كبدت القوات الروسية في منطقة العملية العسكرية الخاصة الجيش الأوكراني خسائر في الأرواح، وصدت كافة الهجمات الأوكرانية، واتّهم الرئيس الروسي كييف بأنها كانت تعلم أن الطائرة الروسية «ايل – 76» كانت تحمل أسرى أوكرانيين.

أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس السبت، أنها كبدت الجيش الأوكراني خلال 24 ساعة، نحو 525 جندياً ومنظومة صواريخ «إس-300» للدفاع الجوي في مقاطعة تشيركاسي (وسط) و28 مسيّرة.

وذكرت الوزارة أن قواتها صدت 13 هجوماً على محاور كوبيانسك، وكراسني ليمان، دونيتسك، وجنوبها. كما دمرتمستودعات للوقود وأسلحة الطيران في مقاطعتي كيروفوغراد ودنيبروبيتروفسك، وأسقطت7 قذائف من راجمات الصواريخ هيمارس وفامبر.

  • بوتين: بل كانوا يعلمون

اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كييف بإسقاط طائرة عسكرية روسية من طراز «آيل-76» الأربعاء الماضي، معتبرًا أن أوكرانيا كانت على دراية بأنها تقلّ أسرى حرب أوكرانيين.

وقال بوتين أمام طلاب«كانت إدارة الاستخبارات الرئيسية في الجيش الأوكراني تعلم أننا ننقل 65 جنديًا إلى هناك. ربما فعلوا ذلك عن طريق الخطأ أو دون تفكير، لكنهم فعلوه». وأضاف «على كلّ الأحوال إنها جريمة».

وشددت الاستخبارات العسكرية الأوكرانية على عدم وجود «معلومات موثوقة وكاملة» في ما يتعلق بركاب الطائرة. ودعا الرئيس فولوديمير زيلينسكي إلى إجراء تحقيق دولي.

وعرضت لجنة التحقيق الروسية مساء الخميس مقطع فيديو مدته 40 ثانية تقريبًا يظهر لقطات لمنطقة غابات وحقل مغطى بالثلوج. ويمكن رؤية أشجار على الأرض وقطعة معدن ملتوية وجثة أو جثتين غير واضحتي المعالم، ونشرت لجنة التحقيق الجمعة مقطع فيديو ثانياً يظهر مزيداً من الحطام وفريقاً من الأطباء الشرعيين يغلق كيساً للجثث. وظهرت أيضًا ثلاث وثائق هوية قُدّمت على أنها تعود لجنود أوكرانيين قتلى.

  • تقدم في سوليدار

كما صرح الرئيس بوتين، بأن الوضع في سوليدار بجمهورية دونيتسك الشعبية ليس سهلاً حيث تحاول القوات الأوكرانية شن هجوم مضاد، وتتصدى لها قواتنا المسلحة وتتقدم للأمام يومياً. وقال بوتين خلال لقاء مع الطلاب: «هناك في سوليدار يحاول العدو شنّ هجوم مضاد من جميع الجهات، لكن لا شيء ينجح، بل على العكس من ذلك فإن وحداتنا تتقدم على محاور مختلفة وتقترب تدريجياً من القناة.. بكل الأحوال هناك تقدم في هذا الاتجاه.. ربما تبقى 800 متر للقناة».

وأشار الرئيس أيضاً إلى أن المقاتلين الروس يقومون بعملهم بثقة شديدة وانسجام. وأضاف: «على الجانب الجنوبي، على الجانب الشمالي، على جميع الجهات يجري التقدم تدريجياً، وقد تم صد جميع الهجمات المضادة، والتقدم للأمام يحدث كل يوم تقريباً».

وذكر الطلاب أن موسكو تحاول استخدام الوسائل المسلحة لإنهاء الحرب التي بدأتها سلطات كييف في دونباس منذ عام 2014.

وقال بوتين «لم تكن هناك اعتبارات أخرى إلا حماية مصالح روسيا. عند حل قضايا من هذا النوع، لا يمكن أن تكون هناك دوافع أخرى». وأضاف: «هذه ليست بداية الحرب. لقد بدأوا [سلطات كييف] بأنفسهم الحرب في دونباس. هذه محاولة لإنهاء هذه الحرب بالوسائل المسلحة». وتابع: «سنسعى إلى تنفيذ المهام والأهداف التي حددناها».

وأشار الرئيس الروسي إلى أنه «من المحتمل أن تكون هناك قضايا تتطلب اهتماماً وحلولاً إضافية، شيء ما يحتاج دائماً إلى التعديل، لأن منطقة القتال كبيرة، نحو ألفي كيلومتر، وهناك أكثر من 600 ألف شخص في منطقة العمليات القتالية، الآلية ضخمة». واقترح مناقشة ما يجب القيام به من إجراءات إضافية لضمان تقليل هذه الصعوبات وتقليصها إلى الصفر.

  • استعادة جثث 77 جندياً

أعلنت السلطات الأوكرانية أنها استعادت جثث 77 جندياً أوكرانيّاً في إجراء مقرر «منذ فترة طويلة» تم تنفيذه رغم تحطم طائرة نقل عسكرية روسية مؤخراً في ظروف غامضة. وقال مركز التنسيق الأوكراني المسؤول عن أسرى الحرب «أُعيدت رفات 77 مدافعاً أوكرانيّاً إلى الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة». وأضاف «تم التخطيط لعملية الإعادة هذه منذ فترة طويلة».

ويأتي هذا الإجراء في حين تُعتبر قضية الجنود الأسرى لدى قوات موسكو وتبادلهم مسألة حساسة على نحو خاص.

  • موسكو مستعدة للرد على مبادرات واقعية

أكدت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو مستعدة للرد على أي «مبادرات قابلة للتطبيق»، لحل النزاع في أوكرانيا، لكن مع الأخذ في الاعتبار الحقائق السياسية والقانونية الجديدة.

وقالت الخارجية الروسية: «نحن مستعدون للرد على أي مبادرات قابلة للتطبيق وبنّاءة، سواء فيما يتعلق بحل النزاع في أوكرانيا، مع الأخذ في الاعتبار الحقائق السياسية والقانونية الجديدة، أوعند بحث المشاكل العالمية والإقليمية». وأضافت: «لا تُظهر الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) أدنى اهتمام بالتوصل إلى تسوية عادلة للنزاع الحالي. ومن الواضح أنهما غير مستعدين لأخذ المخاوف الروسية في الاعتبار، والعمل بجدية على إزالة التناقضات الأساسية».

وأكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أول أمس، أن موسكو ما زالت منفتحة على المفاوضات بشأن التسوية في أوكرانيا، وتفضل روسيا تحقيق أهدافها من خلال الوسائل الدبلوماسية.

وأضاف: «نحن مصممون على تحقيق أهدافنا. ونحن نفضل تحقيق ذلك عبر الوسائل الدبلوماسية. وإذا لم يتم الأمر بهذا الشكل، فإن العملية العسكرية ستستمر حتى تحقيق أهدافنا».(وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version