على الرغم من كونها الشركة الأكبر قيمة سوقية على مستوى العالم، فقد تنتظر عملاقة التكنولوجيا أبل وابلاً من التحديات خلال عام 2024، وتؤثّر تلك التحديات في أجزاء كثيرة من أعمالها.

ففي الأسبوع الماضي فقط، احتلت شركة مايكروسوفت لفترة وجيزة مكانة شركة أبل باعتبارها الشركة الأكثر قيمة للتداول العام، بعد أن كانت متخلفة عنها خلال الجزء الأكبر من العقد الماضي.

يرجع ارتفاع أسهم مايكروسوفت إلى حد كبير إلى رهاناتها المبكرة والكاسحة على الذكاء الاصطناعي التوليدي، وهو المجال الذي ظلت فيه شركة أبل صامتة إلى حد كبير.

لكن بعض المحللين يعتقدون أن الشركة ستكون قادرة على شق طريقها عبر حقول الألغام المتصاعدة على مدار العام، فمثلاً يتوقع مدير شركة إيه بي آي ريسرش ديفيد ماكوين، أن تبذل الشركة كل ما في وسعها لتقليل آثار المشكلات، وأضاف «ستظل تتمتع بقاعدة مخلصة للغاية من المستخدمين تمنع المساس بقيمة علامتها التجارية وتقدر جودتها».

مشكلات أبل في الصين

واحدة من أهم العقبات التي ستواجهها أبل هذا العام ستكون التعامل مع السوق في الصين -ثاني أكبر اقتصادات العالم- إذ أسهم السوق الصينية بنحو 20 في المئة من مبيعات آيفون العام الماضي، ولكن أشار تقرير لرويترز إلى انخفاض مبيعات آيفون في الصين بنسبة 30 في المئة في الأسبوع الأول من العام وسط ضغوط من منافستها هواوي.

وبعد النجاح الساحق الذي حققه هاتف هواوي الذكي ميت 60 برو، سعت أبل جاهدة لجذب عملاء هواتف آيفون من جديد، حتى إنها في خطوة نادرة، فاجأت الأسواق بتخفيضات على هواتفها ومنتجاتها الأخرى في الصين، ووصلت التخفيضات إلى 70 دولاراً على هاتف آيفون.

معركة براءات الاختراع

لا تزال أبل تواجه ادعاءات بانتهاكها براءة اختراع قياس الأكسجين في الدم، الأمر الذي تسبب في حظر إصدارين حديثين من ساعات أبل الذكية وهما سيريس 9 وألترا 2.

كانت الشركة باعت 49 مليون ساعة ذكية عام 2022، ونحو 26.7 مليون ساعة في الأشهر التسعة الأولى من 2023.

وقال الأستاذ في الريادة والابتكار بجامعة الحسين التقنية بالأردن رامي الكرمي لـ«CNN الاقتصادية»، إن هذا الموقف قد يتسبب في اهتزاز ثقة عملاء أبل، بالإضافة إلى خفض مبيعاتها.

سباق الذكاء الاصطناعي

في حين يواصل عمالقة التكنولوجيا دعم خدماتهم وأجهزتهم بميزات الذكاء الاصطناعي، تظل أبل هادئة في هذا الشأن.

كانت أبل تخلفت من قبل عن منافسيها في مجالات التطوير مثل تقنيات الـ4G و5G والشاشات القابلة للطي، لكن لم يتسبب أي من تلك التأخيرات في انتكاسات في مبيعات أبل.

لذا فمن غير المرجح أن يتحول مستخدمو أبل إلى شركات أخرى بسبب ميزات الذكاء الاصطناعي، ولكن تتنامى توقعات بأن تقدّم أبل ميزات مماثلة، أو حتى أكثر تطوراً مقارنة بميزات غريماتها بحلول نهاية العام.

انخفاض الإيرادات

مع انخفاض مبيعات أجهزة ماك بوك وآي باد، فقد تجد أبل نفسها في موقف محير، إذ أعلنت الشركة في نوفمبر تشرين الثاني الماضي تراجع المبيعات على أساس سنوي للربع الرابع على التوالي.

وكان بنك باركليز قد خفّض تصنيف أسهم شركة أبل في وقتٍ سابق من الشهر الحالي، مشيراً إلى مبيعات آيفون 15 المخيبة للآمال في الصين وتراجع الطلب على أحدث هواتف آيفون، ولا يبني الكثيرون الآمال على آيفون 16 الذي من المقرر إصداره نهاية عام 2024، إذ من المتوقع ألّا يقدّم سوى تحديثات بسيطة.

قانون الأسواق الرقمية الجديد

سيتعين على عدد قليل من شركات التكنولوجيا الكبرى التي يعتبرها الاتحاد الأوروبي مهيمنة على صناعة التكنولوجيا، بما في ذلك شركة أبل، تنفيذ قواعد جديدة للمنصة هذا العام، وهذا يعني أن شركة أبل قد تضطر إلى التخلي عن السيطرة الحصرية على كيفية توزيع التطبيقات التي تعمل على نظام تشغيل منتجات أبل آي أو إس، وهي خطوة قد تؤثّر في النهاية على إيراداتها.

سامانثا مورفي كيللي (CNN)

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version