خاص

الوجبات السريعة

اكتسبت أدوية إنقاص الوزن والسكري في أوروبا والولايات المتحدة زخماً كبيراً خلال السنوات القليلة الماضية، انعكس على أسهم الشركات العاملة بهذا القطاع، مع توقعات بقفزات جديدة.. فهل يمكن أن تشكل تلك القفزة تهديداً من ناحية أخرى لأسهم شركات الأغذية وسلاسل الوجبات السريعة؟

تتأثر أسهم شركات سلاسل الوجبات السريعة والأغذية بعدة عوامل، بما في ذلك اتجاهات الصحة والتغذية. مع تطور تقنيات علاج السمنة والسكري، قد يتغير اهتمام الجمهور باتجاه الأطعمة الصحية والخيارات الغذائية الأفضل. وقد يؤثر هذا التغير في أنماط الاستهلاك وبالتالي في أداء أسهم هذه الشركات.

الأسبوع الماضي، دعا رجل الأعمال الأميركي، جيم كريمر، المستثمرين إلى أن يكونوا حذرين من بعض أسهم الأغذية والمشروبات حيث ينجذب المستثمرون إلى الشركات التي تصنع أدوية GLP-1s الشهيرة حديثًا وأدوية فقدان الوزن ومرض السكري مثل Mounjaro و Zepbound.

وقال في نصيحته: “ابق بعيدًا عن أسهم الأطعمة والمشروبات هذه؛ لأنه سيأتي ذلك اليوم، عندما يعترف أحدهم أخيرًا بأنه تضرر من GLP-1s، وهذا سيؤدي إلى انخفاض كل سهم في المجموعة”، بحسب شبكة CNBC.

  • لكن هناك متغيرات أخرى يمكن أن تسهم في ضعف مبيعات شركات الأغذية والمشروبات. بينما ينكر الكثيرون في الصناعة أن GLP-1s يضر بالمبيعات ويغير سلوك المستهلك.
  • اعترفت شركة بيبسيكو بأن أعمالها في مجال الوجبات الخفيفة تعاني، لكنها أرجعت هذه الانخفاضات إلى المستهلك الذي لديه دخل أقل يمكن إنفاقه.

وأضاف كريمر أن شركات المشروبات الكحولية تشهد أيضًا انخفاضات، لكنه قال إن هذا قد يكون أيضًا بسبب الأسعار المتضخمة أو ربما بسبب اختيار المستهلكين لاستخدام المزيد من منتجات القنب. واعترف بأنه من الصعب التنبؤ بمدى تأثير هذه الأدوية على أسهم الغذاء في المستقبل، لكنه قال إنها ستغير السوق بالتأكيد.

مكاسب الشركات

من جانبه، أكد رئيس الجمعية المصرية للحق في الدواء، محمود فؤاد، أن:

  • كبرى سلاسل الأغذية والوجبات السريعة في العالم تشهد تراجعاً في المكاسب بسبب ارتفاع نسبة مرضى السمنة، بما في ذلك “ماكدونالدز”.. وفي المقابل، ترتفع أسهم شركات أدوية السمنة والسكري.
  • ثمة شركات كبرى في القطاع تستفيد من ذلك.. من ضمن تلك القائمة الشركة الأميركية “إيلي ليلي” وشركة “نوفو نورديسك” الدنماركية، وكلتاهما مطورتين حديثاً لعلاج السمنة، وبما أدى لارتفاع قيمتهما السوقية.
  • هذه الشركات متفوقة على شركات عالمية مثل “فايزر و”جلياد ساينسز”.

وأوضح أن مبيعات شركة “نوفو نورديسك” على سبيل المثال في العام الماضي بلغت أكثر من 32 مليار دولار، كما أن مبيعات شركة ” إيلي ليلي” تجاوزت الملياري دولار، خاصة بفضل عقار السمنة الحديث “مونجارو”.

ولفت إلى تقرير منظمة الصحة العالمية الصادر في العام 2021، والذي سلط الضوء على أمراض السمنة باعتبارها الأعلى بعد أمراض القلب والسكري، وهي أمراض مرتبطة ارتباطا وثيقا بأمراض السمنة.

  • شهدت سوق الأدوية العالمية نموًا كبيرًا في السنوات الأخيرة.
  • بالنسبة للعام 2023، يقدر إجمالي سوق الأدوية العالمية بحوالي 1.6 تريليون دولار أميركي.
  • هذا يمثل زيادة بأكثر من 100 مليار دولار مقارنة بعام 2022، وفق بيانات statista.

زخم أسهم أدوية إنقاص الوزن

من جانبه، أوضح الرئيس التنفيذي لشركة VI Markets، أحمد معطي، في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” أن:

  • سوق الأسهم الأميركية تسيطر بشكل أساسي على الزخم الذي تحققه أدوية إنقاص الوزن والسكري في أوروبا والولايات المتحدة.
  • لكن الاتجاه نحو أدوية إنقاص الوزن لا يؤثر على أسهم شركات الغذاء؛ فالاثنان عليهما نفس الطلب، في ظل تزايد عدد السكان بكثافة، مع ازدياد أرباح الشركات من الوجبات السريعة.
  • رغم تضرر شركات مثل “ماكدونالدز وكنتاكي” بسبب المقاطعة في الشرق الأوسط، إلا أن معظم فروع الشركة حققت أرباحاً لا بأس بها، على حد وصفه.

اعتبر معطي أن الاتجاه نحو أدوية إنقاص الوزن لا يؤثر على شركات الغذاء أو سلاسل الوجبات السريعة، كما أن وول ستريت تحقق يومياً مستويات قياسية رغم تشديد السياسة النقدية (بما لا يعكس وجود أزمة).

تراجع الإيرادات

اتفق معه الخبير الاقتصادي، علي الإدريسي، الذي أفاد بأن:

  • الزخم الذي تحققه أدوية إنقاص الوزن والسكري في أوروبا والولايات المتحدة لن يؤثر على شركات الأغذية وسلاسل الوجبات السريعة الشهيرة.
  • ربما تتأثر مبيعات تلك الشركات بسبب عوامل أخرى، مثل الصراعات الجيوسياسية الأخيرة والدعوة إلى مقاطعة منتجات معينة.
  • أدوية إنقاص الوزن منتشرة منذ زمن، وليس لها تأثير يُذكر على شركات الغذاء والوجبات السريعة.

ورصد الإدريسي، في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، سببين رئيسيين لتأثر إيرادات بعض شركات الأغذية:

  • السبب الأول يتمثل في الصراعات وحملات المقاطعة في بعض الدول العربية ودول العالم.
  • أما الثاني يتمثل في التضخم والارتفاعات غير المسبوقة على مستوى العالم، ما جعل الأفراد يرتبون أولوياتهم.

ولفت إلى أن ذلك يسري على دول العالم كافة، إلا أنه يخضع للنسبة والتناسب من بين دولة وأخرى؛ فأصحاب الدخول المرتفعة ليس لديهم مشكلة، في حين أن أصحاب الدخول المتوسطة والمنخفضة يواجهون مشكلة صعبة، وهم شريحة كبيرة عالميًا.

وأكد الخبير الاقتصادي، أن الطلب على الأسهم يرتبط بمدى ربحية هذه الشركات، معتبراً أن تحقيق الأرباح أو الخسائر مرتبط بالأسواق العالمية، فمن الممكن أن تكون أدوية إنقاص شهدت ازدياداً في الطلب عليها نتيجة زيادة التعداد السكاني عالميًا، والمحاكاة والتقليد الخاص بالسوشيال وتطور الدعاية والإعلان، من الممكن أن تكون عوامل جذب كبيرة، لكنها لم تؤثر من ناحية أخرى على الشركات التي تقف على الجانب الآخر مثل شركات وسلاسل الوجبات السريعة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version