قال الكرملين، أمس الثلاثاء، إن التوترات في الشرق الأوسط تتصاعد وإن هناك حاجة إلى اتخاذ خطوات لتهدئة المنطقة بدلاً من زعزعة استقرارها، وذلك رداً على سؤال عن ضربات أمريكية محتملة على المصالح الإيرانية، فيما حذّرت الصين من «دوامة انتقام» في الشرق الأوسط، بينما قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، أمس الثلاثاء، إنه اتخذ قراره بشأن طبيعة الرد على هجوم قاعدة «التنف»، مضيفاً أن إيران هي المسؤولة عن تزويد الأسلحة للهجوم، في حين تبدي إيران حذراً داعية إلى التحرك الدبلوماسي.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف للصحافة رداً على سؤال حول خطر الرد الأمريكي على إيران: «نعتبر أن مستوى التوتر مقلق للغاية وأن الوقت قد حان لاتخاذ إجراءات لنزع فتيل التوتر». وأضاف: «إنه السبيل الوحيد لمنع المزيد من النزاعات خاصة في الشرق الأوسط، من التوسع بشكل أكبر وتحقيق وقف التصعيد بطريقة أو بأخرى».

من جانبها، حذّرت الصين، أمس الثلاثاء، من «دوامة انتقام» في الشرق الأوسط.

وأفادت بكين، بأنها أخذت علماً بالتقارير عن سقوط ضحايا جراء الهجوم على قاعدة عسكرية أمريكية، وأكد المتحدث باسم الخارجية الصينية وانغ ونبين: «أخذنا علماً أيضاً بأن إيران أعلنت أن لا علاقة لها بالهجوم».

وأضاف: «نأمل بأن تبقى جميع الأطراف المعنية هادئة وتحافظ على ضبط النفس، لتجنّب السقوط في دوامة انتقام، وتجنّب مزيد من التصعيد والتوتر الإقليمي»، وتابع أن الوضع في الشرق الأوسط حالياً معقّد وحساس للغاية.

في غضون ذلك، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، أمس، أنه اتخذ قراراً بشأن كيفية الرد على هجوم «التنف»، مضيفاً أن إيران هي المسؤولة عن تزويد الأسلحة للهجوم.

وقال بايدن: «نعم»، في إجابة عن سؤال المراسلين عمّا إذا كان قد اتخذ قراراً بشأن الرد.

وأضاف رداً على سؤال عمّا إذا كانت إيران المسؤولة: «أنا أحمّلهم المسؤولية، بمعنى أنهم يزودون الأسلحة للأشخاص الذين قاموا بالهجوم»، نقلاً عن وكالة الصحافة الفرنسية.

ونقلت وكالة (رويترز) عن بايدن قوله لصحفيين لدى مغادرته البيت الأبيض إلى جولة انتخابية في فلوريدا إن الولايات المتحدة لا تريد اتساع رقعة الحرب في الشرق الأوسط.

ونقل موقع «بوليتيكو» الإخباري عن مسؤولين أمريكيين إن من بين الخيارات المطروحة أمام البنتاغون للرد على الهجوم، استهداف أفراد إيرانيين في سوريا أو العراق، أو ضرب الأصول البحرية الإيرانية في الخليج.

ورجح المسؤولون أن يبدأ الرد الأمريكي في اليومين المقبلين بمجرد أن يعطي الرئيس بايدن الضوء الأخضر.

وحسب المصادر ذاتها، فإنه من المنتظر أن يأتي الرد على شكل موجات ضد مجموعة من الأهداف.

إلى ذلك، أبدت إيران أمس الثلاثاء، حذراً داعية إلى التحرك الدبلوماسي بعد الهجوم على قاعدة التنف.

وكتب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أمس عبر موقع «إكس»: إن «البيت الأبيض يعلم أن الحل لوضع حد للحرب والإبادة في غزة وللأزمة الحالية في المنطقة سياسي. الدبلوماسية تنشط بهذا الاتجاه».

إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أمس الثلاثاء أنها استدعت السفير البريطاني لإبلاغه «احتجاج طهران الشديد لاتهامات» لندن للجمهورية الإسلامية.

وجاء في بيان الوزارة: «في أعقاب استمرار اتهامات النظام البريطاني بحق الجمهورية الإسلامية تم استدعاء سايمون شيركليف السفير البريطاني في طهران إلى وزارة الخارجية بعد ظهر لثلاثاء، وإبلاغه باحتجاج بلادنا الشديد». ولم تحدد الوزارة سبب الاحتجاج الذي أتى بعد اتهامات بريطانية لموقف إيران في التوترات الإقليمية. (وكالات)

واشنطن: قواتنا لا تعتزم الانسحاب من سوريا

أعلنت نائبة وزير الخارجية الأمريكي فيكتوريا نولاند، أمس الثلاثاء، أن بلادها لا تعتزم سحب قواتها من سوريا. وجاء هذا التصريح في حديث أدلت به نولاند، التي قامت هذه الأيام بزيارة إلى تركيا، لقناة «سي إن إن تورك» أمس الثلاثاء رداً على طلب تعليق على تقارير عن نية إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن سحب القوات الأمريكية من سوريا.

وقالت نولاند: «أولاً، دعيني أوضح هذا الأمر. الولايات المتحدة لن تنسحب من سوريا.. كما يتضح من الأحداث المأساوية التي وقعت، الأحد الماضي، في كنيسة بإسطنبول، لا يزال تنظيم «داعش» ينشط في أماكن كثيرة، ونحن شركاء (مع تركيا) في الحرب ضد الإرهاب منذ عقود».

وتابعت: «يجب أن يستمر هذا التعاون مع تركيا، سواء في العراق أو سوريا.. رغم أننا لا نتفق أحياناً على كيفية إدارة هذه المعركة، إلا أنه من المهم أكثر من أي وقت مضى تعزيز تعاوننا.. نحن بحاجة لبعضنا بعضاً».

وذكرت نولاند أن من المواضيع التي تناولتها محادثاتها في تركيا، «إعادة تعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب وإقامة حوار حول المسار الذي يجب اتباعه في سوريا، لأن لدى الجانبين مصالح مهمة هناك، وخاصة في مكافحة الإرهاب». (وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version