واصلت آلة الحرب الإسرائيلية، أمس السبت، دك مختلف مناطق قطاع غزة بالقصف والغارات، خصوصاً في محيطي خان يونس ورفح، ما أوقع العشرات من القتلى الفلسطينيين، بالتوازي مع تجدد الاشتباكات بين الفصائل الفلسطينية والقوات الإسرائيلي في جباليا وبيت لاهيا شمال القطاع، وسط كارثة إنسانية وصحية يشهدها قطاع غزة، بينما لجأ الجيش الإسرائيلي للمرة الأولى إلى إلقاء منشورات على مدينة خان يونس تحمل صور إسرائيليين محتجزين، وتحاول مساومة النازحين بالسماح لهم بالعودة إلى ديارهم مقابل معلومات عن الرهائن.
ركز الجيش الإسرائيلي، أمس، عملياته العسكرية في جنوب قطاع غزة ولاسيما في خان يونس «بحثا عن قياديي«حماس». وذكر شهود أن القوات الإسرائيلية قصفت جنوب قطاع غزة وخاصة خان يونس، حيث يقول الجيش الإسرائيلي إن القيادة المحلية لحركة «حماس» تختبئ هناك. وتتعرض خان يونس لقصف إسرائيلي عنيف، أدى إلى دمار واسع، بينما أعلنت «كتائب القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، استهداف قوة إسرائيلية خاصة «متحصنة» في عمارة سكنية شمال قطاع غزة، وإيقاعها بين قتيل وجريح.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أمس، أن حصيلة الحرب الإسرائيلية على القطاع منذ 7 أكتوبر الماضي، ارتفعت إلى 24 ألفاً و927 قتيلاً، و62 ألفاً و388 مصاباً. وقالت الوزارة، في بيان، إن الجيش الإسرائيلي ارتكب 14 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 165 قتيلاً و280 إصابة خلال 24 ساعة.
أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني عن أن الجيش الإسرائيلي استهدف محيط مستشفى الأمل التابع للجمعية في خان يونس بقطاع غزة، بسلسلة غارات جوية وقصف مدفعي.
وأضافت الجمعية أن الأوضاع الإنسانية في محافظتي غزة والشمال مأساوية جراء استمرار الحصار الإسرائيلي الذي يمنع إيصال المساعدات، إذ يعاني 800 ألف فلسطيني هناك من شح كبير في المواد الأساسية.
وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن الجيش الإسرائيلي انتقل مؤخراً إلى مرحلة إفراغ مدينة غزة من سكانها عنوة وبقوة السلاح في تصعيد لجريمة التهجير القسري.
وأوضح المرصد، في بيان أمس السبت، أن يومي الأربعاء والخميس الماضيين أجبر الجيش الإسرائيلي عائلات مكونة من عشرات الأفراد، غالبيتهم من النساء والأطفال، على النزوح القسري بعد اقتحام منازلها ومراكز إيواء تقيم فيها.
وأشار إلى أن عمليات التهجير القسري الأخيرة تركزت في حيي تل الهوى والشيخ عجلين ومنطقة «دوار أنصار» جنوب غرب مدينة غزة، إذ أجبرت القوات الإسرائيلية من تبقي من عائلات في تلك المناطق على النزوح قسرياً.
في الأثناء، أشارت هيئة الأمم المتحدة للمرأة إلى أن النساء والأطفال هم الضحايا الرئيسيون في الحرب الإسرائيلية المستمرة لأكثر من 106 أيام. وأضافت الهيئة أنه نتيجة للحرب في غزة، ترمّلت ما لا يقل عن 3000 امرأة ومعيلة، وفقد ما لا يقل عن 10000 طفل آباءهم.
وفي تقرير صدر أمس الأول الجمعة أشارت الهيئة إلى عدم المساواة بين الجنسين والعبء الواقع على عاتق النساء الهاربات من القتال مع أطفالهن والنازحين. وذكر التقرير أن بين سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، 1.9 مليون نازح و«نحو مليون امرأة وفتاة» يبحثن عن المأوى والأمان.
على صعيد آخر، ألقت طائرات حربية إسرائيلية، أمس السبت، منشورات على مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة تحمل صور إسرائيليين محتجزين في القطاع، وطالبت الفلسطينيين بإبلاغ الجيش الإسرائيلي في حال التعرف على أي منهم.
وحملت المنشورات صور وأسماء 69 إسرائيلياً محتجزين لدى الفصائل الفلسطينية، وكتب على هذه المنشورات «تريد العودة إلى المنزل؟ يرجى الإبلاغ إذا رأيت أحداً منهم». وأرفق الجيش الإسرائيلي رقم هاتف وموقعاً إلكترونياً لإرسال المعلومات.
وتزامن هذا التطور الأول من نوعه، مع تأكيد صحيفة «نيويورك تايمز» أن فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها الرئيسية بعد أكثر من 100 يوم على اجتياح غزة يثير إحباطاً متزايداً بين قادتها العسكريين ويدفع بعضهم إلى الاعتقاد بأن استعادة المحتجزين في القطاع ممكنة فقط من خلال الوسائل الدبلوماسية لا العسكرية. (وكالات)