ضربت عاصفة قوية وسط النرويج، وتسببت بدمار هائل وقطعت الكهرباء عن آلاف المنازل، أمس الخميس، وأوقفت شركات الطيران عدداً من رحلاتها في أعقاب أقوى عاصفة تشهدها البلاد منذ أكثر من ثلاثة عقود، فيما أعلن إقليم كاتالونيا في شمال شرق إسبانيا حالة الطوارئ الناجمة عن الجفافن أمس الخميس، في برشلونة ومحيطها، ما يعني أن المنطقة ستخضع حالياً لقيود أكثر تشدداً على المياه، بعد ثلاث سنوات شهدت تساقطاً ضئيلاً للأمطار.

وضربت رياح بقوة الإعصار أجزاء من الدولة الاسكندنافية، مع هبّات تصل سرعتها إلى 180 كيلومتراً في الساعة. وقالت الشرطة إنه بالقرب من ليردال، وهي بلدة صغيرة خلابة تقع شمال شرق بيرغن، ثاني أكبر مدينة في النرويج، انجرفت حافلة تقل 14 راكباً عن الطريق. وغمرت المياه بعض المناطق، وأوقفت شركات الطيران ومشغلو العبارات الخدمة مؤقتاً. ووردت تقارير متفرقة عن إغلاق مدارس، وطرق، وأنفاق، وجسور. وضربت العاصفة، التي أطلق عليها خبراء الأرصاد الجوية النرويجيين اسم إنغون، وسط النرويج، بعد ظهر أمس الأول الأربعاء، قبل أن تتحرك شمالاً، أمس الخميس. وكان معهد الأرصاد الجوية أصدر تحذيراً باللون الأحمر، وهو أعلى إنذار له، لمنطقة القطب الشمالي. وذكرت الشرطة أن عدة نوافذ تحطمت بفندق في بودو، وهي بلدة كبيرة في منطقة نوردلاند. وقال بيورنار غاسفيك، المتحدث باسم الشرطة في منطقة ترونديلاغ، لوكالة الأنباء النرويجية، إن وكالة السلامة العامة تلقت ما بين 40 و50 بلاغاً خلال الليل من أشخاص متضررين من العاصفة. وقال سيغموند كليمنتس من شركة «آي إف» للتأمين لصحيفة «فيردينس غانغ» النرويجية، إنه من السابق لأوانه تقدير كلفة الأضرار الناجمة عن العاصفة. وذكرت الصحيفة أن العاصفة ضربت نفس المنطقة التي ضربها إعصار رأس السنة عام 1992، وهو أحد أقوى الأعاصير في تاريخ النرويج.

وفي سياق متصل، أعلن رئيس حكومة إقليم كاتالونيا، بيري أراغونيس، الخطوة بعدما تراجع منسوب المياه في خزانات المنطقة المطلة على المتوسط إلى ما دون 16 في المئة من قدرتها الاستيعابية، وهي العتبة التي حددتها السلطات لتطبيق سلسلة جديدة من إجراءات توفير المياه التي ستؤثر في ستة ملايين نسمة. وأفاد أراغونيس في مؤتمر صحفي بأن «كاتالونيا تعاني أسوأ جفاف يمر عليها في القرن الأخير. لم يسبق قط أن شهدنا جفافاً بهذه الشدّة والمدة الطويلة منذ بدأ تسجيل معدلات تساقط الأمطار». وتهدف حالة الطوارئ إلى خفض كمية المياه اليومية التي يسمح باستخدامها للسكان والبلديات من 210 ليترات إلى 200 لكل فرد. وفي حال ازداد الجفاف سوءاً، فيمكن خفضها إلى 180 ليتراً، ومن ثم 160. وستطبق القيود على استخدام المياه في برشلونة و201 بلدية محيطة بها اعتباراً من اليوم الجمعة، وتشمل حظراً على ملء حمامات السباحة، وغسل السيارات، إلا إذا كانت مياهاً أعيد تدويرها. ولا يمكن ريّ الحدائق العامة إلا باستخدام المياه الجوفية. وسيخضع قطاعا الزراعة والصناعة إلى قيود أكبر، إذ يهدف إعلان الطوارئ إلى خفض المياه المستخدمة لري المحاصيل بنسبة 80 في المئة وللصناعة بنسبة 25 في المئة. وأدت عدة موجات جفاف سجّلت في إسبانيا وأوروبا عموماً، الصيف الماضي، إلى تدهور الوضع أكثر، فتسببت بانخفاض مستويات المياه في الخزانات مع ازدياد التبخر والاستهلاك. ويشير خبراء إلى أن تغيّر المناخ الناجم جزئياً عن الأنشطة البشرية يزيد من حدة وتكرار ظروف الطقس غير العادية، مثل موجات الحر، والجفاف، وحرائق الغابات. (وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version