أعلنت روسيا وقفاً لإطلاق النار أمس الخميس في ماريوبول الساحلية في أوكرانيا لإجلاء المدنيين، وأرسلت سلطات كييف 45 حافلة لهذا الغرض، لكنها أعلنت أنها تستعدّ لخوض معارك جديدة ضدّ الروس في شرق أوكرانيا، في خط يتسق مع فرضيات لحلف الأطلسي وأجهزة مخابرات غربية، في وقت دمرت القوات الروسية عشرات الأهداف العسكرية، وقتل شخصان في هجوم صاروخي على وحدة عسكرية ومستودع وقود بشرق أوكرانيا.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن المقاتلات الروسية دمرت ليلاً 52 منشأة عسكرية أوكرانية و18 طائرة مسيرة ومنصة S-300. وأضاف البيان: «كما تم تدمير قواعد وقود كبيرة في دنيبروبيتروفسك وليزيتشانسك وتشوغيف ونوفوموسكوفسك، بصواريخ كروز عالية الدقة».

هدنة لإجلاء مدنيين

أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن وقف لإطلاق النار ابتداء من الساعة 10,00 من صباح أمس الخميس (07,00 ت غ) في مدينة ماريوبول المحاصرة من أجل إجلاء المدنيين. وقالت الوزارة إن هذا الإجراء من شأنه أن يسمح بفتح ممر إنساني إلى مدينة زابوروجيا مع توقف في مدينة بيرديانسك الواقعة تحت السيطرة الروسية. وأضافت في بيان «لكي تنجح هذه العملية الإنسانية، نقترح تنفيذها بمشاركة مباشرة من ممثلي مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين واللجنة الدولية للصليب الأحمر».

كما طلبت الوزارة الروسية من كييف ضمان «الاحترام غير المشروط» لوقف إطلاق النار المحلي من خلال إخطار كتابي يرسل إلى الجانب الروسي ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين واللجنة الدولية للصليب الأحمر. كما طلبت موسكو من الجيش الأوكراني الالتزام بضمان سلامة قوافل الحافلات التي ستعبر على طول طريق هذا الممر.

الصليب الأحمر

أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها تستعدّ لتسهيل الإجلاء الآمن للمدنيين من مدينة ماريوبول الأوكرانية المحاصرة اعتباراً من اليوم الجمعة، بشرط موافقة جميع الأطراف على الشروط. وقالت في بيان «من المهمّ جداً أن تحصل العملية. تعتمد حياة عشرات الآلاف من الأشخاص في ماريوبول عليها».

إرسال حافلات

وأعلنت كييف أنها أرسلت 45 حافلة أمس الخميس لإجلاء مدنيين من مدينة ماريوبول بحسب نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشوك. وقالت فيريشوك في تسجيل مصوّر نشر على تليغرام «تم إبلاغنا من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر بأن روسيا مستعدة لفتح إمكانية الوصول» إلى ممر إنساني من ماريوبول إلى زابوروجيا عبر ميناء برديانسك الخاضع للسيطرة الروسية. وأضافت «سنرسل 45 حافلة عبر هذا الممر». وتوجّهت بالفعل 17 حافلة من زابوروجيا إلى ماريوبول الواقعة على بعد حوالى 220 كلم (شمال غرب)، على حد قولها. وكانت 28 حافلة أخرى بانتظار الحصول على إذن للمرور عبر نقطة التفتيش الروسية في فاسيليفكا، قرب زابوروجيا. وقالت فيريشوك «سنقوم بكل ما يمكن لضمان وصول الحافلات إلى ماريوبول اليوم ونقل الأشخاص الذين لم يتمكنوا من مغادرة المدينة».

عدم تصديق

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس أنّه لا يصدّق التعهّدات التي أطلقتها روسيا بشأن تقليص عملياتها العسكرية في بلاده، مشيراً إلى أنّ قواته تتحضّر لخوض معارك جديدة في شرق البلاد. وقال زيلينسكي في رسالة مصوّرة «نحن لا نصدّق أحداً، ولا حتّى عبارة جميلة واحدة»، مشيراً إلى أنّ القوات الروسية تعيد انتشارها لمهاجمة إقليم دونباس الواقع في شرق البلاد. وأضاف «لن نتنازل عن أيّ شيء. سنقاتل من أجل كلّ شبر من أرضنا».

تلاعب

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية أولكسندر موتوزيانيك «على المدى المنظور، نتوقّع أن يزداد إطلاق النار على الوحدات الأوكرانية»، مع اعتبار «مهمّة محاصرة مدينة تشيرنيهيف» هدفاً. وأضاف أنه لاحظ خروج وحدات معينة من كييف وتشرنيهيف، لكن «لم يكن هناك انسحاب مكثف للقوات الروسية من هذه المناطق»، على عكس ما تعهّدت به موسكو. وتواصل القوات الروسية في الشرق «محاصرتها لمدينة خاركيف وقصفها»، بحسب هيئة الأركان الأوكرانية التي قالت إن «باتجاه دونيتسك، يحاول (الروس) السيطرة على بوباسنا وروبيجني والاستيلاء على ماريوبول» حيث يواصل الروس «تنفيذ هجماتهم».

وقال فاديم دينيسينكو، أحد مستشاري وزير الداخلية الأوكراني، عبر قنوات تلفزيونية أوكرانية إن «الروس بدأوا باستخدام مطار بريست (في بيلاروسيا) لقصف أراضينا».

وفي شرق أوكرانيا أيضاً، استعاد الجيش الأوكراني السيطرة على طريق سريع استراتيجي يربط خاركيف بشوهويف..

تشكيك غربي

أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ الخميس أن الحلف لا يرى انسحاباً للقوات الروسية من أوكرانيا وأنه يتوقع «هجمات إضافية» في أوكرانيا. وقال خلال مؤتمر صحفي «بحسب استخباراتنا، الوحدات الروسية ليست بصدد الانسحاب بل تعيد تموضعها. وتحاول روسيا إعادة تجميع صفوفها… وتعزيز هجومها في منطقة دونباس» في شرق أوكرانيا. وأضاف «في الوقت نفسه، تواصل روسيا الضغط على كييف ومدن أخرى. لذا، يمكننا أن نتوقع هجمات إضافية ستتسبب بمعاناة أكثر».

وقالت المخابرات العسكرية البريطانية الخميس إن القصف والضربات الصاروخية الروسية مستمرة في تشيرنيهيف في أوكرانيا. وقالت وزارة الدفاع في بيان إن القوات الروسية لا تزال متمسكة بمواقعها في شرق وغرب كييف رغم انسحاب عدد محدود من الوحدات. وأضافت أن «من المحتمل أن ينشب قتال عنيف في ضواحي المدينة خلال الأيام المقبلة».

قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن روسيا بدأت إعادة نشر أقل من 20 في المئة من القوات حول العاصمة كييف، لكنها نبهت إلى أن من المتوقع أن تجهزها بالعدة والعتاد لإعادة الانتشار في أوكرانيا، لا لإعادتها إلى الوطن.(وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version