عادي

صراع بين جناح نواز شريف ومرشحين مدعومين من عمران خان

8 فبراير 2024

18:03 مساء

إسلام آباد – (رويترز)
لقي تسعة أشخاص على الأقل، بينهم طفلان، حتفهم في هجمات مسلحة في باكستان الخميس، بالتزامن مع الانتخابات العامة، وتوقفت خدمات الهواتف المحمولة مؤقتاً بأنحاء البلاد، وأُغلقت بعض الحدود البرية للحفاظ على النظام وفرض القانون.
ومن المتوقع أن تتركز المنافسات الرئيسية والشرسة في هذه الانتخابات بين المرشحين المدعومين من رئيس الوزراء السابق عمران خان، الذي فاز حزبه( حركة الإنصاف) بالانتخابات المحلية الأخيرة، وبين حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية جناح نواز شريف الذي تولى رئاسة الوزراء ثلاث مرات، ويعتبر المرشح الأوفر حظاً.
الحاجة لأغلبية واضحة
ورفض رئيس الوزراء السابق نواز شريف الذي يعتبره العديد من المحللين المرشح الأوفر حظاً الحديث عن نتيجة غير واضحة وشدد على الحاجة إلى «أغلبية واضحة».
وقال شريف للصحفيين بعد الإدلاء بصوته في مدينة لاهور بشرق البلاد «لا تتحدثوا عن حكومة ائتلافية. من المهم للغاية أن تحصل الحكومة على أغلبية واضحة… ولا ينبغي أن تعتمد على آخرين».
وإذا لم تسفر الانتخابات عن أغلبية واضحة، وهو ما يتوقعه محللون، فإن التعامل مع التحديات المتعددة سيكون صعباً. وفي مقدمة هذه التحديات السعي للحصول على برنامج إنقاذ جديد من صندوق النقد الدولي بعد انتهاء البرنامج الحالي في مارس/ آذار.
حوادث إرهابية
وقالت وزارة الداخلية الباكستانية، إنها اتخذت هذه الإجراءات بعد مقتل ما لا يقل عن 26 شخصاً جراء انفجارين بالقرب من مكتبي مرشحين انتخابيين في إقليم بلوشستان بجنوب غرب البلاد الأربعاء. وأعلن تنظيم «داعش» الإرهابي مسؤوليته عن الانفجارين.
إغلاق الحدود
وكتبت وزارة الداخلية على منصة إكس «نتيجة لحوادث الإرهاب الأخيرة في البلاد، فُقدت أرواح غالية، والإجراءات الأمنية ضرورية لحفظ النظام وفرض القانون والتعامل مع التهديدات المحتملة».
ونشرت الحكومة آلاف الجنود في الشوارع ومراكز الاقتراع بأنحاء البلاد مع بدء التصويت، وأُغلقت الحدود مع إيران وأفغانستان مؤقتاً.
وقالت السلطات إنه رغم تشديد إجراءات الأمن فقد قُتل خمسة من رجال الشرطة في انفجار قنبلة وإطلاق نار استهدف دورية في كولاتشي بمنطقة ديرة إسماعيل خان في شمال غرب البلاد. وقُتل شخص آخر في إطلاق النار على سيارة تابعة لقوات الأمن في منطقة تبعد نحو 40 كيلومتراً إلى الشمال.
12 انفجاراً بقنابل وعبوات ناسفة
وفي بلوشستان، ذكر مسؤولون أن جندياً قُتل وأصيب عشرة آخرون جراء ما يزيد على 12 انفجاراً ناجمة عن قنابل يدوية أو عبوات ناسفة، في حين لقي طفلان حتفهما في انفجار خارج مركز اقتراع مخصص للنساء.
وقال محسن دوار وهو مرشح من إقليم وزيرستان الشمالية، معقل متمردين متشددين في شمال غرب باكستان، في رسالة إلى لجنة الانتخابات الباكستانية إن حركة «طالبان» المحلية التي كانت تهدد موظفين مشاركين في عملية الاقتراع وسكاناً محليين استولت على بعض مراكز الاقتراع في دائرته الانتخابية.
ولم يرد تأكيد فوري من لجنة الانتخابات أو قوات الأمن.
ورغم القلق الأمني وبرد الشتاء القارس، اصطف الناخبون في طوابير طويلة عند مراكز الاقتراع قبل ساعات من انطلاق التصويت.
وقالت ممتاز (86 عاماً) وهي ربة منزل أثناء وقوفها في طابور في إسلام آباد «البلد على المحك، لماذا أتأخر؟».
وإلى جانب العنف المسلح، أُجريت الانتخابات أيضاً في خضم أزمة اقتصادية عميقة وفي بيئة سياسية شديدة الاستقطاب، ويعتقد العديد من المحللين أنه قد لا يظهر فائز واضح.
ومن المتوقع ظهور النتائج الأولية غير الرسمية بعد ساعات قليلة من انتهاء التصويت، ومن المرجح أن تتضح الصورة في وقت مبكر من الجمعة.
وقف عمل شبكات المحمول
أثار وقف عمل شبكات الهاتف المحمول انتقادات من زعماء أحزاب المعارضة، إذ دعا بيلاوال بوتو زرداري نجل رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو البالغ من العمر 35 عاما إلى «إعادتها للعمل فوراً».
وقال رئيس مفوضي الانتخابات سيكندر سلطان رجا إن «الأجهزة المعنية بالقانون والنظام» هي التي اتخذت القرار بشأن شبكات الهواتف المحمولة في أعقاب أعمال العنف التي وقعت الأربعاء، وأشار إلى أن المفوضية لن تتدخل في الأمر.
ودعا حزب حركة الإنصاف الذي ينتمي له رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان، المسجون حالياً، في منشور على منصة إكس المواطنين إلى إزالة كلمات المرور من حساباتهم الشخصية على شبكات الاتصال اللاسلكي (واي فاي) «حتى يتسنى لأي شخص في المنطقة المجاورة الولوج إلى الإنترنت في هذا اليوم شديد الأهمية».
كما أبدى بعض الناخبين غضبهم من خطوة تعليق خدمات الهواتف المحمولة. وقال مسؤولو لجنة الانتخابات إنهم تلقوا عدة شكاوى من أشخاص لم يتمكنوا من العثور على مراكز الاقتراع الخاصة بهم، بسبب إغلاق شبكات الإنترنت.
وقال محمود شودري (50 عاماً) وهو مدرس أدلى بصوته في مدينة روالبندي «لهذا السبب، أصبح التواصل مع الناخبين وغيرهم شديد الصعوبة… نواجه مشاكل كثيرة بسبب وقف الإنترنت».
وجاء وقف عمل شبكات الاتصال أيضاً في أعقاب دعوة عمران خان أنصاره، الذين اشتبكوا مع قوات الأمن خلال احتجاج على اعتقاله العام الماضي، للبقاء أمام مراكز الاقتراع بعد التصويت وحتى إعلان النتائج.

http://tinyurl.com/2ac32bfb


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version