تعتبر سلاسل الوجبات السريعة من أكبر المساهمين في انبعاثات الكربون العالمية بسبب استهلاك الطاقة، واحتياجات الشحن، وأطنان النفايات الناتجة عن مبيعات المنتجات اليومية.

على سبيل المثال، ينبع 80 في المئة من تلوث المناخ الذي تنتجه شركة ماكدونالدز من سلسلة التوريد الخاصة بها، وفقاً لبيانات شركة الاستشارات GSE.

وتعادل انبعاثات النظام الغذائي العالمي 30 في المئة من الانبعاثات العالمية للغازات الدفيئة، بحسب تقرير المفوضية الأوروبية الصادر بداية عام 2023.

وفي المجمل، تمثل اللحوم 32 في المئة من انبعاثات الغازات الدفيئة المرتبطة بالنظام الغذائي، وتأتي المشروبات بما في ذلك الشاي والقهوة في المرتبة الثانية بنسبة 25 في المئة تقريباً.

وتأتي سلاسل مقاهي ستاربكس، وسلاسل مطاعم ماكدونالدز على رأس الشركات الأعلى تلويثاً للبيئة في صناعة المشروبات والوجبات السريعة، إذ بلغت انبعاثات ستاربكس الكربونية في 2021 نحو 1.3 مليون طن، مقابل 676.6 ألف طن من الانبعاثات الخاصة بماكدونالدز.

وفي محاولة لتقليل بصمتها الكربونية، أصبحت سلاسل الوجبات السريعة تركز بشكل أكبر على المبادرات المستدامة التي تحدّ من تأثيرها الضار على البيئة، وتأتي ماكدونالدز وبيتزا هت وبرغر كينج و ستاربكس على رأس القائمة.

ومؤخراً، تبنت هذه الشركات العديد من المبادرات المبتكرة للمساعدة على خفض انبعاثات الغازات الدفيئة عبر تقليل استخدام المواد البلاستيكية والورقية في عبواتها وخفض الانبعاثات الضارة الناتجة عن إعداد الوجبات السريعة.

ستاربكس.. أعلى سلاسل المقاهي تلويثاً للبيئة

في محاولة لتقليل استخدام الأكواب البلاستيكية والورقية التي يصعُب إعادة تدويرها، أعلنت سلاسل مقاهي ستاربكس أنها تعتزم إضافة خيار الكوب القابل لإعادة الاستخدام، في خطوة تهدف إلى تقليل إنتاج النفايات بنسبة 50 في المئة بحلول عام 2030.

وكشفت أن هذا الخيار سيكون متوفراً لطلبات الشراء من السيارة وتطبيقات ستاربكس، أما العملاء الذين يستخدمون أكوابهم الشخصية، فسيحصلون على عروض وخصومات خاصة.

وبدأ تفعيل إمكانية استخدام الكوب الشخصي في المتاجر المملوكة للشركة والمرخصة في الولايات المتحدة وكندا، مع توسيع نطاق المبادرة تدريجياً في بقية أنحاء العالم.

وفي ما يخص استهلاك الألبان، تعتبر مقاهي ستاربكس أحد أكبر مشتري الحليب في الولايات المتحدة والعالم، حيث تشتري أكثر من 140 مليون جالون من الحليب سنوياً، ومن المتوقع أن تزداد هذه الكمية مستقبلاً في ظل الطلب المتزايد على منتجات السلسلة الشهيرة.

ومن المعروف أن الأبقار المنتجة للألبان تسهم بصورة رئيسية في تفاقم أزمة المناخ، سواء من خلال الضغط على التربة والموارد المائية، أو من خلال انبعاثات غاز الميثان الناتجة عن عملياتها الحيوية مثل الهضم والتجشؤ، فهذه العمليات مسؤولة عن نحو 15 في المئة من إجمالي الانبعاثات العالمية من الغازات الدفيئة، وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة.

ويُعد غاز الميثان أقوى بـ80 ضعفاً من ثاني أكسيد الكربون من حيث قدرته على حبس الحرارة داخل الغلاف الجوي لكوكب الأرض؛ لذلك زادت في الآونة الأخيرة جهود الحكومات والشركات لمكافحة مصادر انبعاث هذا الغاز، وعلى رأسها الماشية والأبقار.

في الوقت ذاته، تؤدي عملية إنتاج الألبان التقليدية إلى إهدار كميات كبيرة من المياه فضلاً عن الانبعاثات والنفايات الملوثة للبيئة، ما دفع ستاربكس لتنفيذ برنامج تجريبي للألبان المستدامة بالتعاون مع منظمة الحفاظ على الطبيعة، والذي يهدف إلى الحد من هذه التأثيرات الضارة.

كما كشفت الشركة في وقت سابق عن استخدام المزيد من الحليب النباتي كبديل لمنتجات الألبان التقليدية، ومن بينها حليب اللوز وجوز الهند وفول الصويا والشوفان.

ماكدونالدز.. مواد تغليف مبتكرة للحد من تأثيرها المناخي

عادة ما تنتهي الحال بأدوات التغليف والتعبئة إلى مكب النفايات، وهو ما تحاول سلاسل ماكدونالدز تجنبه من خلال التحول إلى المواد القابلة لإعادة التدوير أو المعاد تدويرها.

وبحسب موقع الشركة الرسمي، اتجهت ماكدونالدز إلى تقليل استخدام البلاستيك المعتمد على الوقود الأحفوري في ألعاب وجبات الأطفال بنسبة 47.8 في المئة منذ عام 2018.

وفي عام 2022، قدم أكثر من 85.1 في المئة من المطاعم التابعة للشركة في الدول المتقدمة فرصة إعادة تدوير مواد التعبئة والتغليف.

وفي أوروبا، اتجهت الشركة إلى تقليل استخدام البلاستيك عبر العديد من المبادرات مثل التحول إلى المصاصات الورقية، ونشر أكواب ماك فلوري الجديدة بدون أغطية بلاستيكية، وإدخال صناديق السلطة وأدوات المائدة المصنوعة من الألياف المتجددة.

بيتزا هت وبرغر كينج.. مساعي الاستدامة

وفي مبادرات مماثلة، أعلنت بيتزا هت التابعة للشركة الأم (يام براندز) عن شراكة تتيح للمزارعين في أميركا إجراء تحليل فوري للمادة الجافة في أعلاف الأبقار ما يساعد على إنتاج الحليب بشكل أكثر كفاءة، فضلاً عن الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة.

أما مطاعم برغر كينج التابعة للشركة الأم (ريسترانت براندز إنترناشيونال)، فتعكف حالياً على تنفيذ برنامج تجريبي للتغليف الأخضر في أكثر من 50 موقعاً في أنحاء ولاية ميامي الأميركية، يهدف لاستخدام بدائل مستدامة للمواد البلاستيكية والكرتونية المستخدمة في التعبئة والتغليف.

على سبيل المثال، بدأت السلسلة في استخدام ورق مقوى مبتكر قابل لإعادة التدوير، بينما تختبر أدوات مائدة مصنوعة من مواد بلاستيكية نباتية ومصاصات ورقية.

مثل هذه المبادرات تهدف إلى خفض الانبعاثات الكربونية بنسبة تصل إلى 50 في المئة بحلول عام 2030، وهو ما يساعد على تحقيق هدف الأمم المتحدة بالوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول 2050.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version