وافقت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية على تداول صناديق الاستثمار في البيتكوين (ETFs) في السوق الفورية، ما أثار تساؤلاً بشأن كيفية تداول هذه الصناديق في البورصة وعلاقتها المستقبلية بالعملات المشفرة.

وبدأ تداول 11 صندوقاً في سوق الأسهم الأميركية في لحظة فاصلة بالنسبة لقطاع العملات المشفرة بعد سنوات من الصراع التنظيمي حول حماية المستثمرين.

ويتصدر الصناديق (غراي سكيل بيتكوين تراست) وهو الأكبر في مجموعة الصناديق، ويمتلك بالفعل أكثر من 28 مليار دولار من الأصول.

وتشمل الصناديق الـ11 أيضاً، (آي شيرز ترست iShares Trust) التابع لشركة (بلاك روك)، وصندوق (فالكيري Valkyrie)، و(إيه آر كيه 21 شيرز)، بالإضافة إلى صناديق (هاشدكس Hashdex)، و(ويزدوم تري Wisdom Tree)، و(بيت وايز Bitwise).

وخلال أول ثلاثة أيام من تداول صناديق الاستثمار في البيتكوين، بلغ صافي التدفقات نحو 21 ألف بيتكوين، أي ما يعادل نحو 890 مليون دولار بالسعر الحالي البالغ 42 ألفاً و400 دولار، وفقاً للبيانات الصادرة عن موقع كوين ديسك المتخصص في متابعة سوق العملات المشفرة.

وارتفع سعر البيتكوين على مدار العام الماضي بنحو 86 في المئة، ليصعد من نحو 22 ألفاً و951 دولاراً في يناير كانون الثاني 2023، إلى نحو 42 ألفاً و400 دولار في الشهر الجاري.

ما الفرق بين صناديق الاستثمار في البيتكوين وشراء العملة مباشرة؟

ستعمل الصناديق الجديدة على غرار صناديق الاستثمار في الذهب التي تسمح لأي شخص بالاستثمار في المعدن دون الحاجة إلى توفير مكان لتخزين السبائك أو تحمل أعباء تأمينها.

كان راشد الخزاعي، الخبير الاقتصادي والمستشار في العملات المشفرة، قال لـ«CNN الاقتصادية» إن «صندوق مؤشر بيتكوين الفوري هو نوع من الأوراق المالية تماماً كالأسهم والسندات والسلع، وهو مدرج على البورصة التقليدية، ومن شأنه مراقبة السعر الفعلي للعملات المشفرة».

ولصناديق الاستثمار في البيتكوين ميزات عديدة مقارنة بالاستثمار مباشرة في سوق العملات المشفرة، بما في ذلك عدم الحاجة إلى فتح حساب في منصة عملات مشفرة، أو الاضطرار إلى شراء عملة البيتكوين نفسها أو تخزينها.

كيف تختلف صناديق الاستثمار المتداولة عن الصناديق المشتركة؟

هناك تشابه كبير بين الصناديق المشتركة (Mutual Funds) والصناديق المتداولة في البورصة (ETFs)، إذ يمثل كلا النوعين فرصة للمستثمرين لتنويع استثماراتهم.

لكن الفرق الرئيسي بين الاثنين هو أنه يمكن تداول صناديق الاستثمار على مدار اليوم مثل الأسهم، في حين يمكن تداول الصناديق المشتركة فقط في نهاية كل يوم تداول، بناءً على سعر محسوب يُعرف باسم صافي قيمة الأصول.

على جانب آخر، غالباً تُولد صناديق الاستثمار مكاسب رأسمالية أقل للمستثمرين مقارنة بالصناديق المشتركة، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن الكثير منها يُدَار اعتماداً على حركة مؤشر أو سلعة أو عملة، بدلاً من مدير مباشر للصندوق.

على جانب آخر، لن تضع صناديق الاستثمار المتداولة عملة مشفرة فعلية في حسابات المستثمرين، ما يعني أنهم لا يستطيعون استخدامها.

أيضاً لن توفر صناديق الاستثمار المتداولة للمستثمرين إخفاء الهوية الذي توفره العملات المشفرة، وهو أحد عوامل الجذب الكبيرة للعديد من مستثمري العملات المشفرة.

هل تعزز هذه الصناديق الثقة بسوق العملات المشفرة؟

رفضت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية في وقت سابق جميع صناديق الاستثمار المتداولة للبيتكوين؛ بسبب مخاوف تتعلق بحماية المستثمرين.

وأدى إطلاق صناديق الاستثمار المتداولة ETFs إلى رفع سعر البيتكوين إلى أعلى مستوى له منذ ديسمبر كانون الأول 2021، قبل أن يتراجع بفعل تصريحات سلبية من رئيس هيئة الأوراق المالية والبورصات.

وقال رئيس الهيئة، غاري جينسلر، في بيان، إن الموافقات الأخيرة للصناديق الأحد عشر لم تكن تأييداً لعملة البيتكوين، واصفاً إياها بأنها «أصل مضارب ومتقلب».

ومع ذلك، يتوقع بعض المحللين الذين تحدثوا لـCNN أن تمهد هذه الصناديق الطريق لمزيد من صناديق الاستثمار المبتكرة للعملات المشفرة، بما في ذلك لعملات رقمية مثل الإيثريوم، والرموز القابلة للاستبدال، والعملات المستقرة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version