أطلقت كوريا الشمالية، أمس السبت، أكثر من 60 قذيفة مدفعية قرب جزيرة يونبيونغ الكورية الجنوبية، على ما أعلن الجيش الكوري الجنوبي، غداة دفعة أولى أطلقتها بيونغ يانغ، ما استدعى رداً من سيؤول مع تدريبات بالذخيرة الحية في المنطقة. فيما قال الجيش الكوري الجنوبي، أمس، إن القصف المدفعي الكوري الشمالي «المتكرر» في هذه المنطقة «يشكّل تهديداً للسلام في شبه الجزيرة الكورية».

وقالت هيئة الأركان الكوربية الجنوبية: «أطلقت قوات كوريا الشمالية أكثر من 60 قذيفة مدفعية بين الساعة 16,00 و17,00 تقريباً»، محذرة بيونغ يانغ من مواصلة عمليات القصف هذه. وأطلقت بيونغ يانغ، الجمعة، أكثر من 200 قذيفة مدفعية قرب جزيرتي يونبيونغ وبانغيوندو الواقعتين جنوب حدود بحرية قائمة بحكم الأمر الواقع بين الكوريتين. ويسكن الجزيرتين عدد قليل جداً من الأشخاص. وتقع يونبيونغ التي يسكنها نحو ألفَي شخص، على بعد 115 كيلومتراً تقريباً غرب سيؤول وعلى بعد نحو عشرة كيلومترات جنوب ساحل كوريا الشمالية. وتقع بانغيوندو القريبة كذلك من كوريا الشمالية والتي يصل عدد سكانها إلى 4900 تقريباً، على بعد 210 كيلومترات غرب العاصمة الكورية الجنوبية سيؤول. ولم تتسبب القذائف التي أطلقتها بيونغ يانغ، الجمعة، في وقوع أي ضحايا أو أضرار، بحسب سيؤول. وطُلب من سكان الجزيرتين الانتقال إلى الملاجئ وعلقت حركة العبارات في تصعيد عسكري يُعدّ الأخطر في شبه الجزيرة الكورية منذ قصفت بيونغ يانغ جزيرة يونبيونغ في العام 2010 رداً على مناورة كورية جنوبية بالذخيرة الحية قرب الحدود.

وسقطت القذائف التي أُطلقت الجمعة والسبت في المنطقة العازلة على طول الحدود والتي أنشئت بموجب اتفاق خفض التوتر الذي تم التوصل إليه في العام 2018، لكنه انهار في تشرين الثاني/نوفمبر 2023 بعدما أطلقت بيونغ يانغ قمراً اصطناعياً لأغراض التجسس ثمّ رفضت كوريا الشمالية الاتفاق برمته بعد فترة وجيزة. وأصدر الجيش الكوري الجنوبي، أمس السبت، «تحذيراً شديداً» لبيونغ يانغ، طالباً منها الكفّ فوراً عن القصف، ومؤكداً أنه رداً على ذلك «سيتخذ الإجراءات المناسبة لحماية كوريا الجنوبية». وأضاف الجيش، «بعدما أعلنت الإلغاء الكامل للاتفاق العسكري العائد ل19 أيلول/سبتمبر (2018)، تواصل كوريا الشمالية تهديد مواطنينا بنيران المدفعية المستمرة داخل المنطقة التي تحظر فيها الأعمال العدائية». والجمعة، قال الجيش الكوري الشمالي، إنه أجرى مناورة بحرية بالذخيرة الحية «كإجراء طبيعي مضاد» ضد التهديدات الكورية الجنوبية، بحسب بيان نشرته وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية. وكانت الصين حضت جميع الأطراف على «ضبط النفس». وحضّت الولايات المتحدة كوريا الشمالية على وقف أفعالها «المزعزعة للاستقرار والعودة إلى الدبلوماسية».

وفي مسعى لردع بيونغ يانغ، أرسل الجيش الأمريكي إلى كوريا الجنوبية الشهر الماضي الغواصة «ميزوري» العاملة بالدفع النووي، فيما أشرك حاملة الطائرات «رونالد ريغان» وقاذفة استراتيجية من طراز بي-52 في مناورات عسكرية مع سيؤول وطوكيو. وردّت بيونغ يانغ بتجربة لإطلاق صاروخ بالستي عابر للقارات «هواسونغ-18»، هو الأقوى في الترسانة الكورية الشمالية، ويرجّح أنه قادر على بلوغ كل الأراضي الأمريكية، في تحذير صريح لواشنطن.

وفي سياق آخر، قال وزير التوحيد في كوريا الجنوبية كيم يونج هو في مقابلة تلفزيونية، إن من غير المرجح أن تخفض الولايات المتحدة قواتها في كوريا الجنوبية حتى لو فاز الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وفي المقابلة التي بثتها قناة كيه.بي.إس أمس السبت، قال الوزير، إن هذا يرجع إلى أن الكونجرس الأمريكي قرر الأمر بالفعل في مشروع قانون الدفاع الذي أقره في الآونة الأخيرة. (وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version