تعكف السلطات في مدينة خاركيف الأوكرانية على إقامة حواجز رملية بهدف حماية تماثيلها.

ويقع التمثال الأكثر رمزية بينها في قلب وسط المدينة في حديقة واسعة مملوءة بالأشجار المعمّرة، وهو يجسّد تاراس شيفتشينكو، الشاعر الوطني الأوكراني الذي كان من الشخصيات المؤثرة في البلاد خلال القرن التاسع عشر، وواحداً من أوائل من كتبوا بالأوكرانية.

منذ استقلال البلاد في عام 1991 مع تفكك الاتحاد السوفييتي، لم تكن هناك مدينة أوكرانية واحدة من دون شارع أو ساحة تحمل اسم شيفتشينكو. كذلك، سمّيت أكبر جامعة في البلاد في كييف تيمناً به.

يبلغ ارتفاع تمثال شيفتشينكو في خاركيف 16 متراً، وهو الأكبر في المدينة منذ إزالة تمثال فلاديمير لينين من ساحة مجاورة عام 1994.

وتمثال شيفتشينكو الذي أقيم في عام 1935، هو مزيج من الواقعية الاشتراكية والستاليينية الباروكية مع الشخصية المركزية محاطة بجنود ثوريين عند قدميها.

اختفت الآن قاعدة التمثال كما اختفى المقاتلون الستالينيون تحت أكياس الرمل التي وصلت إلى خصر الشاعر وحجبت مشيته المنتصرة.

ومنذ بداية العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط، كانت خاركيف الواقعة في شمال شرق أوكرانيا، أكثر مدن البلاد تعرضاً للقصف إلى جانب ماريوبول في جنوب البلاد.

دمّر أو تضرّر أكثر من ألف مبنى في مدينة أفرغت من نحو ثلث سكانها البالغ عددهم 1.5 مليون نسمة، بحسب السلطات المحلية.

وتضم خاركيف، مدينة الثقافة والتاريخ، نحو 50 معلماً مهماً ستتم حمايتها بأكياس الرمل، وفقاً لبلدية المدينة. وقالت البلدية: «نأمل في أن تصمد هذه الآثار ألف عام أخرى».

مع اقتراب الانتهاء من بناء الجدار الواقي المحيط بتمثال شيفتشينكو، يركز العشرات من موظفي البلدية والمتطوعين جهودهم على وضع أكياس الرمل حول نصب الاستقلال الذي أقيم في عام 2012 في «ساحة الدستور» في خاركيف للاحتفال بذكرى إعلان أوكرانيا الاستقلال في 24 أغسطس/ آب1991.

وحتى الآن، ما زال بالإمكان قراءة شعار حفر على قاعدة هذا التمثال بالأبجدية الكيريلية ويتردد حالياً في كل أنحاء هذا البلد وهو «المجد لأوكرانيا».

وقالت إيلونا كلاشنيكوفا، موظفة البلدية التي تعتني عادة بالمساحات الخضراء في المدينة «أكياس الرمل هذه ترمز إلى ارتباطنا بمدينتنا. يمكننا إعادة بناء المنازل المدمرة، لكن لا يمكننا إعادة بناء الآثار التاريخية». ( أ.ف.ب)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version