تستأنف المفاوضات الروسية الأوكرانية عبر الإنترنت بعد جولة إسطنبول التركية، وسط تقييمات روسية أوكرانية عن تسجيل تقدم إيجابي من دون نتائج ملموسة، فيما أكدت تركيا أن ترتيبات تجري لعقد لقاء بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لكن الكرملين أشار إلى أنه ليس هناك تاريخ محدد للقاء.

عبر الإنترنت

قال مسؤول أوكراني كبير إن روسيا وأوكرانيا، ستستأنفان محادثات السلام بينهما عبر الإنترنت اليوم الأول من إبريل/نيسان، بعد انتهاء أحدث جولة من المفاوضات في تركيا.

وقال المفاوض ديفيد أراكخميا في منشور على الإنترنت، إن أوكرانيا أكدت ضرورة عقد لقاء بين رئيسي البلدين، لكن روسيا ردت قائلة إن هناك حاجة إلى مزيد من العمل على مسودة معاهدة.

تقدم لكن دون نتائج

أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أن الجولة الأخيرة من المفاوضات الروسية الأوكرانية في إسطنبول، الثلاثاء، قد سجلت تقدماً إيجابياً.

وقال لافروف للصحفيين: «نرى أن نتائج المفاوضات التي جرت في إسطنبول، أمس، قد سجلت تقدماً إيجابياً، لكنها لم تحقق نتيجة نهائية».

وكان رئيس فريق موسكو التفاوضي فلاديمير ميدينسكي، أشار إلى أن أوكرانيا أعلنت خلال المفاوضات عن استعدادها لتنفيذ المطالب الرئيسية التي تصر عليها روسيا في السنوات الأخيرة.

وفي السياق نفسه، قال الرئيس الأوكراني زيلينسكي في خطاب تلفزيوني إن محادثات السلام بين أوكرانيا وروسيا مستمرة، لكن في الوقت الحالي ليس هناك سوى كلام فقط، لا يوجد شيء ملموس.

محتمل ولكن

أعلن الكرملين عن غياب أي جدول زمني محدد حتى الآن للقاء قمة محتمل بين الرئيسين الروسي والأوكراني.

وصرح المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحفيين، أمس الخميس، بأن موقف موسكو إزاء إمكانية عقد هذه القمة بين بوتين وزيلينسكي لا يزال ثابتاً، موضحاً أنه لا يمكن عقد مثل هذا اللقاء إلا بعد صياغة اتفاقية ستتيح وضع حد للأعمال القتالية بين الطرفين.

وقال: «سبق أن أكدنا أن اللقاء على أرفع مستوى يجب أن يسبقه إتمام العمل على صياغة نص الاتفاقية وتنسيقها وتوقيعها من قبل مسؤولين رفيعي المستوى، وبعد ذلك فقط يمكن الحديث عن لقاء على أرفع مستوى. لا أود تحديد أي جدول زمني محدد».

يأتي ذلك على خلفية إحراز بعض التقدم في المفاوضات الجارية بين روسيا وأوكرانيا، خلال اجتماع استضافته إسطنبول التركية الثلاثاء.

وأكد الوفد الأوكراني خطياً موافقة كييف على بعض المطالب المبدئية المطروحة من قبل موسكو، بما في ذلك تخلي أوكرانيا عن فكرة انضمامها إلى حلف الناتو مقابل تلقيها ضمانات أمنية من مجموعة من الدول.

لقاء الرئيسين

وأعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أمس الخميس، عن رغبته في إجراء محادثات مع الرئيسين الروسي بوتين، والأوكراني زيلينسكي، لبحث تنظيم لقاء محتمل بينهما.

وقال أردوغان للصحفيين بعد عودته من أوزبكستان: «أنوي التباحث بشكل حاسم مع بوتين وزيلينسكي. سأخبرهما بأن هدفنا الآن هو تنظيم لقائهما في أقرب وقت ممكن. آمل بأن نتمكن من تنسيق موعد اللقاء بين بوتين وزيلينسكي، فنحن جاهزون لتنظيمه».

وكرر أردوغان، القول، إنه يمكن أن تكون بلاده إحدى الدول الضامنة لتحقيق أمن أوكرانيا.

وأضاف أردوغان: «يمكننا أن نكون إحدى الدول الضامنة لتحقيق أمن أوكرانيا، وننظر بإيجابية لهذا الأمر من حيث المبدأ، لكن يجب توضيح التفاصيل، إننا سنكون سعداء إذا نجحنا في إنهاء الحرب لكون تركيا دولة يثق بها كل من بوتين وزيلينسكي».

وجاء إعلان أردوغان بعد إعلان بريطانيا أنها ليست مستعدة لتقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا.

اجتماع وزيرين

من جهته قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أمس الخميس، إنه من المحتمل أن يلتقي وزير الخارجية الروسي لافروف بنظيره الأوكراني دميترو كوليبا خلال أسبوعين لإجراء محادثات.

وأضاف في مقابلة تلفزيونية: «قد يحصل اجتماع على مستوى أعلى، على الأقل على مستوى وزراء الخارجية، خلال أسبوع أو أسبوعين»، مشيراً إلى أنه من المستحيل تقديم موعد.

وتابع: «المهم هو أن يجتمع الطرفان وأن يتفقا على وقف دائم لإطلاق النار»، مشيراً إلى أن تركيا تود استضافة اجتماع لوزيري الخارجية بصفتها وسيطاً صادقاً.

وقال جاويش أوغلو إن أهم تقدم حتى الآن أحرز في محادثات إ سطنبول.وأضاف: «هل انتهى كل شيء؟ كلا، اتُخذت بعض الخطوات لتخفيف التوتر، حتى لو لا نرى ذلك كثيراً على الأرض». وتابع: «البعض يقول إنها مناورة تكتيكية. البعض يطرح شكوكاً. نحن حذرون».

إشادة بدور أبراموفيتش

وأشاد الوزير التركي بالملياردير الروسي رومان أبراموفيتش لحضوره محادثات إسطنبول ول«دوره المفيد» في إنهاء الحرب.

وأضاف أن أبراموفيتش، كان يقوم بالاتصال بين كييف وموسكو منذ بدء القتال في 24 فبراير/ شباط.

كذلك قال المفاوض الأوكراني ميخايلو بودولياك إن أوكرانيا تعتبر أبراموفيتش، وسيطاً فعالاً بين كييف وموسكو يساعد على منع حدوث سوء تفاهم بين الجانبين.

وأضاف في إفادة تلفزيونية: «من المعروف منذ فترة طويلة في الفضاء الإعلامي، أنه وسيط فعال للغاية بين الوفود ويدير العملية جزئياً حتى لا يحدث سوء تفاهم في البداية». (وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version