أدّى المشوار المخيّب لمنتخب مصر في كأس أمم إفريقيا لكرة القدم وخروجه من ثمن النهائي دون تحقيق أي فوز للمرة الأولى منذ 1992، إلى حملة شرسة مطالبة بإقالة المدرب البرتغالي روي فيتوريا ومحاسبة الاتحاد الذي استقدمه.
ودّع «الفراعنة» بعد السقوط أمام جمهورية الكونغو الديموقراطية 7-8 بركلات الترجيح إثر تعادلهما 1-1 في الوقتين الاصلي والاضافي الأحد في مدينة سان بيدرو العاجية. كان التعادل الرابع لمصر بالبطولة بعد موازمبيق، غانا، والرأس الأخضر بالنتيجة عينها 2-2 في دور المجموعات.
شنّ عددٌ كبير من نجوم الكرة المصرية هجوماً ضارياً على منظومة الكرة بشكل عام وفيتوريا عقب الوداع القاري.
طالب وائل جمعة قائد دفاع الأهلي ومدير المنتخب السابق بالمحاسبة، وقال «قدّم المنتخب أسوأ كرة قدم شاهدتها للفراعنة سواء كلاعب أو إداري»، مشيراً إلى أن اتحاد الكرة استقدم مدربا ليتعلّم أجواء إفريقيا من خلال الفراعنة.
وتابع جمعة الذي يعمل محللاً في قنوات بي إن سبورتس ان فيتوريا لم تكن لديه لمسة ابداعية في التعامل مع المباريات «كنا قادرين على الظهور بشكل أفضل، وكان من المفترض على الأقل أن نبلغ نصف النهائي لأن طريقنا كان أسهل من المنافسين».
وردّاً على سؤال وكالة فرانس برس حول مسؤوليته عن الأداء المتراجع للفراعنة، قال فيتوريا بعد المباراة «مسؤولية الجميع تقع على عاتقي، إنها دائمًا على عاتق المدرب».
وتابع مدرب بنفيكا والنصر السعودي وسبارتاك موسكو الروسي السابق «واجهنا منافساً كبيراً جداً وكانت مباراة جيدة وصعبة. نحن حزينون جداً للنتيجة».
وحول إمكانية تقديمه استقالته، قال المدرب البالغ 53 عاماً «هذا ليس الوقت الأنسب لاتخاذ القرارات. أحب أنّ اكون هادئا».
غياب صلاح
ودخلت مصر لقاء جمهورية الكونغو من دون قائدها ومهاجمها الأبرز محمد صلاح المُصاب في العضلة الخلفية، وذلك للمباراة الثانية توالياً بعد سفره الأربعاء الماضي لتلقي العلاج والتعافي رفقة ناديه ليفربول الإنجليزي في قرار أثار انتقادات الجماهير.
وانتقد أحمد حسام «ميدو» لاعب الزمالك والمنتخب السابق اتحاد الكرة ، وقال«رئيس اتحاد الكرة (جمال علام) يجب أن يكون رجلاً قوياً وصاحب خبرات كبيرة».
واضاف في تصريحات تلفزيونية «لم نكن نستحق الصعود أمام الكونغو ويجب ألا نحزن فهي بطولة للنسيان»، مشيراً إلى ان «موزامبيق هي من أهدتنا التأهل من دور المجموعات، وليس من الطبيعي استقبال سبعة أهداف خلال أربع مباريات» في إشارة إلى فرض موزامبيق التعادل على غانا 2-2 في الجولة الثالثة الأخيرة من دور المجموعات ما سمح لمصر بالتأهل كوصيف للمجموعة الثانية.
وتوجّه ميدو إلى صلاح قائلاً «لك كل الاحترام في مطالبتك بالذهاب إلى ليفربول لتلقي العلاج، ولكن لا مجال لعودتك مرة أخرى إلى صفوف المنتخب. فقدنا شخصيتنا كمنتخب بعد موقف صلاح».
وحمّل رضا عبد العال لاعب الزمالك والأهلي السابق مسؤولية فشل المنتخب لحازم إمام المشرف العام على المنتخب «لأنه السبب في التعاقد مع البرتغالي روي فيتوريا المدير الفني للمنتخب الوطني».
عقد فيتوريا
واستقبلت شباك مصر سبعة أهداف في أربع مباريات، وهو أكبر معدل تهديفي سلبي منذ نسخة 1976.
وفيما أشارت تقارير صحفية إلى ان الاتحاد يتجه الى إقالة فيتوريا بعد العودة من أبيدجان، تطرّقت إلى عقده الممتد حتى أغسطس 2026 براتب شهري يصل إلى 200 ألف يورو مع جهازه المعاون، واضطرار الاتحاد الى دفع بند جزائي بقيمة 600 ألف يورو بحال أراد اقالته.
وكان فيتوريا تولى تدريب مصر في يوليو 2022 خلفاً للوطني إيهاب جلال. قاده في 18 مباراة، منها 8 ودية بالإضافة الى 10 مباريات رسمية، فحقق 12 فوزاً، بينما تلقى خسارة واحدة أمام تونس ودياً 1-3.
ويخوض الفراعنة المباراة الرسمية المقبلة، أمام بوركينا فاسو في 5 يونيو، ضمن الجولة الثالثة من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026.