وسط ارتفاع معدلات الفقر والتضخم والبطالة على حد سواء، في كل من مصر ولبنان، البلدين اللذين يعانيان من أزمة اقتصادية حادة تجاوز عمرها السنتين، تبرز صورة مناقضة، فيها أشخاص لا يتعدى عددهم أصابع اليدين، يملكون المليارات.

وبقدر ما قد تؤجج هذه الثروات شعور المواطن العادي بالفوارق الطبقية، يراها آخرون مؤشراً للنجاح الشخصي والعصامية في بعض الأحيان، لكن في نهاية الأمر، لا بد من الإشارة إلى أن أصحاب الاستثمارات والأموال، غالباً ما ترتفع ثرواتهم في مثل هذه الظروف.

في مصر استفحلت الأزمة الاقتصادية، بين تضخم مرتفع ناهز 31.2 في المئة خلال يناير كانون الثاني، وفرق شاسع بين سعر الصرف الرسمي عند 30.9 مقابل الدولار وسعر الصرف في السوق الموازية الذي يحوم حول مستويات الخمسين جنيهاً، بالإضافة إلى وصول قيمة الدين الخارجي المصري بنهاية الربع الثالث من عام 2023 إلى 164.5 مليار دولار، وفقاً للبيانات المنشورة على موقع وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية المصرية. ولكن 5 رجال أعمال مصريين يستحوذون على ثروة تناهز 18.3 مليار دولار حسبما تشير بيانات مجلة فوربس لإحصاء الثروات.

مليارديرات مصر

يتربع ناصف ساويرس، قطب الإنشاءات والاستثمار المصري، وسليل أغنى عائلة في مصر، على رأس قائمة المليارديرات في البلدين المذكورين، بثروة تقدرها مجلة فوربس الأميركية بنحو 8.7 مليار دولار، بتاريخ التاسع والعشرين من فبراير شباط 2024.

وأهم ما يملكه ساويرس، شركة أوراسكوم للإنشاءات، وهي شركة للهندسة والبناء، يتم تداول أسهمها في بورصة القاهرة وناسداك دبي، وتقدر قيمتها بنحو 1.5 مليار دولار.

ويلي ناصف، أخوه نجيب ساويرس، قطب الاتصالات، بثروة قدرها 3.8 مليار دولار، والمعروف بمواقفه الجدلية ونشاطه المكثف على منصة إكس.

أما ثالث أغنى رجال مصر، فهو محمد منصور، الذي يستثمر بقطاعات متنوعة، وثروته تناهز 3.3 مليار دولار.

ويشتهر منصور، بتأسيس وكالات جنرال موتورز في مصر عام 1975، التي جعلته لاحقاً أحد أكبر موزعي جنرال موتورز في جميع أنحاء العالم.

كما شغل منصور، الذي يحمل الجنسيتين المصرية والبريطانية، منصب وزير النقل المصري في الفترة من 2006 إلى 2009 في عهد نظام حسني مبارك.

رابع أغنى المليارديرات في مصر، يوسف منصور، بثروة قدرها 1.3 مليار دولار، وهو ينحدر أيضاً من عائلة منصور الثرية، ويشغل منصب رئيس مجلس إدارة مجموعة منصور المملوكة لعائلته، والتي أسسها والده عام 1952.

أخيراً، يأتي ياسين منصور، الأخ الثالث لكل من محمد ويوسف منصور، بثروة قدرها 1.2 مليار دولار، لكنه إضافة إلى الأعمال العائلية، هو رئيس مجلس إدارة شركة بالم هيلز للتطوير العقاري، إحدى أكبر شركات التطوير العقاري في مصر.

مليارديرات لبنان

مليارديرات لبنان

بعد مرور أربع سنوات على الأزمة الاقتصادية والمالية التي وصفها البنك الدولي بأنها بونزي العصر الحديث ونتجت عن أيدي حاكميه، تصدّر لبنان قائمة البلدان الأكثر تضرراً من التضخم الاسمي في أسعار المواد الغذائية في الربع الأول من عام 2023 بنسبة 350 في المئة على أساس سنوي في أبريل نيسان 2023، وسط بلوغ الدين السيادي 179.2 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في آخر إحصاءات للبنك الدولي التي نُشرت عام 2022.

لكن من جهة أخرى، يمتلك 6 أشخاص، وضعتهم مجلة فوربس على قائمة مليارديراتها، نحو 11.4 مليار دولار، في صدارتهم رئيس حكومة تصريف الأعمال الحالي نجيب ميقاتي، وأخوه طه ميقاتي، اللذان جنيا ثروتهما من قطاع الاتصالات تحديداً.

تبلغ ثروة كل من نجيب وطه ميقاتي، 2.6 مليار دولار بتاريخ 29 فبراير شباط الجاري، يليهما بهاء الحريري، الابن الأكبر لرئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، بثروة تناهز 2.1 مليار دولار أغلبها من العقارات والاستثمارات المتنوعة.

ويلي الحريري، رجل الأعمال روبير معوض، قطب المجوهرات اللبناني، بثروة تناهز 1.5 مليار دولار.

ثم يأتي بعد روبير، الأخوان أيمن وفهد الحريري، بثروة 1.4 مليار دولار و1.2 مليار دولار على الترتيب، ومصدر ثروتهما الإنشاءات والاستثمار، إضافة إلى ما حصلا عليه من توزيع ثروة أبيهما بعد اغتياله في فبراير شباط 2005.

إذاً تفاوت واضح بين الثروات الشخصية في كل من مصر ولبنان، وما يقابلها من واقع اقتصادي هش في بلدين تتجاوز نسبة الفقر فيهما نصف عدد السكان، بينما يبقى الفارق الأهم بينهما، الثقة الدولية التي ما زالت مصر قادرة على الحصول عليها من الهيئات والمؤسسات المالية الدولية، وآخرها تجلى بالاتفاق غير النهائي مع صندوق النقد على حزمة تمويل إضافية قد تكون في غضون أسابيع، بينما يصارع لبنان بحكومته الحالية وسط غياب رئيس للجمهورية، للتوصل إلى اتفاق مع الصندوق، يسعى من خلاله لإعادة هيكلة قطاعه المصرفي الذي يعاني من خسائر تفوق 65 مليار دولار، ومحاولة النهوض الاقتصادي من أزمة دفعت أكثر من 80 في المئة من شعبه، إلى الفقر المدقع.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version