متابعة: علي نجم

فرض الوصل نفسه «إمبراطوراً» في «الديربي» بفوزه على جاره النصر بهدف دون مقابل جاء إثر خطأ فادح في تطبيق مصيدة التسلل، ليحقق الأصفر الفوز العاشر له هذا الموسم في دوري أدنوك للمحترفين، وليتربع فوق قمة الترتيب عن جدارة واستحقاق مع ختام مبارياته في دور الذهاب.

ووسع الوصل الفارق بينه وبين العين الوصيف إلى 8 نقاط، وإن كان «الزعيم» يمتلك مباراة مؤجلة مع الجزيرة.

لم يكن فوز الوصل في «الديربي» إلا بعد «سيناريو» شهد تفاصيل وأحداثاً ستترك الكثير من الكلام وعلامة استفهام تحكيمية.

شكل قرار الحكم بعدم رفع البطاقة الحمراء للاعب الوصل الأرجنيتيني بوبليتي أبرز القرارات التي تركت الكثير من الجدل، بعدما أيد إبراهيم المهيري محلل التحكيم في قناة دبي الرياضية قرار الحكم وصوابيته، وانتقده مسلم أحمد محلل قنوات أبوظبي الرياضية الذي اعتبر أن البطاقة الحمراء كان يستحقها لاعب الوصل.

الغريب أن فريق النصر كان كل شيء في زعبيل، صال وجال في الشوط الأول وقدم أفضل 90 دقيقة له، لكنه خسر خدمات المهاجم الإيطالي غابياديني للإصابة، لتزداد مهمة «العميد» صعوبة في بلوغ مرمى خالد السناني الذي تدخل مرات عدة ليحول بين الكرة وبلوغ الشباك، قبل أن تقف العارضة إلى جانب أصحاب الأرض، وتعاند «الأزرق» في تحقيق النصر أو التقدم مع نهاية الشوط الأول بعدما تكفلت بمنع تسديدة عادل تاعرابت الصاروخية الرائعة من ولوج الشباك.

عبقرية ميلوش

لعبة المدربين في الشوط الثاني حضرت بأبهى صورها، بدأها «العبقري» ميلوش بتغيير أسلوب اللعب، وتحويل علي صالح من جناح أيسر، إلى ظهير أيمن، بينما تحرك فابيو ليما ليلعب إلى جوار السويسري هاريس.

حركات الشطرنج التي قام بها المدرب الصربي بدلت المشهد، وأعادت الروح إلى الفريق الأصفر الذي كان شبحاً للمتصدر الذي تألق وتفوق على المنافسين قبل فترة التوقف.

تحركات سرعان ما سعى الهولندي شرودر مدرب النصر إلى التعامل معها من خلال تغييرات لوقف المد الهجومي الأصفر، لتتحول المباراة إلى لعبة شد وجذب بين طرف أصفر تفوق وسيطر، وضيف أرزق تراجع وتمركز على مشارف المربع دون أن ينجح في صنع الكثير من المحاولات الهجومية.

خطأ وهدف

وفي وقت كان توقع «سيناريو» المباراة ضرباً من الخيال، جاء الفرج الأصفر من ركلة حرة لعبها علي صالح بعيداً إلى هاريس الذي هرب من الرقابة ومصيدة التسلل الخاطئة التي نصبها لاعبو النصر، ومرر كرة عرضية تابعها الكوري الجديد هيون بسهولة في مرمى «العميد»، هدفاً الغاه الحكم بداعي التسلل، قبل أن يحتسبه بعد العودة إلى تقنية الفيديو بسبب وجود «كعب أزرق» كسر مصيدة التسلل وتسبب في منح شرعية لهدف أصفر كان كفيلاً بمنح «الإمبراطور» أغلى وأصعب وأجمل نصر في مرحلة الذهاب.

ونجح الكوري الجديد هيون المنضم إلى الوصل قبل أقل من أسبوع في خوض ثانية المباريات له بالقميص الأصفر، وتسجيل هدف الفوز ب«الديربي»، ليكون الهدف رقم 350 للوصل في زعبيل، في 189 مباراة لعبها على أرضه منذ بداية الاحتراف.

أما النصر الذي قدم أفضل 90 دقيقة، ولم يخرج منها بحصاد، فقد واصل مسلسل سوء النتائج خارج ملعبه آل مكتوم، حيث لم يعرف الفريق طعم الفوز سوى 4 مرات في آخر 28 مباراة لعبها!

إنجاز النقاط ال 33

وصف أحمد بن شعفار رئيس مجلس إدارة نادي الوصل بلوغ النقطة ال 33 من أصل 39 نقطة ممكنة بالإنجاز. وقال: نأمل أن يواصل الفريق اللعب بهذه الروح وهذا العطاء حتى يواصل الرحلة بنجاح في لعبة الصراع على لقب الدوري.

ووجه رئيس مجلس الإدارة التهنئة إلى جماهير الوصل التي حضرت مباراة الديربي من كل إمارات الدولة، وليس من دبي وحسب.

عقلانية ميلوش

أما المدير الفني للوصل الصربي ميلوش فقد قال: الفوز في الديربي يحتاج إلى ارتفاع في حرارة الدم، وفي الوقت نفسه يحتاج إلى أعصاب باردة.

وقال: أتمنى تحقيق 10 انتصارات بأداء سيئ على اللعب 10 مباريات بأداء جيد ودون تحقيق نتائج إيجابية.

وتابع: لم نكن في يوم جيد، ولم نظهر بالمستوى المأمول في الشوط الأول، لكن قمنا بتغييرات بين الشوطين لتعديل المسار، وكنا الطرف الأفضل، ووفقنا في تسجيل هدف الفوز.

غضب مبرر

بدا المغربي عادل تاعرابت نجم فريق النصر غاضباً عقب الخسارة، وقال: سيطرنا على الشوط الأول، لقد تفوقنا وصنعنا الفرص، رغم الصعوبات بعدما خسرنا خدمات غابياديني الذي أصيب، كان يجب أن نتقدم، لكن الكرة ارتدت من العارضة، لقد خنقنا الوصل في الشوط الأول ولم نسمح لهم بتسديدة واحدة على المرمى.

وتابع: للأسف في الشوط الثاني، ومن خطأ واحد تم تسجيل هدف الوصل وحصوله على النقاط الثلاث.

أما الهولندي شرودر المدير الفني لفريق النصر فقد أشار إلى أنه سعيد بمردود اللاعبين ومستوى الفريق، لكنه حزين على النتيجة التي ذهبت لصالح المنافس.

وقال: سعيد بمستوى الفريق واللاعبين والروح التي لعبوا بها وسيطرتهم على المجريات خاصة في الشوط الأول، قبل أن يبدل مدرب الوصل من أسلوب لعب الفريق، وهو ما أجبرنا على القيام بتغييرات تكتيكية أيضاً.

وتابع: لعبنا أمام فريق قوي ومتصدر الترتيب، واستغل هفوة واحدة حتى يسجل هدف الفوز.

وحول غياب التعاقدات في «الميركاتو» الشتوي، أوضح شرودر أن هذه أمور تسأل عنها إدارة نادي النصر، والحلول الفنية يجب أن يعمل عليها المدرب وفق الخيارات التي يمتلكها. ومضى يقول: أنا سعيد بعناصر الفريق وما قدموه والروح التي لعبنا بها، يجب أن ننسى سريعاً مباراة الوصل وأن نبحث عن التركيز على لقاء خورفكان في الكأس.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version