متابعة: علي نجم

كسب منتخب الإمارات الوطني لكرة القدم بطاقة الملحق الآسيوي بعد فوزه التاريخي على كوريا الجنوبية بهدف حارب عبد الله سهيل، ليضرب موعداً لمواجهة أستراليا في الملحق في السابع من يونيو/ حزيران المقبل في الدوحة.

وأكد الشيخ راشد بن حميد النعيمي، رئيس اتحاد الإمارات لكرة القدم، أن اسم دولة الإمارات العربية المتحدة والسعي لتشريفها، كان الحافز الأكبر والكافي لدى الجميع في صفوف «الأبيض»، من أجل تحقيق الفوز، والتمسك بفرصة الصعود إلى كأس العالم 2022.

وعبر رئيس اتحاد الكرة عن ثقته باللاعبين، والجهازين الفني والإداري، على استكمال مشوار التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم، بنفس العزيمة والطموح، للمضي قدماً دون الالتفات لأي تكهنات مسبقة، وأن يكون العطاء في الملعب هو علامة الفصل، بداية من مواجهة أستراليا.

وضرب منتخبنا سرباً من العصافير بحجر واحد، بالفوز الثمين، الذي «حارب» من أجله، ليتذوق حلاوة الفوز الأول رسمياً على«الشمشون» الكوري، كما حسم موقعة المركز الثالث بعد صراع مثير مع المنتخب العراقي.

وصنع منتخبنا تاريخاً جديداً، بعدما أنهى تفوق المنتخب الكوري على حساب الأبيض الذي شكل «عقدة» في مواجهات المنتخبين في الاستحقاقات الرسمية.

ورد منتخبنا بهذا الفوز على كل المشككين بقدراته، بعدما عرف المدير الفني الأرجنتيني رودولفو أروابارينا تقديم «الأبيض» بحلة فنية وتكتيكية هي الأفضل في التصفيات، ليلمع الصورة الباهتة التي قدمها أمام العراق قبل أيام في الرياض.

وأمتلك المدرب الجديد جرأة اتخاذ قرارات مصيرية بإحداث تغيير كبير على هوية عناصره الأساسية، فتخلى عن اللعب بأسلوب الثلاثي الدفاعي الذي أعتمده أمام العراق، ليعود للعب برباعي في خط الظهر فوضع ثقته في خليفة الحمادي ومحمد العطاس في محور الدفاع، فتحملا مسؤولية صد المحاولات الكورية، بينما زج بالظهير المخضرم عبد العزيز هيكل يميناً، فبرهن أنه لا يزال قادراً على تأدية المهمة بأكمل وجه وبأن استبعاده في فترات سابقة لم يكن خياراً موفقاً، بينما شغل وليد عباس مركز الظهير الأيسر بعدما تخلى المدير الفني الأرجنتيني عن خدمات محمود خميس.

وكانت خيارات رودولفو صائبة، حيث نجح الرباعي في قطع الماء والهواء عن هجوم ونجوم المنتخب المنافس، ليتقلص حجم خطورة المحاولات الكورية، التي جاءت خجولة بخلاف مباراة الذهاب التي صال بها وجال «الشمشون» وهدد مرات الأبيض عشرات المرات.

وتمكن خط الوسط بقيادة ماجد حسن الذي أثبت أنه «المهندس» الذي يمكن أن يرسم مسار المباريات من داخل المستطيل الأخضر، ومعه عبد الله رمضان العائد من الإيقاف، بينما كان محمد عباس الورقة الجديدة الواعدة والمميزة، ليتمكن الثلاثي من صنع كتلة مترابطة مع أدوار كبيرة على مستوى الضغط على المنافس وتضييق المساحات، إلى جانب تأمين المساندة الدفاعية، مع سعي لبناء الهجمات السريعة التي وإن تكسرت غالبيتها على مشارف المربع الكوري، لكن يبقى للثلاثي دور مؤثر خاصة محمد عباس الذي كان أحد الاكتشافات المميزة في هذه المواجهة.

واللافت أن محمد عباس صنع هدف الفوز لحارب سهيل، واللاعبان من مواليد 2002، ليتأكد أن كرة القدم الإماراتية تملك وجوهاً شابة في إمكانها التميز متى وجدت التوظيف الفني المناسب.

وكان غياب علي مبخوت الموقوف صداعاً في رأس المدير الفني ومصدر قلق للجماهير التي زاد خوفها على مصير منتخبنا، فكان رهان المدرب على إشراك كايو رأس حربة فتحرك وشاكس واجتهد وإن لم يوفق في التسجيل، ونال دعماً من الثنائي حارب سهيل وبندر الأحبابي الذي شغل الجانب الأيمن ليتولى الشق الهجومي حيناً، ومساندة عبد العزيز هيكل عند فقدان الكرة.

وأبى حارب سهيل إلا أن يرد التحية للمدير الفني الذي فضل ركن علي صالح على دكة البدلاء، ليزج باللاعب الواعد الذي وضع بصمته الدولية الأولى، بهدف من كرة مرتدة سريعة بعد رمية تماس لعبها وليد عباس إلى محمد عباس لعبها برأسه إلى حارب الذي أنطلق ك«السهم» ليهرب من الرقابة، وليدخل المربع ويسدد كرة أرضية سكنت الشباك الكورية. ويعتبر هدف سهيل هو الأول لمنتخبنا في الشباك الكورية منذ هدف إسماعيل مطر قبل 11 عاماً، وتحديداً منذ 11 أكتوبر/ تشرين الأول 2011.

ويستحق الحارس خالد عيسى أن نرفع له القبعة، قياساً إلى دوره الكبير في صنع الانتصار بعدما ذاد عن مرماه ببسالة، وتكفل بالذود عن شباكه، لينقذ كرات من النوع الذي لا يصد، لاسيما مع كرتين رأسيتين كان لإبعادهما دور كبير في تحديد مسار نتيجة اللقاء، ليؤكد مرة جديدة أنه خير من يذود عن مرمى منتخبنا.

حصاد

وبهذا الفوز رفع منتخبنا رصيده إلى 12 نقطة من 10 مباريات، بعدما نال الفوز في 3 مباريات على حساب كل من لبنان وسوريا وكوريا الجنوبية، مقابل التعادل في 3 مباريات أمام لبنان وسوريا والعراق ذهاباً.

وسجل منتخبنا 7 أهداف في 10 مباريات، وهو نفس عدد الأهداف التي سكنت مرماه.

وتأهل منتخبنا إلى الملحق ليلاقي منتخب أستراليا في السابع من يونيو المقبل في الدوحة، على أن يتأهل الفائز من الملحق الآسيوي إلى الملحق العالمي، حيث سيلاقي البيرو التي حصدت المركز الخامس في تصفيات أمريكا الجنوبية.

وكان المدير الفني لمنتخبنا رودولفو أروابارينا جريئاً حين اعترف أن الفوز على كوريا ليس آخر الطموح، بل يجب أن يمثل نقطة انطلاق نحو مواصلة العمل.

وكان البرتغالي باولو بينتو المدير الفني لمنتخب كوريا الجنوبية غاضباً على الخسارة الأولى التي مني بها في التصفيات، وعلى ضياع صدارة ترتيب المجموعة الأولى، لكنه لخص الأمر بالقول:«عندما تلعب بهذا الأداء، فأنت تستحق الخسارة، أهنئ منتخب الإمارات على هذا الفوز».

 

 


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version