لقي 12 شخصاً، على الأقل، حتفهم في هجمات مسلحة في باكستان، أمس الخميس، بالتزامن مع الانتخابات العامة، وتوقفت خدمات الهواتف المحمولة مؤقتاً، في أنحاء البلاد، وأُغلقت بعض الحدود البرية للحفاظ على النظام، وفرض القانون. فيما تركزت المنافسة الرئيسية والشرسة في هذه الانتخابات بين المرشحين المدعومين من رئيس الوزراء السابق، عمران خان، الذي فاز حزبه (حركة الإنصاف) بالانتخابات المحلية الأخيرة، وبين حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية، جناح نواز شريف، الذي تولى رئاسة الوزراء ثلاث مرات، ويعتبر المرشح الأوفر حظاً.
وبدأت عملية فرز الأصوات، مساء أمس الخميس، بعدما دعي نحو 128 مليون ناخب مسجل إلى صناديق الاقتراع لاختيار 336 نائباً في البرلمان الفيدرالي، وتجديد المجالس الإقليمية. ومن المتوقع ظهور النتائج الرسمية في وقت مبكر، من اليوم الجمعة. ونُشر أكثر من 650 ألف عنصر من الجيش والقوات شبه العسكرية والشرطة لضمان الأمن، فيما أفاد الجيش في بيان، بأن 51 هجوماً وقعت أمس الخميس، أسفرت عن مقتل 12 شخصاً، بينهم عشرة من عناصر قوات الأمن.
ورفض رئيس الوزراء السابق نواز شريف، الذي يعتبره العديد من المحللين المرشح الأوفر حظاً، الحديث عن نتيجة غير واضحة، وشدد على الحاجة إلى «أغلبية واضحة». وقال شريف للصحفيين بعد الإدلاء بصوته في مدينة لاهور بشرق البلاد «لا تتحدثوا عن حكومة ائتلافية. من المهم للغاية أن تحصل الحكومة على أغلبية واضحة… ولا ينبغي أن تعتمد على آخرين». وإذا لم تسفر الانتخابات عن أغلبية واضحة، وهو ما يتوقعه محللون، فإن التعامل مع التحديات المتعددة سيكون صعباً. 
وفي مقدمة هذه التحديات السعي للحصول على برنامج إنقاذ جديد من صندوق النقد الدولي ،بعد انتهاء البرنامج الحالي في مارس/ آذار.
وقالت وزارة الداخلية الباكستانية، إنها اتخذت إجراءات أمنية مشددة بعد مقتل ما لا يقل عن 26 شخصاً جراء انفجارين بالقرب من مكتبَي مرشحَين انتخابيين في إقليم بلوشستان، بجنوب غرب البلاد، أمس الأول الأربعاء. 
وأعلن تنظيم «داعش» الإرهابي مسؤوليته عن الانفجارين. وكتبت وزارة الداخلية على منصة إكس «نتيجة لحوادث الإرهاب الأخيرة في البلاد، فُقدت أرواح غالية، والإجراءات الأمنية ضرورية لحفظ النظام وفرض القانون والتعامل مع التهديدات المحتملة». ونشرت الحكومة آلاف الجنود في الشوارع ومراكز الاقتراع بأنحاء البلاد مع بدء التصويت، وأُغلقت الحدود مع إيران وأفغانستان مؤقتاً. وقالت السلطات إنه رغم تشديد إجراءات الأمن فقد قُتل خمسة من رجال الشرطة في انفجار قنبلة، وإطلاق نار استهدف دورية في كولاتشي، بمنطقة ديرة إسماعيل خان، في شمال غرب البلاد.
وقُتل شخص آخر في إطلاق النار على سيارة تابعة لقوات الأمن في منطقة تبعد نحو 40 كيلومتراً إلى الشمال.
وأثار وقف عمل شبكات الهاتف المحمول انتقادات من زعماء أحزاب المعارضة، إذ دعا بيلاوال بوتو زرداري، نجل رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو، البالغ من العمر 35 عاماً إلى «إعادتها للعمل فوراً». وقال رئيس مفوضي الانتخابات، سيكندر سلطان رجا، إن «الأجهزة المعنية بالقانون والنظام» هي التي اتخذت القرار بشأن شبكات الهواتف المحمولة في أعقاب أعمال العنف التي وقعت، أمس الأول الأربعاء، وأشار إلى أن المفوضية لن تتدخل في الأمر. 
ودعا حزب حركة الإنصاف الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان، المسجون حالياً، في منشور على منصة «إكس» المواطنين إلى إزالة كلمات المرور من حساباتهم الشخصية على شبكات الاتصال اللاسلكي (واي فاي) «حتى يتسنى لأي شخص في المنطقة المجاورة الولوج إلى الإنترنت في هذا اليوم شديد الأهمية». (وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version