متابعة: علي نجم

نجا منتخب الإمارات الوطني لكرة القدم من فخ المنتخب الفلسطيني، حين خرج متعادلاً 1-1، ليرفع «الأبيض» رصيده إلى 4 نقاط، ويضع قدماً في دور ال16 من كأس آسيا، وذلك قبل مواجهة المرحلة الأخيرة من دور المجموعات أمام المنتخب الإيراني الثلاثاء المقبل.

ويتأهل أول وثاني كل مجموعة إلى دور ال16 إضافة إلى أفضل 4 منتخبات تحتل المركز الثاني، لذلك فإن النقاط الأربع، قد تكون كافية بنسبة كبيرة لتأهل «الأبيض».

قدم «الأبيض» لقاء للنسيان أمام «الفدائي» بعد عرض سلبي، وفي مباراة قدم فيها الأداء الأسوأ على صعيد السيطرة والاستحواذ والتحكم في مجريات المباراة.

وشكلت الأرقام صدمة لكل المتابعين، بعدما كشفت حجم المعاناة التي واجهها لاعبونا طوال دقائق المباراة، أمام منافس كشف حجم العيوب الفنية والثغرات التي عاناها المنتخب طوال فترة المباراة.

أثبتت الأرقام التي باتت لغة كرة القدم، حجم الصعوبات، بل وربما شكل الأداء الكارثي الذي كان عليه منتخبنا، سواء ما قبل طرد المدافع خليفة الحمادي، أو ما بعد الطرد.

ووصل حجم التفوق الفلسطيني في السيطرة والتحكم بالمجريات إلى 65% مقابل 35 ل«الأبيض» فقط.

أما على صعيد التسديدات على المرمى، فقد سدد لاعبو فلسطين 7 تسديدات، مقابل تسديدتين فقط لمنتخبنا طوال 90 دقيقة، جاء من أحدها هدف سلطان عادل من كرة رأسية.

وعلى صعيد الركلات الركنية، فقد بلغ عدد الركلات التي حصل عليها المنتخب الفلسطيني 16 ركلة، مقابل ركلة واحدة لمنتخبنا، لكن الطامة الكبرى، بلغت على صعيد استخدام المنتخب المنافس لسلاح الكرات العرضية، دون أن يجد لاعبونا الأسلوب الأمثل للحد من تلك المحاولات، حتى بلغ عدد العرضيات التي لعبها المنافس نحو مربع ومرمى منتخبنا 65 عرضية، وهو ما يؤشر على نجاح المنافس في صنع عرضية في كل دقيقة ونصف دقيقة..

وقد يكون الحصول على نقطة، وبلوغ النقطة الرابعة قد عزز من آمال منتخبنا في التأهل إلى الدور الثاني بعيداً عن لعبة أرقام المباراة وحسابات المستوى والخطر من ضعف المردود، خاصة أن بلوغ النقطة الرابعة قد يكون كفيلاً بمنح «الأبيض» بطاقة الترشح كأفضل ثالث على أقل تقدير.

وقد تكون الروح القتالية التي قدمها اللاعبون في الدفاع عن مرماهم، هي ضمن إيجابيات المباراة، التي لا شك في أنها ستكون درساً قاسياً للاعبين ومن خلفهم المدير الفني البرتغالي بينتو الذي بدا عاجزاً عن إيجاد الحلول التي فقدها «الأبيض»طوال فترات المباراة.

ويستحق خالد عيسى، نجومية اللقاء بعدما دافع «جبل حفيت» عن العرين واستبسل في إنقاذ المحاولات التي قام بها المنافس، حتى بلغ عدد التصديات التي قام بها 8 تصديات بينها ركلة جزاء.

وإذا كان خليفة الحمادي قد مثل حجر الأساس في الخط الخلفي، فقد كان الخروج بالبطاقة الحمراء، دليلاً على عدم تقدير وقراءة الموقف داخل المربع، في وقت دفع بدر ناصر ثمن قلة الخبرة بتحويل كرة عرضية فلسطينية إلى شباك خالد عيسى.

وفي حين نالت خيارات بينتو بعد الطرد الانتقاد، ولاسيما أنها أتاحت لفلسطين السيطرة المطلقة،لم يكن البدلاء على مستوى الآمال، فلم يكن دخول يحيى الغساني أو علي سالمين وزايد سلطان كفيلاً بتغيير مسار المباراة التي تمنى كل متابع أن يطلق فيها الحكم صفارة نهايتها مع قبول واقتناع بأن النقطة مكسب وفق ما سارت عليه المباراة، ووفق مستوى الفريق وأداء اللاعبين.

أما في الجانب المشرق من المباراة، فقد برز سلطان عادل مرة جديدة كمهاجم أول في تشكيلة منتخبنا، بعدما جدد بينتو الرهان على ابن فريق اتحاد كلباء ليكون رأس الحربة، وعلى حساب النجم الكبير علي مبخوت الذي لم يحظ حتى الآن بفرصة المشاركة في المباريات.

واستغل سلطان ثقة المدرب، فأوجد لنفسه موقعاً ثابتاً بالتشكيل، من خلال حسن التمركز والروح القتالية والالتزام بالشق الدفاعي، وإن كان قد عانى إرهاقاً كبيراً في الحصة الثانية، قياساً إلى حجم التحركات التي قام بها من أجل الضغط على دفاع «الفدائي» أو التراجع إلى منتصف الملعب من أجل مساندة الفريق.

وقد يكون توزيع الجهد عاملاً أساسياً سيحتاج إليه سلطان عادل حتى يجيد اللعب طوال المباراة بنفس الإيقاع، إلى جانب ضرورة التعامل بحذر مع بعض التدخلات العنيفة التي يقوم بها على المدافعين والتي قد يكون لها ثمن باهظ على صعيد نيل البطاقات الصفراء، وهي مشكلة عاناها على صعيد الدوري أيضاً مع «النمور».

كان إخراج فابيو ليما بعد طرد خليفة الحمادي لتأكيد أن جناح وهداف الوصل هو أقل الخيارات الهجومية قناعة في فكر المدرب البرتغالي، وإن بدا «ليما الأبيض» أقل من «ليما الوصل»، لكن الثابت أن اللاعب حرص على الالتزام بالمسؤوليات الدفاعية.

أما على صعيد وسط الميدان، فقدا بدا تأثير غياب يحيى نادر واضحاً، بعدما فشل ماجد راشد وعبد الله رمضان ومن بعدهما علي سالمين في صنع التوازن.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version