باريس – أ ف ب

نُقل الإرهابي صلاح عبدالسلام، المحكوم عليه بالسجن مدى الحياة لمشاركته في هجمات نوفمبر/ تشرين الثاني 2015 في باريس، والتي خلّفت 130 قتيلاً، من زنزانته في بلجيكا إلى فرنسا صباح الأربعاء.

وقال وزير العدل الفرنسي إيريك دوبون موريتي، إنّه «محتجز في سجن في منطقة باريس».

وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، دان القضاء البلجيكي صلاح عبدالسلام، العضو الوحيد الذي لا يزال على قيد الحياة من بين أفراد الخلية التي هاجمت العاصمة الفرنسية، بتهم تتعلّق بـ«اغتيالات في سياق إرهابي»، وذلك في إطار هجمات مارس/ آذار 2016 في بروكسل. وارتكبت خلية باريس نفسها هجمات بروكسل، التي أسفرت عن مئات الجرحى، وأكثر من 32 قتيلاً.

وقالت دلفين باسي محامية عبدالسلام، التي طعنت في شرعية نقله، واستنكرت «انتهاك سيادة القانون»،: «جاؤوا لأخذه من زنزانته هذا الصباح قرابة الساعة التاسعة، وغادر إلى فرنسا».

من جهتها، أكدت النيابة العامة أنّ «صلاح عبدالسلام غادر سجن هارين هذا الصباح، ليتمّ نقله إلى الحدود، حيث تولّت السلطات الفرنسية أمره».

منذ القبض عليه في 2016 في منطقة بروكسل، أمضى عبدالسلام القسم الأكبر من فترة احتجازه في فرنسا.

وفي 2022، بعد انتهاء محاكمة مكثّفة في باريس في هجمات 13 نوفمبر، سلّمته فرنسا «بشكل مؤقت» إلى بلجيكا.

واتفق البلدان على أنّ فترة احتجازه في السجن البلجيكي لن تتخطّى مدّة المحاكمة في بروكسل، على أن يقضي في فرنسا عقوبته.

  • «انتقام مطلق»

وخلال محاكمته، أعرب عبدالسلام عن رغبته في قضاء عقوبته في بلجيكا. ويحمل الأخير الجنسية الفرنسية بفضل والدَيه المهاجرَين، لكنّه وُلد ونشأ في بروكسل، حيث يعيش أقاربه.لكن النيابة الفرنسية لمكافحة الإرهاب رفضت ذلك، لأن تنفيذ الحكم في بلجيكا «سيؤدي إلى تخفيف العقوبة الفرنسية» التي صدرت بحق عبد السلام، وفق ما أوضحت النيابة الفرنسية.

كذلك، فإن تمضية عقوبته في فرنسا لا تشكل «مساساً كبيراً بحقه في حياة خاصة وعائلية»، بحسب النيابة.

وخاض محاموه معركة قضائية في بلجيكا للاعتراض على نقله، مستنكرين ظروف احتجازه في فرنسا.

وقالت باسي: «من المنطقي تماماً أن يمضي عقوبته في بلجيكا».

من جهته، قال محاميه البلجيكي الآخر هارولد ساكس: «رافعنا بشأن واقع أنّه لم يكن في الحبس الانفرادي فحسب، بل تمّ التجسّس على اتصالاته ومراقبتها من عملاء، إضافة إلى وضع كاميرات مراقبة».

كما أشارت باسي إلى أنّ نقله إلى فرنسا الأربعاء، يعكس «نوعاً من الرغبة في الانتقام المطلق، يتقدّم على احترام القانون».

وفي 2023، أوقفت محكمة في بروكسل «موقتاً» نقل صلاح عبدالسلام إلى فرنسا. غير أنّ النيابة العامّة، اعتبرت أنّ هذا الحكم المدني لا يمكن أن يشكّل عائقاً أمام نقل المدان إلى فرنسا.

وقالت النيابة، إنّ «المهلة النهائية التي منحتها فرنسا حالياً لاحتجاز صلاح عبدالسلام في بلجيكا، لم يعد بالإمكان تمديدها».


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version