القاهرة – إيمان مندور

منذ الإعلان رسمياً عن تعيين حسام حسن أو «العميد» كما يلقبونه في مصر، مديراً فنياً لمنتخب الفراعنة لكرة القدم لمدة موسمين، خلفاً للبرتغالي روي فيتوريا، انشغلت الأوساط الرياضية بالحديث عن علاقته المتوترة بقائد المنتخب ونجم ليفربول الإنجليزي محمد صلاح، ومصير علاقتهما مستقبلاً، إضافةً لعقد مقارنات بين مسيرة كل منهما في المنتخب، إذ بدأت الأوساط الرياضية في الحديث عن تنافس حول أرقام كل منهما، وما قدماه إلى المنتخب المصري، مشيرين إلى أن هذا التنافس الشديد مع احتلال صلاح مكانة كبيرة لدى جماهير بمختلف انتماءاتها، قد يتحول إلى صدام قريب عند وصول النجم العالمي لأول معسكر للمنتخب.

من السخرية.. للهجوم

خلال الساعات الماضية أعاد رواد مواقع التواصل الاجتماعي تداول تغريدة ساخرة لمحمد صلاح، يعود تاريخها إلى مايو/ أيار 2017، تحمل صورة المدرب حسام حسن، في لقطة كثيراً ما يتم استخدامها ك «كوميك» للتعبير عن محاولة الابتسام برغم عدم تقبّل الوضع الحالي، وكان صلاح قد أرفقها بتعليق: «أنا مش متضايق أهو»، لتنهال التعليقات مجدداً على التغريدة على الرغم من مرور ما يقرب من 7 سنوات على نشرها، تزامناً مع اختيار حسام حسن لقيادة منتخب «الفراعنة».

هذا الاختيار دفع إلى تساؤلات عديدة حول مصير قائد منتخب مصر، صاحب ال 31 عاماً، لأن المدرب الجديد، حسام حسن، كان قد هاجم صلاح قبل أيام معدودة في لقاء تلفزيوني، مؤكداً رفضه لرجوع الأخير إلى «الفراعنة»، بعدما ترك الفريق في كوت ديفوار خلال بطولة أمم إفريقيا، لتلقي العلاج في إنجلترا بعد الإصابة.

وعلى الرغم من اعترافه الصريح بنجومية صلاح الطاغية، فإن حسام حسن وجّه رسالة عنيفة للاعب مطالباً إياه بعدم العودة إلى المنتخب في النهائي، قائلاً: «أرى أنك يمكنك تلقي العلاج مع المنتخب، ولدينا الإمكانات مع الجهاز الطبي.. ستقول لا سأتلقى علاجي هناك في ليفربول، حينها سأقول لك خليك هناك حتى تُشفى تماماً وربنا يوفقك، وإحنا هنا عندنا رجالة في المنتخب.. والله لو هنخسر النهائي مترجعش.. منتخب مصر خط أحمر».

إنجازات حسام حسن الرياضية

أشار البعض إلى علاقة التنافس بين «العميد» و«النجم العالمي»، إذ يعد حسام حسن واحداً من أبرز لاعبي كرة القدم في مصر وإفريقيا، حيث اختير أكثر من مرة من بين أعظم لاعبي القارة في القرن العشرين. كما يملك تاريخاً حافلاً من الإنجازات كلاعب مع أندية الأهلي والزمالك ومنتخب مصر، سواء من الأهداف أوالبطولات.

ولعب حسام حسن في كل المنتخبات المصرية بجميع مراحلها السنية من الناشئين والشباب والأول، حيث تم ضمه للمنتخب لأول مرة في عام 1985، وكان ظهوره الأول في مباراة ودية أمام النرويج.

شارك حسام حسن في 170 مباراة دولية وسجل 83 هدفاً، وقاد مصر للتأهل لكأس العالم 1990 بإيطاليا بهدف سجله في مرمى الجزائر، كما كان عنصراً أساسياً في الفوز ببطولة أمم إفريقيا عام 1998، التي توج خلالها بلقب الهداف مشاركة مع الجنوب إفريقي بينيدكيت مكارثي.

وبعد اعتزاله اتجه حسام حسن إلى التدريب، إذ كانت البداية في عام 2008، عندما تولى تدريب المصري، ونجح في إنقاذ النادي البورسعيدي من شبح الهبوط.

ولعل التجربة الأكبر على الإطلاق في مسيرة العميد التدريبية كانت مع الزمالك في الفترة من 2009 وحتى 2011، كما درّب الإسماعيلي بعد ذلك وعاد إلى المصري في ولاية ثانية، ثم درّب مصر المقاصة.

وبعد ذلك أتت تجربة أخرى كبيرة ومميزة له، عندما تولى تدريب منتخب الأردن، ولكنه رحل قبل أشهر قليلة من كأس آسيا 2015، وعاد لتدريب الزمالك في تجربة لم تدم طويلاً، ثم الاتحاد السكندري، وبيراميدز، وسموحة، وأخيراً فيوتشر.

اللافت أنه لم تمض سوى أيام قليلة على تولي حسام حسن تدريب نادي فيوتشر، حتى إنه لم يخض حتى الآن مباراة رسمية مع ناديه الجديد، ومع ذلك فإنه لم يتردد لوهلة في قبول فرصة قيادة منتخب «الفراعنة» التي كان يحلم بها لسنوات.

وعلى الرغم من وجوده في دائرة التدريب لمدة 16 عاماً، فإن حسام حسن مدرب منتخب مصر الجديد لم ينجح في تحقيق أي بطولة مع الأندية الكثيرة التي تولى تدريبها.

فمن الناحية التدريبية، قد يكون أفضل إنجازات صاحب ال 57 عاماً هو احتلال المركز الثاني في الدوري المصري مع الزمالك، ووصافة كأس مصر مع المصري، وخسارة السوبر المصري مع الفريق نفسه، فضلاً عن التأهل إلى الملحق العالمي لكأس العالم 2014 مع منتخب الأردن.

إنجازات محمد صلاح الرياضية

أما عن إنجارات صلاح، فحدث ولا حرج، فقد جاءت بداية مسيرة محمد صلاح في الدوري المصري مع (المقاولون العرب)، ومنه احترف في أوروبا من بوابة بازل السويسري، الذي قدمه بعد ذلك كهدية لتشيلسي لكن مورينيو رفضها، فرحل صلاح لفيورنتينا ثم إلى روما على سبيل الإعارة، وذلك قبل أن يشتري الجيالوروسي عقده من البلوز، ثم كان على موعد مع محطته الأبرز والتي كانت ليفربول.

واستطاع النجم المصري تحقيق نجاح استثنائي في الدوري الإنجليزي منذ انتقاله إلى آنفيلد بصفقة تاريخية جعلته أغلى لاعب في تاريخ نادي ليفربول، وحصد العديد من الجوائز، أبرزها جائزة أفضل لاعب في إنجلترا 2018، وجائزة بوشكاش لأفضل هدف في الموسم 2018.

وامتدت إنجازاته إلى القارة الإفريقية التي نشأ فيها، وحصل على جائزة الاتحاد الإفريقي لأفضل لاعب في إفريقيا لعامي 2017 و2018، وجائزة أفضل لاعب إفريقي بواسطة البي بي سي لعام 2017.

كما فاز بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي لعام 2018، وجائزة الحذاء الذهبي في الدوري الإنجليزي، (هداف الدوري الإنجليزي الممتاز) عامي 2018 و2019. واختير من قبل مجلة تايم الأمريكية في عام 2019 ضمن أكثر 100 شخصية تأثيراً في العالم.

وبالطبع كان لصلاح دور مهم منذ بدايته مع منتخب مصر، فقد خاض أولمبياد 2012، وكان أحد أهم أسباب وصول الفراعنة لكأس العالم 2018 بعد غياب استمر لقرابة الثلاثة عقود، ومنذ 2011 حتى الآن سجل محمد صلاح 56 هدفاً بقميص المنتخب المصري في 96 مباراة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version