انتشر خلال الشهور الماضية مصطلح الذكاء الاصطناعي التوليدي Generative AI بالتزامن مع ثورة الذكاء الاصطناعي التي بدأتها شركة OpenAI، وذلك بإطلاق الإصدار المجاني من روبوت الدردشة شات جي بي تي ChatGPT القادر على توليد النصوص استنادا على نماذج الذكاء الاصطناعي اللغوية، لكن لا يزال مصطلح الذكاء الاصطناعي التوليدي Generative AI مبهما بالنسبة للكثيرين، وهو ما نحاول تبسيطه. 

ما هو الذكاء الاصطناعي AI ؟ 

وقبل تعريف الذكاء الاصطناعي التوليدي Generative AI، يجب في البداية التعرف على ما هو الذكاء الاصطناعي وما هو الفرق بينه وبين الذكاء الاصطناعي التوليدي. 

ويمكن تعريف الذكاء الاصطناعي AI على أنه مجموعة من التقنيات تشمل التعلم الآلي Machine Learning والذكاء الاصطناعي التوليدي Generative AI وغيرها، وهي التقنيات التي تمكن الأجهزة من أداء مجموعة متنوعة من الوظائف المتقدمة، بما في ذلك القدرة على رؤية وفهم وترجمة اللغة المنطوقة والمكتوبة، وتحليل البيانات وتقديم توصيات وغيرها. 

ما هو الذكاء الاصطناعي التوليدي Generative AI ؟ 

وفيما يشير التعلم الآلي Machine Learning  إلى أحد أنواع أو مجالات الذكاء الاصطناعي، والذي يعتمد على تطبيقات محددة تستخدم البيانات لتدريب نموذج على أداء مهمة معينة والتعلم من التجربة، فإن الذكاء الاصطناعي التوليدي Generative AI هو مصطلح يشير إلى حلول الذكاء الاصطناعي القادرة على توليد معلومات جديدة، بما في ذلك النصوص والصور ومقاطع الفيديو والأصوات.

وتعتمد حلول وتطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي Generative AI على ما يُعرف باسم النماذج اللغوية الكبيرة LLMs، وهي عبارة عن نموذج احصائي للتنبؤ باحتمالية كل نتيجة بناء على المدخلات، وهي النماذج مثل جيميني Gemini من جوجل وGPT-4 من شركة OpenAI وغيرها من النماذج اللغوية مفتوحة المصدر مثل Gemma من جوجل وLlama 2 من شركة ميتا وغيرها. 

ويمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي مساعدة المستخدمين في أداء المهام المعقدة، بما في ذلك تلخيص وإنتاج المحتوى والرد على الاستفسارات وغيرها، بالإضافة لتعزيز القدرات البشرية وتوفير الوقت والجهد عبر الأتمتة، لكنها ليست كائن واعي أو ساحر يمكنه تلبية كل طلبات المستخدمين أو بديلا عن الذكاء البشري حتى الآن. 

نظرة على تاريخ الذكاء الاصطناعي AI

ويعود تاريخ الذكاء الاصطناعي AI إلى الخمسينيات من القرن الماضي، حيث بدأ آلان تورنج بحثه العلمي التاريخي “الحواسب والذكاء” بالسؤال عن ما إذا كانت الآلات تستطيع التفكير، ليشهد ذلك العقد محاولة استكشاف أبحاث الذكاء الاصطناعي المبكرة إمكانية إنشاء آلات يمكنها التفكير مثل البشر.

وفي الستينيات من القرن الماضي ظهرت الأنظمة المنطقية Logic التي  يمكنها حل المشكلات استنادا على قواعد مسبقة، ثم ظهرت ظهرت خوارزميات التعلم الآلي التي يمكنها تعلم أداء المهام في التسعينيات، وخلال القرن الحالي طور خبراء التعلم الآلي خوارزميات مستوحاة من الدماغ البشري أطلقوا عليها اسم “الشبكات العصبية” neural networks. 

وحققت شركة جوجل اختراقا كبيرا في مجال الذكاء الاصطناعي في عام 2017، وذلك بنشر بحث علمي أطلقت عليه اسم  Transformer، وهو عبارة عن بنية لشبكة عصبية  neural network رائدة أحدثت ثورة في مجال معالجة اللغات الطبيعية NLP، أي قدرة أجهزة الكمبيوتر على فهم اللغة البشرية والتفاعل معها، وهو ما  أسس لوجود نماذج لغوية متطورة مثل GPT الذي اعتمدت عليه OpenAI في إطلاق شات جي بي تي، والذي تبعه إطلاق معظم شركات التقنية بما في ذلك جوجل ومايكروسوفت أدوات منافسة له ودمج مميزات تعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي أو استخدام الذكاء الاصطناعي لتوليد المحتوى في مختلف خدماتها وتطبيقاتها. 

ما هي أشهر أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي ؟

وتشمل أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي GenAI روبوتات الدردشة مثل شات جي بي تي وجيميني وكوبايلوت وبدائل ChatGPT الأخرى المختلفة، وهي روبوتات الدردشة القادرة على إنتاج المحتوى وتلخيصه والرد على الاستفسارات وغيرها، بالإضافة إلى أدوات إنشاء الصور بالذكاء الاصطناعي عبر وصفها نصيا وحتى أدوات إنشاء الفيديو بالذكاء الاصطناعي من خلال تحويل النصوص إلى فيديو مثل Sora وغيرها. 

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version