ترجمات

نشرت وزارة الدفاع الروسية، السبت، صوراً لعملية إطلاق صواريخ من طراز «كاليبر» المجنحة، من البحر الأسود؛ حيث استهدفت بعض قواعد البنية التحتية للجيش الأوكراني في منطقة جيتومير.

وأطلقت القوات الروسية 6 صواريخ بعيدة المدى أصاب بعضها عدة مبانٍ، وفقاً لما أعلنته قيادة القوات الجوية الأوكرانية.

وفوجئ الجيش الأوكراني بتلك الصواريخ، عندما استخدمتها موسكو بداية عمليتها العسكرية في شن ضربات جوية بعيدة المدى طالت أهدافاً أرضية ومطارات ومستودعات وقود ومراكز القيادة الأوكرانية.

قدرات مذهلة

ووفقاً لخبراء عسكريين، فإن صاروخ كاليبر، من الصواريخ الرئيسية المستخدمة في القصف البري للبحرية الروسية، ويعد أحد أهم الأسلحة الروسية وأكثرها فتكاً.

تم تصميمه في مكتب «نوفاتور» الروسي على أساس مشروعي عام 1975 و1984 للصاروخ النووي المجنح ذي مدى العمل 2500 كيلومتر، وقد يصل إلى أهدف تبعد 4500 كيلومتر.

وظهر صاروخ «كاليبر» لأول مرة في معرض «ماكس – 93» للطيران والفضاء في ضواحي موسكو، كما أن البحرية الروسية تمتلك مجمع «كاليبر» الصاروخي.

وتم تصميم نموذجين من هذا الصاروخ، الذي يحلق بسرعة تقل عن سرعة الصوت، وهما «إن كا للسفن» و«بي إل» للغواصات

ويبلغ طول الصاروخ 8.22 متر، قطره 533 ملم، ارتفاع تحليقه يصل إلى 10 أمتار عند الاقتراب من الهدف و20 متراً في المسار.

ويعتمد على نظام توجيه استمراري أو عن طريق الملاحة الفضائية «غلوناس»، ومدى العمل 2000- 4500 كيلو، بسرعة التحليق 0.8 ماخ- 2 ماخ.

وأظهرت صواريخ «كاليبر» الروسية المجنحة نجاحاً كبيراً في إصابة الأهداف بدقة، والقدرة على إطلاقها من سفن صغيرة الحجم.

ووفقاً لموقع «غلوبال سكيورتي» الأمريكي ينتمي صاروخ كاليبر إلى عائلة من صواريخ «كروز»، وتشبه إلى حد بعيد صاروخ كروز توماهوك الأمريكي.

ويأتي الصاروخ الروسي ب5 إصدارات، ويعدان نموذجين مضادين للسفن إلى جانب واحد للهجوم البري ونوعين مضادين للغواصات، كما أنه قادر على حمل رؤوس نووية.

ويمكن إطلاقه من أنابيب عمودية مدمجة، وهو ما يعني إمكانية تثبت النظام على سفن صغيرة مثل الطرادات، ما يوفر قفزة نوعية في القوة النارية الدقيقة للهجوم الأرضي بعيد المدى للبحرية الروسية، ويمنحها مقدرة لا تمتلكها حتى الآن سوى البحرية الأمريكية فقط، بحسب الموقع الأمريكي.

ووفقاً للموقع فتلك الصواريخ لا تتحرك إلى الهدف في خط مستقيم؛ بل تناور بمساعدة منظومة ملاحة نشطة، وحين تقترب من السفينة المعادية، تزيد من سرعتها بشكل حاد من 0.8 متر إلى 3 أمتار، وتحلق على ارتفاع لا يزيد على 4.6 متر فوق سطح البحر، ما يجعلها عصية على المنظومات الجوية المعادية.

أما الصواريخ المجنحة المخصصة لإصابة أهداف على الأرض من نوعي «3M14T – 3M14K» فلا يمكنها الاندفاع بسرعة 3 أمتار، وهي قادرة على اجتياز مسافة من 1600 إلى 2400 كيلومتر.

وهناك نسخة معدلة من صواريخ «كاليبر» مخصصة للحرب ضد الغواصات ويمكنها إصابة الهدف على بعد 50 كيلومتراً.

وفي عام 2018 وصف الأدميرال الأمريكي جيمس فوغو، قدرات صاروخ «كاليبر» الروسي بال«المثيرة للإعجاب».

توماهوك أم كاليبر؟

بحسب تقارير عسكرية فإن واشنطن تنتج عدة طرز من صواريخ «توماهوك» طويلة المدى، والقابلة للإطلاق من سفن يبلغ طولها 500 قدم على الأقل، بأسرع من الصوت، وبوسعها التحليق على ارتفاعات منخفضة.

ويراوح وزن «توماهوك» من هذه الفئة بين 1300 و1600 كيلوغرام، بطول نحو 5.5 متر، وهو قادر على حمل رؤوس حربية تصل إلى نصف طن تقريباً.

ويمتلك قدرة على التفاعل مع أكثر من مصدر للمعلومات، مثل الطائرات وأنظمة الأقمار الاصطناعية، كما يمكنه بث المعلومات عبر أجهزة الاستشعار المثبتة عليه.

وبوسع الصاروخ الأمريكي التحليق لفترات طويلة وتبديل مساره بأوامر من أنظمة التحكم، وقد استخدمته الدول الغربية، وعلى رأسها أمريكا، في أكثر من 2000 عملية قصف.

أما الصاروخ الروسي فيمكن إطلاقه من سفن صغيرة يصل طولها إلى 200 قدم، وهو قابل للإطلاق من منصات بحرية ضد أهداف في البحر وعلى الأرض أو من الغواصات، ويمتلك محركاً يعمل بالوقود الصلب.

ويبلغ طول «كاليبر» 6.2 متر، كما يمكن توجيهه بشكل كامل عن بُعد، وبوسعه التحليق على ارتفاعات منخفضة للغاية، وقد يحمل متفجرات تزن نحو 450 كيلوغراماً تقريباً.

وتوجد عدة نسخ معدلة لمنظومة صواريخ «كاليبر»، التي تختلف في نوعية منظومات إطلاقها، ونوعية الهدف والسرعة والمدى، ويمكن أن تحمل عبوات تقليدية أو نووية.

وتقول مجلة «المصلحة القومية» السياسية الأمريكية: إن قدرة روسيا على نصب منصات لإطلاق صواريخ «كاليبر» المجنحة طويلة المدى على سفن صغيرة الحجم تشغل بال العسكريين الأمريكيين.

وتضيف، في تقرير سابق لها أنه ظهرت تلك الصواريخ الروسية في عمليات عسكرية فعلية عام 2016، حين نجحت السفينة الروسية «داغستان» و3 سفن صغيرة في إطلاق 24 صاروخاً من طراز كاليبر، اجتازت أراضي العراق وإيران وأصابت 11 منها مواقع لتنظيم «داعش» وفصائل مسلحة أخرى في سوريا.

وأكدت المجلة الأمريكية أن الطائرات القاذفة الروسية استعملت في سوريا تلك الصواريخ عام 2015، ما جعل موسكو تلفت انتباه شركائها الأجانب حول فاعلية سلاحها من تلك الصواريخ المجنحة.


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version