عادي

13 يناير 2024

13:25 مساء

«الخليج» وكالات
في الوقت الذي باتت الحرب في غزة على بعد يوم واحد من دخول نادي المئة يوم، يواصل الجيش الإسرائيلي السبت، عملياته في القطاع الذي تعرض منذ السابع من أكتوبر لدمار هائل وغير مسبوق وصفه الخبراء بأنه فاق دمار ألمانيا إبان الحرب العالمية الثانية.
ويواجه القطاع مجدداً انقطاعاً كاملاً في الاتصالات ووضعاً انسانيا حرجاً.
واقع مرير
أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي دافعت إسرائيل عن نفسها الجمعة، من تهمة ارتكاب «أعمال إبادة» في قطاع غزة التي اعتبرت أنها «تشويه كامل للحقائق» و«خبيثة».
على الأرض، تواصل القصف ليلاً في قطاع غزة على ما أفاد شهود، فيما اتهمت الأمم المتحدة الجيش الإسرائيلي بالحد من وصول إمدادات الوقود ولا سيما للمستشفيات.
المقابر ضاقت بالقتلي
في إشارة للدمار الذي لحق بالقطاع الفلسطيني، خلص خبراء استناداً إلى صور عبر الأقمار الصناعية، إلى أن 45 إلى 56% من مبانيه دمرت أو تضررت حتى الخامس من كانون الثاني/يناير.
ووصفوا الدمار بأنه «واسع جداً وكان سريعاً للغاية»، معتبرين أن حجم الأضرار «مماثل للدمار في المناطق الأكثر عرضة للقصف في أوكرانيا».
وكشفت دراسة أجراها مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية أن 18% من المباني دمرت أو تضررت بعد خمسين يوماً من الحرب، وفي حال انتهاء القتال، فهذا لا يعني أنه سيكون بإمكان سكان القطاع العودة إلى منازلهم، إذ إن إعادة الإعمار ستكون عملية شاقة تتطلب مجهوداً هائلاً.
فقد أصيبت مواقع أثرية ومعالم مهمة في قطاع غزة، وعلى الأخص بين الأزقة الضيقة المتشابكة في وسط مدينة غزة التاريخي، حيث دمر المسجد العمري، أقدم مساجد القطاع، وضاقت المقابر بالقتلى فدفنوا في مقابر جماعية حفرت في البساتين وباحات المستشفيات وحتى في ملعب لكرة القدم، على ما أفاد صحفيون في وكالة فرانس برس.
تتوالى الأيّام والمشهد واحد: رجال ونساء ينتحبون وهم يتعرفون إلى الجثث الملفوفة بأغطية بلاستيكية بيضاء، فتكتب عليها الأسماء بقلم حبر أسود.
انقطاع كامل
أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية (بالتل) المزودة للانترنت والهاتف الجمعة انقطاع خدمات الاتصال تماماً في قطاع غزة.
وقالت الشركة في بيان مقتضب «نأسف للإعلان عن انقطاع كامل لكافة خدمات الهاتف الخلوي والثابت والإنترنت مع قطاع غزة، بسبب العدوان المستمر».
ونشرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بيانا شدّدت فيه على أن «قطع الاتصالات يزيد من حجم التحديات التي تواجه طواقم الهلال الأحمر في تقديم خدماتها الإسعافية والوصول للجرحى والمصابين بالسرعة اللازمة».
وسبق أن شهد قطاع غزة انقطاعاً متكرراً في الاتصالات منذ بدء الحرب.
ونشرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بياناً شدّدت فيه على أن «قطع الاتصالات يزيد من حجم التحديات التي تواجه طواقم الهلال الأحمر في تقديم خدماتها الإسعافية والوصول للجرحى والمصابين بالسرعة اللازمة».
وأفاد مصدر في وزارة الصحة في حكومة حماس بأن نفاد الوقود أدى إلى توقف مولد الكهرباء الرئيسي في مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح في وسط قطاع غزة.
وأعرب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن خشيته من «حالات وفاة قد يتعرض لها المرضى والأطفال خاصة في أقسام العناية المركزة والحضانة».
أدوية للرهائن
ودخلت الحرب السبت، يومها التاسع والتسعين بعدما اندلعت بين إسرائيل وحماس إثر هجوم شنته الحركة داخل غلاف غزة وخلف نحو 1140 قتيلاً، بحسب حصيلة استندت إلى تقارير إسرائيلية.
واحتُجز نحو 250 شخصاً رهائن خلال الهجوم الواسع النطاق الذي شنه مقاتلو حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر، بحسب إسرائيل التي قالت إن 132 منهم ما زالوا في غزة، وتم تأكيد مقتل 25 منهم.
وأُطلق سراح نحو 100 رهينة خلال هدنة في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر، في مقابل إفراج إسرائيل عن أسرى فلسطينيين، بموجب اتفاق توسطت فيه قطر أيضاً.
وتشن إسرائيل منذ السابع من أكتوبرحملة قصف مدمرة وعملية برية معظم ضحاياها من النساء والفتية والأطفال، وفقاً لوزارة الصحة في قطاع غزة.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لقطاع غزة الجمعة، ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 23708 قتيلاً وأكثر من ستين ألف جريح، وأوضحت الوزارة أن الكثيرين لا يزالون تحت الأنقاض ولا يمكن لفرق الإنقاذ الوصول إليهم.
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في اليوم نفسه، التوصل إلى اتفاق بوساطة قطر لإيصال أدوية «في الأيام المقبلة» إلى الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في قطاع غزة الفلسطيني المحاصر.
وأفاد دبلوماسي مطلع على المفاوضات التي تقودها قطر أن «الطرفين» إسرائيل وحركة حماس «أبديا عزمهما على السماح بوصول الأدوية».
وأوضح أن «الوسطاء يضعون اللماسات الأخيرة» على التفاصيل من بينها نوع الأدوية والكميات الضرورية فضلاً عن ظروف نقلها مشددا على أن «النقاشات تدور حول التدابير اللوجستية لنقلها».
وأكد مصدر مطلع على المباحثات في غزة لوكالة فرانس برس عقد هذه المفاوضات حول دخول أدوية من دون أن يشير إلى انجازها.
زفاف رغم الحرب
وفي الضفة الغربية تصاعدت أعمال العنف بشكل كبير منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، وقال الجيش الإسرائيلي إنه قتل ثلاثة أشخاص هاجموا مستوطنة أدورا.
وعلم الرغم من الحرب وأثقالها إلا أنها لم تمنع أفنان ومصطفى في رفح من الاقتران في هذه المدينة الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة إلى حيث نزح مئات آلاف الفلسطينيين هرباً من المعارك.
وقال أيمن شملخ عم العريس النازح من مدينة غزة لوكالة فرانس برس «تهدم البيت الذي كان يجب أن يتزوج فيه وطالت الحرب، فرأينا من الأنسب أن يتزوجا».
ومضى يقول «عندنا قتلى وعندهم قتلى وعندنا دمار وعندهم دمار، لكن يجب أن نعيش ونتعايش»، ومن جهته أكد محمد جبريل والد العروس «نحن شعب يحب الحياة رغم الموت والقتل والدمار»

http://tinyurl.com/53ez46wu


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version