إعداد: معن خليلتغلبت البرازيل 4-صفر على بوليفيا في لاباز بفضل هدفي لوكاس باكيتا وبرونو جيمارايش وثنائية ريتشارليسون، في تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة إلى مونديال 2022 في قطر، ليحقق منتخب السامبا رقماً قياسياً جديداً.ورفع الانتصار رصيد البرازيل إلى 45 نقطة، وهو رقم قياسي في تصفيات أمريكا الجنوبية. ولم يخسر فريق المدرب تيتي في 17 مباراة بالتصفيات حتى الآن، وبقيت له مباراة أمام الأرجنتين.لكن البرازيل ستفتقد في مونديال 2022 في قطر وجهاً مألوفاً، كان يطلق عليه اللاعب رقم 12 في صفوفها، فمن هو؟خسرت البرازيل 1-7 في نصف نهائي مونديال 2014 التي عدت أقسى هزيمة لها في تاريخ مشاركتها بالحدث الكبير، لكن أفضل من عبر عن هذا الذل الكروي لبلاد «السامبا» كان المشجع كلوفيس أكوستا فرنانديز الذي أصبحت صورته وهو يبكي ويحتضن كأس العالم وإلى جانبه حفيدته «أيقونة الوفاء»، ليقول عنه الاتحاد الدولي للعبة «الفيفا» في فيديو نشره آنذاك على موقعه في الإنترنت إنه اللاعب الثاني عشر للمنتخب البرازيلي.اللاعب رقم 12 للمنتخب الذي أطلقت عليه الصحافة «الرجل الأكثر حزناً في البرازيل» بعد لقطته الشهيرة توفي قبل مونديال 2018 عن عمر يناهز 60 عاماً بعد صراع مع مرض السرطان استمر لمدة ست سنوات قبل أن يتغلب عليه ويرحل تاركاً معشوقه «السيلساو» لوحده بعدما تعود الجلوس في مدرجاته.وإذا كان كلوفيس أكوستا غاب جسداً، إلا أنه بقي حياً في قلوب البرازيليين بل كل محبي كرة القدم، لذلك كان يوم وفاته حدثاً دولياً إلى درجة أن الاتحاد الدولي «فيفا» نعاه وكتب في تدوينة على موقع «إنستجرام»: إن كرة القدم فقدت واحداً من أبرز مشجعيها وأكثرهم رمزية في كل الأوقات.ونقلت خبر موت كلوفيس وسائل الإعلام المختلفة حول العالم، معيدة نشر صورته الشهيرة مع كأس العالم التي انهمرت دموعه عليه، وتحدثت عن قصصه التي لا تنتهي مع المنتخب الذي يتابعه أينما حل، فتنقل من إيطاليا حيث أقيم مونديال 1990 مروراً بالولايات المتحدة ثم فرنسا وكوريا الجنوبية واليابان وألمانيا وجنوب إفريقيا ثم بلاده البرازيل التي احتضنت نسخة 2014 للحدث.فرح وحزنوعاش كلوفيس أكوستا بوجهه البشوش والطيب مع أحزان منتخب بلاده وأفراحه وشاهد فوزه بلقب مونديال 1994 بعد غياب طويل ثم إبداعاته في كأس العالم 2002 وخروجه من نسخ 2006 و2010 و2014، وما بينهما تنقل إلى بلدان أكثر احتضنت كأس القارات والأولمبياد و«كوبا أمريكا»، ويقال إنه سافر إلى أكثر من 60 دولة لمؤازرة البرازيل في مختلف البطولات، كما حضر أكثر من 155 مباراة دولية رسمية.بدأت قصة كلوفيس أكوستا مع منتخب البرازيل عام 1990 عندما قرر بيع مطعم البيتزا الذي يملكه من أجل ان يكون إلى جانب فريق «السامبا»، وذلك بعدما استأذن زوجته لفعل ذلك.ويروي كلوفيس نفسه: ما كنت لأفعل ذلك دون مباركة زوجتي، لو قالت زوجتي اذهب فسوف أذهب، ولو قالت حينها لا تذهب، سوف أذهب لحضور المونديال ولن أعود مجدداً.أما أدواته الشهيرة التي كان يحملها فهي مجسم لكأس العالم التي حلم بها منذ أن شاهد عبر التلفاز بيليه ورفاقه يفوزون بها في مونديال 1970 في المكسيك، وأحب أن يرى نفس المشهد على أرض الواقع فكان له ما أراد في مناسبتين حين توج روماريو مع زملائه بلقب 1994 ومن ثم فعلها رونالدو وريفالدو ورونالدينيو وكافو وغيرهم عام 2002.واشتهر كلوفيس صاحب الشارب الكثيف بارتداء قبعة تشير إلى رعاة البقر في جنوب البرازيل لذلك أطلقت عليه تسمية «جاوتشو دا كوبا»، وارتدى كذلك القميص الأصفر الذي يرمزلـ«السيلساو».وجنى كلوفيس بعض الأموال من خلال الإعلانات التي قام بتصويرها، كما شارك بحملات كرة القدم ضد العنصرية، وغالباً ما كان يقوم باستئجار سيارة للتنقل بين مختلف الدول، لكن في مونديال2002 باليابان اكتشف أن ضمانه الاجتماعي لا يكفي لتغطية كلفة التنقل لذلك قرر شراء سيارة بعد ذلك.وكان كلوفيس من المشجعين غير المتعصبين ورغم حبه الكبير لمنتخب بلاده ودموعه التي انهمرت بحرقة بعد الخسارة أمام ألمانيا 1-7 إلا أن صورته مع مشجعة ألمانية بعد نهاية اللقاء وإهدائه إياها كأس العالم التي كان يحملها وهو يقول لها «أحضريه معكي إلى النهائي، إنكم تستحقون ذلك، أهنئكم»، كانت من الصور الحضارية الراقية للمشجعين التي طبعت في الأذهان.وأصبح كلوفيس شخصية عالمية معروفة وأضحى موضوعاً جاذباً لوسائل الإعلام وخاصة في المناسبات والبطولات الكبيرة، كما تسابق الجميع لالتقاط الصور التذكارية معه في المباريات التي يحضرها، كما أطلقت الصحف عليه الكثير من الأوصاف ومنها أنه أحد أعظم المشجعين إن لم يكن الأعظم في تاريخ الكرة.


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version