«الخليج» – وكالات
مع تقادم الحرب الروسية الأوكرانية، تبوح أراضي كييف المهجورة بأسرار حربية غاية في السرية تكشف حجم التعاون والشراكة الاستخباراتية بين الدولة السوفييتية السابقة والولايات المتحدة الأمريكية والتي تعد حجر الزاوية في قدرة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها.
ومع إعلان ساعة الصفر للحرب في أوكرانيا والتي بدأت بالفعل عامها الثالث قبل يومين، قدمت وكالة المخابرات المركزية «سي آي إيه» ووكالات الاستخبارات الأمريكية الأخرى، معلومات استخباراتية عن تحركات القوات الروسية وساعدت على دعم شبكات التجسس، إلا أنه بدا أن هذه الشراكة بين البلدين ليست وليدة زمن الحرب، كما أن أوكرانيا ليست المستفيد الوحيد منها، وفق تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز».

 12 قاعدة سرية
وكشفت الصحيفة في تقرير بعنوان: «حرب التجسس» كيف تساعد وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.آيه ) أوكرانيا سراً في محاربة روسيا، حيث تحتفظ وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بـ 12 قاعدة سرية في أوكرانيا، تساعد على تتبع تصرفات القوات المسلحة الروسية وجمع البيانات المهمة.
وقالت الصحيفة: «تبدو القاعدة العسكرية الأوكرانية، التي تقع في غابة كثيفة، مهجورة ومدمرة، ومركز قيادتها عبارة عن طبقة محترقة نتيجة وابل القصف الصاروخي الروسي في بداية الحرب، لكن هذا فوق الأرض، وعلى مسافة ليست بعيدة، يوجد ممر سري يؤدي إلى مخبأ تحت الأرض، حيث تقوم فرق من الجنود الأوكرانيين بتتبع أقمار التجسس الروسية والتنصت على المحادثات بين القادة الروس، والمخبأ تحت الأرض، الذي تم بناؤه ليحل محل مركز القيادة المدمر في الأشهر التي تلت الحرب ،هو مركز عصبي سري للجيش الأوكراني، وأشارت إلى أن هناك أيضاً سر آخر في هذه الشراكة حيث كشفت أن « القاعدة ممولة بالكامل تقريباً، ومجهزة جزئياً، من قبل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية».
وأضافت: «إن نقطة التنصت في الغابة الأوكرانية هي جزء من شبكة من قواعد التجسس المدعومة من وكالة المخابرات المركزية والتي تم بناؤها على مدى السنوات الثماني الماضية، والتي تضم 12 موقعاً سرياً على طول الحدود الروسية».

أن الاستخبارات الأمريكية بدأت في عام 2016 في تدريب وحدة النخبة الأوكرانية التي استولت على طائرات مسيرة ومعدات اتصالات روسية حتى يتمكن فنيو وكالة المخابرات المركزية من استخدامها لكسر أنظمة التشفير الروسية.
وزعمت الصحيفة أن أحد الضباط المميزين الذين دربتهم الوكالة هو الرئيس الحالي للاستخبارات الحربية الأوكرانية كيريلو بودانوف.
وأنه إضافة إلى ذلك، ساعدت وكالة المخابرات المركزية في تدريب جيل جديد من الجواسيس الأوكرانيين الذين عملوا في روسيا، وفي جميع أنحاء أوروبا، وفي كوبا وأماكن أخرى، حيث يوجد الروس بكثرة.
وذكر التقرير أن مدير وكالة المخابرات المركزية ويليام بيرنز قام بزيارة سرية إلى أوكرانيا منذ أيام «لتهدئة» قادة البلاد وسط مشاكل في تنسيق المساعدات الجديدة من الولايات المتحدة، وأشار إلى أن هذه زيارته العاشرة منذ الحرب .
وكشف أن وكالة المخابرات المركزية مررت خلال الحرب معلومات استخباراتية مهمة، لا سيما حول مكان وأنظمة الأسلحة التي خططت روسيا لضربها.


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version