أفادت وسائل إعلام تابعة لجماعة الحوثيين، بتجدد القصف الأمريكي والبريطاني على مناطق باليمن، في وقت أبدت فيه بريطانيا استعدادها لشن مزيد من الضربات، وأوضحت وسائل الإعلام أن القصف استهدف جبل جدع، بمديرية اللحية، شمال مدينة الحديدة، غربي اليمن، في وقت كشفت فيه صحيفة «تلغراف» البريطانية عن غضب في واشنطن من لندن، إثر تسريب معلومات مبكرة عن العملية التي نفذها البلدان في اليمن، فجر يوم الجمعة الماضي، في حين يخطط الاتحاد الأوروبي لإطلاق مهمة بحرية في البحر الأحمر لحماية الملاحة على غرار عملية «أتالانتا» التي أطلقها في سواحل الصومال لمكافحة القرصنة عام 2008.
وكان وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كامرون، حذّر، أمس الأحد، من أن بلاده مستعدة للتحرك مجدداً ضد الحوثيين إذا واصلوا هجماتهم على السفن العسكرية والتجارية في البحر الأحمر.
وفي مقال نشرته صحيفة «تلغراف»، كتب كامرون «لقد وجهنا رسالة لا لبس فيها مفادها أن تصرفات الحوثيين مرفوضة، ونحن مصممون على وضع حد لها (…) سندافع دائماً عن حرية الملاحة. وقبل كل شيء، سنكون مستعدين لتنفيذ أقوالنا».
وأكد وزير الخارجية أن «إبقاء الممرات البحرية مفتوحة هو مصلحة وطنية حيوية»، على الرغم من انعكاس ذلك على ارتفاع الأسعار «في بريطانيا وفي العالم».
ووصف كاميرون الضربات التي استهدفت مواقع الحوثيين بأنها كانت «ضرورية ومتناسبة وقانونية»، مشيراً إلى أن «القوات الجوية الملكية اهتمت بشكل خاص، بتجنب وقوع إصابات بين المدنيين».
ويأتي هذا التصريح في سياق ما قاله الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الذي حذّر من أنه «لن يتردد» في اتخاذ «مزيد من الإجراءات» لضمان حرية حركة التجارة الدولية «عند الحاجة».
في الأثناء، أشعلت الضربات الأمريكية البريطانية المشتركة بعض الفوضى في «البنتاغون»، مع تسرب أنباء الخطة السرية قبيل تنفيذها، وفق ما أفادت صحيفة «التلغراف».
وقالت صحيفة «تلغراف»، في تقرير أمس الأحد؛ إن تحرك رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، أعطى الضوء الأخضر للعملية أثناء اجتماع خُصص لمناقشات الأمن القومي، وكان إلى جانبه كبار الشخصيات السياسية والأمنية والعسكرية في الحكومة، فتسرّب الخبر».
وقال تقرير الصحيفة إن «السلطات الأمريكية أصيبت بالإحباط بعد تسرب معلومات مبكرة في بريطانيا حول العملية التي خطط البلدان لشنّها ضد الحوثيين»، مشيراً إلى أن الجيش الأمريكي «أعرب عن خيبة أمله إزاء تسريب زملائه في بريطانيا خطط العمليات ضد الحوثيين قبل انطلاقها، إذ لا يتم الإبلاغ عن مثل هذه العمليات عادة إلا بعد عودة العسكريين إلى القواعد».
وقال وزير الدفاع البريطاني، جرانت شابس للصحيفة، إنه «ليس على علم بأيِّ خيبة أمل في واشنطن بشأن تسرب المعلومات». وأضافت الصحيفة أن كبار المسؤولين الحكوميين يصرون على أن التسريب لم يكن له أي تأثير في توقيت العملية، أو تقدمها.
على صعيد آخر، قال منسق الشؤون الخارجية والسياسية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أمس الأحد، إنه أرسل مقترحاً إلى دول الاتحاد لإطلاق مهمة بحرية في البحر الأحمر لضمان سلامة الملاحة.
وأشار بوريل إلى أنه من الممكن أن يعلن الاتحاد عن عملية بحرية أوروبية جديدة إلى جانب مهمة «أتالانتا» التي تعمل بالفعل قبالة سواحل الصومال منذ عام 2008.
وأوضح بوريل أن جزءاً كبيراً من البضائع التي يتم تسليمها عبر البحر الأحمر متجهة خصيصاً إلى أوروبا. (وكالات)