قطاع غزة – أ ف ب
قتل نحو مئة شخص في غزة جراء القصف الإسرائيلي العنيف خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، وفق ما أعلن مسؤولو الصحة في القطاع، فيما أعربت منظمات دولية عن قلقها من الوضع الكارثي لنحو 2.4 مليون نسمة محاصرين في المدينة، بينما قررت حكومة الحرب الإسرائيلي إرسال وفد إلى باريس لإجراء مفاوضات حول صفقة تبادل أسرى مع حركة «حماس».
وفي محاولة لكسر الجمود في المناقشات بشأن هدنة في الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس»، يزور بريت ماكغورك مستشار الرئيس الأمريكي جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط، إسرائيل بعد زيارته مصر.
وبعد مرور أكثر من أربعة أشهر على بدء الحرب التي تشنها إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أصبح 2.2 مليون شخص مهددين بالمجاعة في غزة وفقاً للأمم المتحدة. وبينما خلفت الحرب ما يقرب من 29500 قتيل في قطاع غزة بحسب وزارة الصحة في غزة، أعرب المجتمع الدولي عن القلق إزاء مصير ما يقرب من مليون ونصف مليون فلسطيني يتكدسون في رفح.
قبل الفجر، نفّذ سلاح الجو الإسرائيلي نحو عشر غارات على المدينة، واستهدف القصف أيضاً خان يونس شمالاً، حيث قال الجيش إنه قتل 15مسلحاً خلال معارك. ووفق وزارة الصحة في غزة، أودى القصف خلال أربع وعشرين ساعة بحياة 97 فلسطينياً في أنحاء القطاع.
وقال رامي الشاعر (21 عاماً): «استيقظت على صوت انفجار ضخم مثل الزلزال، نار ودخان وانفجارات وغبار في كل مكان. سقط جزء من سقف منزلنا وأمي أصيبت، وأخواي محمد وعبدالله وأختي مريم أصيبوا وأخرجناهم من تحت الردم».
وأكد البنك الدولي أن الحرب بين إسرائيل وحماس كان لها عواقب «كارثية» على البنية التحتية في غزة وتسببت في انكماش اقتصاد القطاع بأكثر من 80% من نحو 670 مليون دولار في الربع الثالث إلى 90 مليوناً فقط في الربع الأخير.
-وقف دائم لإطلاق النار
ويخضع توصيل المساعدات إلى غزة لموافقة إسرائيل، ويدخل الدعم الإنساني الشحيح إلى القطاع بشكل رئيسي عبر معبر رفح المصري، لكن نقلها إلى الشمال أصبح شبه مستحيل بسبب الدمار والقتال.
وأكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس الأربعاء، أن «الوضع الصحي والإنساني في غزة لا إنساني ويستمر بالتدهور»، مضيفاً: «قطاع غزة أصبح منطقة موت».
وفي مواجهة الخسائر البشرية المتنامية، تتواصل المناقشات حول خطة للتهدئة، تنص المرحلة الأولى منها على هدنة لمدة ستة أسابيع مرتبطة بتبادل رهائن بأسرى فلسطينيين، وإدخال مساعدات إنسانية كبيرة إلى غزة.
وفي تل أبيب، ناقش المبعوث الأمريكي ماكغورك مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الجهود المبذولة لتحرير الرهائن. كما أكد غالانت أهمية تفكيك آخر كتائب حماس في وسط وجنوب غزة، بحسب وزارته.
وكانت الولايات المتحدة استخدمت الثلاثاء، حق النقض ضد مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة. وهاجم الأمين العام لمنظمة أطباء بلا حدود الولايات المتحدة الخميس، قائلاً إنه مستاء لاستخدامها حق النقض.
وقال كريستوفر لوكيير خلال اجتماع للمجلس: «إن سكان غزة بحاجة إلى وقف إطلاق النار، ليس عندما يكون ذلك ممكناً؛ بل الآن. إنهم بحاجة إلى وقف دائم لإطلاق النار، وليس فترة مؤقتة من الهدوء. وأي شيء آخر يعد خطأ جسيماً».
ويصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على شن هجوم بري على رفح، من أجل هزيمة حركة «حماس» في «معقلها الأخير» وتحرير الرهائن المحتجزين في غزة. وتقدّر إسرائيل أن 130 رهينة ما زالوا محتجزين في القطاع يعتقد بأن 30 منهم قُتلوا، من أصل نحو 250 شخصاً خطفوا خلال الهجوم.
وقتل في الهجوم الذي تشنه إسرائيل على القطاع نحو 30 ألفاً، غالبيتهم العظمى من المدنيين النساء والقصّر. ودمرت أحياء بأكملها في القطاع الفلسطيني ما أجبر 1.7 مليون ساكن على النزوح.