية وفية

ففي ولاية آيوا وعدد من الولايات المحافظة الأخرى يتمتع الملياردير السبعيني الذي أحدث تحولات في المشهد السياسي الأمريكي في أقل من عشرة أعوام بقاعدة جماهيرية وفية جداً قادرة على غضّ النظر عن مشاكله القضائية.

إلغاء نتائج الانتخابات

ومن المقرّر أن يمثل ترامب أمام القضاء في واشنطن في الرابع من آذار/ مارس، بتهمة التآمر لإلغاء نتائج الانتخابات، كما يواجه اتهامات بالابتزاز في جورجيا، حيث يتهم بالسعي لقلب نتائج الانتخابات في الولاية الجنوبية بعد هزيمته.

وتجري في اليوم التالي، أي في الخامس من آذار/ مارس، نحو 15 ولاية بينها ماين وكولورادو الانتخابات التمهيدية، وهو ما يُعرف أيضاً ب«الثلاثاء الكبير» عندما يتوجّه الناخبون إلى صناديق الاقتراع.

وقدّم بايدن الذي يتخلّف عن ترامب بهامش قليل في استطلاعات الرأي الأخيرة منافسه الجمهوري على أنه تهديد للبلاد، في خطاب ألقاه قرب فالي فورج في ولاية بنسلفانيا، وهو موقع تاريخي في الولايات المتحدة، إذ كان أحد المعسكرات الرئيسية للجيش خلال حرب الاستقلال.

واتهم بايدن ترامب باستخدام خطاب «ألمانيا النازية»، قائلاً إن الرئيس الجمهوري السابق «يتحدث عن دماء الأمريكيين المسمومة، مستخدماً بالضبط الخطاب نفسه الذي استُخدم في ألمانيا النازية».

العنف السياسي

وأشار الرئيس جو بايدن الجمعة، إلى أن ترامب وأنصاره يتوسّلون «العنف السياسي». وقال إن «ترامب وأنصاره (من مؤيدي شعار: فلنُعِد إلى أمريكا عظمتها) لا يتبنون العنف السياسي فحسب، بل يستخفون به».

وفي مقال نشرته مجلة «ذي أتلانتيك» الجمعة، انتقدت رئيسة مجلس النواب الأمريكي في فترة هجوم الكابيتول نانسي بيلوسي «لجوء دونالد ترامب إلى الهجوم»، معتبرة أن «التهديد ضد ديمقراطيتنا لا يزال حقيقياً» حتى بعد مرور ثلاثة أعوام عليه.


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version