سخر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الثلاثاء، من «الفرار الفوضوي» للجيش الأوكراني من مدينة أفدييفكا في شرق أوكرانيا، كما أعلن معارضة بلاده نشر أسلحة نووية في الفضاء، ودعا الولايات المتحدة إلى التفاوض بشأن الاستقرار الاستراتيجي، في وقت أكّد فيه الرئيس فولوديمير زيلينسكي أن القوات الروسية تستغل تأخر المساعدات العسكرية الغربية، ووصف الوضع بأنه «بالغ الصعوبة»، فيما أعلنت كييف أنها تصدت لعشرات الهجمات الروسية.

وقال بوتين إن محاولات المناوئين والخصوم التي كانت تهدف إلى تدمير روسيا وعزلها باءت كلها بالفشل. وأضاف بوتين في منتدى «أفكار قوية للزمن الجديد»، أمس الثلاثاء، أن «المهام التي حددها المناوئون لأنفسهم فيما يتعلق باحتواء روسيا، من حيث العزلة، من الواضح أن كل شيء قد انهار، وهذا أمر بات واضحاً».

وسخر بوتين من «الفرار الفوضوي» للجيش الأوكراني من مدينة أفدييفكا في شرق أوكرانيا، بعدما انسحبت منها قوات كييف الأسبوع الماضي إثر أشهر من المعارك. وقال بوتين خلال اجتماع مع وزير الدفاع سيرغي شويغو إن «هذا الفرار الفوضوي حصل حين أصدرت قيادة القوات المسلحة الأوكرانية أمراً بالانسحاب… كان في الحقيقة هروباً بكل معنى الكلمة».

وبعدما حذّرت الولايات المتحدة وحلفاؤها في أوروبا من خطورة تطوير روسيا سلاحاً نووياً يستهدف الأقمار الاصطناعية للدول الغربية، قال بوتين إن بلاده تعارض نشر الأسلحة النووية في الفضاء، مضيفاً أن «روسيا تؤيد التفاوض مع الولايات المتحدة بشأن الاستقرار الاستراتيجي» وهي منفتحة على هذه الاتصالات «عبر وزارتي الدفاع والخارجية»، ولكنه شدد على أنهم «إذا أرادوا تحقيق مكاسب أحادية فهذا لن يحدث».

من جهتها، أفادت وزارة الدفاع الروسية، أمس الثلاثاء، بأن الجيش الروسي قام بتحسين مواقعه على طول خط المواجهة في اتجاه دونيتسك. وأضافت أنه «في اتجاه دونيتسك، قامت وحدات من مجموعة «الجنوب» الروسية بتحسين الوضع على طول خط المواجهة، وألحقت أضراراً بالنيران بوحدات من اللواء الميكانيكي الثامن والعشرين للقوات المسلحة الأوكرانية ولواء الدفاع الإرهابي «241» في مناطق كورديوموفكا وكراسنوي في دونيتسك».

كما صدت القوات المسلحة الروسية هجوماً شنته مجموعات هجومية من اللواء الميكانيكي «42» التابع للقوات المسلحة الأوكرانية في منطقة بوغدانوفكا في جمهورية دونيتسك الشعبية. وبلغت خسائر القوات المسلحة الأوكرانية ما يصل إلى 120 عسكرياً، وثلاث شاحنات صغيرة، ونظام مدفعي أمريكي الصنع من طراز «إم 777»، ومنصة مدفعية ذاتية الدفع أمريكية الصنع من طراز «إم 109 – بالادين»، ومدفع ذاتي الدفع «غفوزديكا»، ومدفع رشاش.

وأفادت وزارة الدفاع الروسية، أمس الثلاثاء، بأن وحدات من الجيش الروسي تواصل تقدمها على محور أفدييفكا وتسيطر على مواقع أكثر فائدة، مشيرةً إلى صد 4 هجمات نفذتها القوات الأوكرانية وتكبيدها خسائر كبيرة.

بدوره، أفاد زيلينسكي بعدما زار القوات على خط الجبهة في منطقة خاركيف بأن «الوضع بالغ الصعوبة في أجزاء عدة من خط الجبهة، حيث حشدت القوات الروسية الحد الأقصى من عناصر الاحتياط. يستغلون التأخر في مساعدة أوكرانيا»، مشيراً خصوصاً إلى النقص في القذائف المدفعية وأنظمة الدفاع الجوي عند خط الجبهة والأسلحة الأبعد مدى.

وأضاف زيلينسكي على فيسبوك أمس الثلاثاء «مرّت عشر سنوات على المحاولات الرامية لتدميرنا وتدمير استقلالنا». وأضاف «لكننا صمدنا قبل 10 سنوات وسنواصل الصمود».

في حين أفاد مدير مكتب الرئيس الأوكراني أندريه يرماك بأن روسيا «سعت لتحويلنا إلى مستعمرة، لكنها لم تحقق هدفها. سننتصر». وأعلنت هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني وقوع «81 اشتباكاً قتالياً» خلال ال24 ساعة، مضيفة أن القوات الروسية نفّذت 87 ضربة جوية. وقُتل خمسة مدنيين في ضربة على قرية قرب الحدود الروسية في منطقة سومي الأوكرانية، وفق ما أفاد الجيش. وذكر الجيش الأوكراني أنه يعاني نقصاً خطراً في الذخيرة والقذائف، وهو وضع يزداد سوءاً مع تعطّل إقرار حزمة دعم أمريكية بقيمة 60 مليار دولار. (وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version