(أ ف ب)
يدلي الناخبون الإسرائيليون، الثلاثاء، بأصواتهم في انتخابات بلدية تأجّلت مرتين، بسبب الحرب في غزة. ويرى فيها خبراء مقياساً للمزاج العام في إسرائيل بعد نحو خمسة أشهر من بدء الحرب.
خلال الأسبوع الماضي أدلى جنود بأصواتهم في مراكز اقتراع خاصة أقيمت في معسكرات الجيش في قطاع غزة، رغم احتدام القتال بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس.
وفتحت مراكز الاقتراع الثلاثاء في الساعة السابعة صباحاً بالتوقيت المحلي (05,00 ت غ)، ومن المقرر أن تغلق في العاشرة مساء (20,00 ت غ).
ويحقّ لأكثر من سبعة ملايين ناخب المشاركة في الانتخابات التي تشمل أيضاً القدس الشرقية ومستوطنات الضفة الغربية وجزءاً من مرتفعات الجولان.
وتمّ تأجيل الانتخابات إلى نوفمبر/تشرين الثاني المقبل في البلدات والكيبوتسات المتاخمة لقطاع غزة المحاصر وفي البلدات الشمالية القريبة من لبنان، وهي المنطقة التي استهدفتها صواريخ حزب الله الاثنين.
وقد شرّد القصف من لبنان ما يقرب من 150 ألف إسرائيلي في تلك المناطق.
الأمر معقد
وقال عميت بيريتس (32 عاماً)، وهو مرشح لمجلس مدينة القدس، إن التركيبة المتنوعة للقدس تتطلب «سماع جميع الأصوات في المدينة من أجل جعل كل شيء يعمل، لأن الأمر معقد للغاية».
وقالت غيتا كوبيل (87 عاماً)، وهي من سكان القدس، إنها شاركت في التصويت، لأنه «الطريقة الوحيدة التي يمكنك من خلالها إسماع صوتك»، وإن قضايا مثل «السلامة والنظافة» مهمة بالنسبة لها.
وأضافت هذه المسنة «آمل أن يأتي الأشخاص المناسبون ويفعلون الشيء الصحيح من أجل القدس».
وكان من المقرر إجراء الانتخابات البلدية في 31 أكتوبر/تشرين الأول، لكنها تأجلت في أعقاب هجوم حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، والذي أسفر عن مقتل 1160 شخصاً، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استناداً إلى أرقام رسمية.
وقُتل مرشحان في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول هما أوفير ليبشتاين في كفار عزة، وتمار كيديم سيمانتوف التي قُتلت بالرصاص في منزلها في نير عوز مع زوجها وأبنائها الثلاثة، وفقاً لفرانس برس.
وأدّت العملية العسكرية التي شنّتها إسرائيل ضد حماس في قطاع غزة إلى مقتل نحو 30 ألف شخص معظمهم من النساء والأطفال، وفقاً لوزارة الصحة في القطاع.
وفي القدس وغيرها من المدن الإسرائيلية الكبرى ستضع الانتخابات مرشحي اليمين المتطرف واليهود المتدينين المتطرفين المتحالفين مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في ائتلافه الحكومي ضد مرشحين أكثر اعتدالاً.
مرشح عربي في تل أبيب
وفي تل أبيب يسعى رئيس بلدية تل أبيب رون هولداي المستقلّ إلى إعادة انتخابه في سباق ضد وزيرة الاقتصاد السابقة أورنا باربيفاي من حزب «يش عتيد» الذي يتزعمه يائير لبيد، وفي حال انتخابها ستكون باريفاي أول امرأة تتولى هذا المنصب.
ويدخل المنافسة المحامي أمير بدران الذي يسعى إلى أن يصبح أول رئيس بلدية عربي لمدينة تل أبيب على الرغم من الاحتمالات الضئيلة لانتخابه.
وفي القدس، تنافست المرشحة العربية سندس الحوت، وهي أصلاً من مدينة الناصرة، وتعمل وتقيم في مدينة القدس ترشحت على رأس حزب يهودي عربي مشترك. وفي حال انتخابها، ستكون أول امرأة عربية في عضوية مجلس المدينة منذ قيام إسرائيل عام 1948.
وينظر إلى الانتخابات البلدية إلى حدّ كبير على أنها شؤون محلية على الرغم من أن بعض السباقات يمكن أن تصبح نقطة انطلاق للسياسيين ذوي الطموحات الوطنية.
وقال زعيم المعارضة يائير لبيد الذي تولى منصب رئيس الوزراء لفترة وجيزة قبل عودة نتنياهو إلى السلطة في أواخر عام 2022، إن تصويت الثلاثاء يظهر أنه «لا توجد مشكلة» في إجراء الانتخابات حتى أثناء الحرب.
وفي منشور على منصة التواصل الاجتماعي إكس دعا لبيد إلى إجراء انتخابات برلمانية مبكرة «في أسرع وقت ممكن» لتغيير نتنياهو.
وصلت نسبة إقبال الناخبين في الجولة الأخيرة من الانتخابات المحلية في عام 2018 إلى 59.5 %، وهي أقل من نسبة المشاركة في أي من الانتخابات البرلمانية الخمسة التي جرت في إسرائيل منذ عام 2019.
ويحقّ للفلسطينيين في القدس الشرقية التصويت في الانتخابات البلدية كمقيمين، ولكن ليس في الانتخابات التشريعية للكنيست التي تقتصر على المواطنين الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية.
ونشطت قائمة المستوطنين التي يقف على رأسها عراب الاستيطان ارييه كنغ برسائل صوتية ومكتوبة تحت شعار «حتى لا تصبح القدس غزة» بصوت وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.
يقاطع الفلسطينيون في القدس الشرقية الذين يشكلون نحو 40% من سكان المدينة، الانتخابات البلدية منذ عام 1967.
ومن المتوقع صدور النتائج الأولى في وقت متأخر الثلاثاء. وستُجرى جولة ثانية من التصويت في 10 مارس/آذار إذا لزم الأمر.