كشفت مسودة لاجتماع مرتقب لزعماء الاتحاد الأوروبي، غداً الخميس، أنهم يعتزمون مواصلة تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا، بحيث يكون هذا الدعم دائماً ومستداماً خلال السنوات الخمس القادمة، وانتقد رئيس الدبلوماسية الأوروبية جوزيب بوريل الدعوات ل«مصالحة» بين روسيا وأوكرانيا، مشدداً على ضرورة حشد جهود الغرب لزيادة الدعم لكييف وتمكينها من تحقيق «الانتصار»، وإزاء هذه المواقف، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن الغرب بات يدرك أن مشروع أوكرانيا بدأ يتهاوى، لكن الغرب لا يستطيع التوقف عن دعمه، في وقت تستمر فيه حرب المسيرات بين الجانبين الروسي والأوكراني، وأعلنت موسكو تدمير 21 طائرة مسيرة أطلقتها أوكرانيا فوق القرم ومناطق روسية أخرى.

وجاء في مسودة لما سيخلص له اجتماع قمة زعماء الاتحاد الأوروبي المقرر عقدها غداً الخميس، أن الزعماء الأوربيين سيؤكدون اعتزامهم مواصلة تقديم دعم عسكري في الوقت المناسب، ويمكن التنبؤ به ومستدام لأوكرانيا. وتفيد المسودة التي اطّلعت عليها «رويترز» أن «المجلس الأوروبي يؤكد الحاجة الملحة للتعجيل بتوصيل الذخائر والصواريخ». وتترك مسودة نتائج الاجتماع الباب مفتوحاً أمام زعماء الاتحاد الأوروبي بشأن التعهد بضخ خمسة مليارات يورو إضافية في صندوق «مرفق السلام الأوروبي» الذي يهدف لجمع تبرعات وتمويل الأسلحة لأوكرانيا.

من جهته، أشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى أن «الاتحاد الأوروبي سيدرس في القمة التي ستعقد في بروكسل غداً، المساعدة الاقتصادية والعسكرية لأوكرانيا، إلى جانب ميزانية الاتحاد». وأوضح في مؤتمر صحفي عقب اجتماعه مع رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون، أنه «سيتعين علينا يوم الخميس، إلى جانب ميزانية الاتحاد الأوروبي، اتخاذ قرارات بأنه يجب علينا مواصلة دعم أوكرانيا اقتصادياً ومالياً وعسكرياً في مجال المعدات العسكرية والتدريب».

وبالمقابل، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن الغرب بات يدرك أن «مشروع أوكرانيا» بدأ يصاب بالفشل، لكن الغرب لا يستطيع التوقف عن دعمه، وذلك من وجهة نظره للفوائد الاقتصادية. ووفقاً للافروف، تعزز موقف المجمع الصناعي العسكري الأمريكي في أوروبا، بفضل النزاع في أوكرانيا، «أكثر من 60% من الأسلحة التي تشتريها دول الاتحاد الأوروبي هي أمريكية الصنع».

وأشار لافروف إلى أن الولايات المتحدة قامت بتشكيل تحالف مناهض لروسيا يضم 54 دولة، يتم من خلاله إمداد كييف بهدف إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا. ونوه الوزير الروسي بأن الدول الغربية خصصت أكثر من 200 مليار دولار للدعم العسكري والمالي لأوكرانيا في أقل من عامين. وقال: «للمقارنة، خصص الاتحاد الأوروبي أقل من 80 مليار دولار للدعم الاجتماعي والاقتصادي لدول جنوب وشرق العالم، خلال سبع سنوات».

بدوره، انتقد رئيس الدبلوماسية الأوروبية جوزيب بوريل الدعوات ل«مصالحة» بين روسيا وأوكرانيا، مشدداً على ضرورة حشد جهود الغرب لزيادة الدعم لكييف وتمكينها من تحقيق «الانتصار». وكتب بوريل في مقال عمود نشر بمجلة فرنسية أمس الثلاثاء: «نسمع مرة أخرى أن أوكرانيا غير قادرة على الفوز وأن الدعم الغربي لن يصمد. ومرة أخرى، تعود إغراءات المصالحة إلى الظهور. كانت هذه الأفكار خاطئة في عام 2022، ولا تزال خاطئة حتى اليوم. ويجب ألا نسمح لهم بتحديد سياستنا تجاه أوكرانيا».

وتحتاج أوكرانيا إلى إمدادات إضافية بالذخائر والأسلحة لدفاعاتها الجوية. لكن مواصلة المساعدات من الولايات المتحدة، الداعم الرئيسي لأوكرانيا، يبقى رهن المعركة السياسية الداخلية المحتدمة بين الديمقراطيين والجمهوريين قبل أشهر من الانتخابات الرئاسية المقررة في تشرين الثاني/نوفمبر.

إلى ذلك، قتل مدنيان على الأقل في أوكرانيا في ضربات جوية ومدفعية نفذتها روسيا، فيما استهدفت كييف الأراضي الروسية بحوالي عشرين مسيّرة. وأعلن الجيش الأوكراني أن روسيا أطلقت 35 مسيّرة مفخخة وصاروخين على شمال البلاد وشرقها ووسطها وجنوبها، مشيراً إلى إسقاط 15 مسيّرة.

من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن «الدفاعات الجوية دمرت21 مسيّرة أوكرانية فوق القرم (11 مسيرة) ومناطق بيلغورود (5 مسيرات) وبريانسك (3 مسيرات) وكالوغا (مسيرة واحدة) وتولا (مسيرة واحدة)»، وفق ما نقلت وسائل الإعلام الرسمية، من دون أن تذكر وقوع أضرار.   (وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version