أعلنت الحكومة اليمنية، أمس السبت، أنّ سفينة الشحن «روبيمار» التي تحمل أسمدة قابلة للاحتراق واستهدفها الحوثيون الشهر الماضي، غرقت في البحر الأحمر، محذّرة من كارثة بيئية في المنطقة، فيما اعترف مركز عمليات التجارة البحرية التابع للجيش البريطاني بغرق السفينة، بينما قالت وكالة أمن بحري بريطانية أن وضعها لم يتغيّر.
وتضررت السفينة التي ترفع علم بيليز وتديرها شركة لبنانية في هجوم صاروخي في 19 فبراير/شباط، أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عنه، وأتى ضمن سلسلة الهجمات التي ينفذونها على خلفية الحرب في غزة.
وتسبب ذلك بتوقّف السفينة وإجلاء طاقمها إلى جيبوتي. ومنذ ذلك الوقت دخلت المياه إلى غرفة المحرّك وغرق مؤخّرها.
وأعلنت خلية الأزمة التابعة للحكومة اليمنية والمكلفة التعامل مع السفينة في بيان: «نعلن ببالغ الأسف خبر غرق السفينة «ام في روبيمار» الليلة قبل الماضية، وذلك بالتزامن مع العوامل الجوية والرياح الشديدة التي يشهدها البحر»، محذّرة من أنها «ستسبب كارثة بيئية في المياه الإقليمية اليمنية والبحر والأحمر».
وقالت إنّ الغرق «كان متوقعاً بسبب ترك السفينة لمصيرها لأكثر من 12 يوماً وعدم التجاوب مع مناشدات الحكومة اليمنية لتلافي وقوع الكارثة»، مؤكدة أنها «في اجتماع دائم لتدارس الخطوات اللاحقة وتحديد أفضل السبل للتعامل مع التداعيات ومعالجة الكارثة البيئية الناجمة عن الحادثة».
وكان فريق من الحكومة اليمنية قد زار يوم الاثنين السفينة «روبيمار»، وقال إن المياه تغمر أجزاء منها وإنها يمكن أن تغرق في غضون يومين.
وقال الجيش الأمريكي في وقت سابق إن الهجوم ألحق أضراراً كبيرة بسفينة الشحن وتسبب في ظهور بقعة نفط بطول 29 كيلومتراً.
ولم يرد الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية على طلب لتأكيد غرق السفينة أمس السبت.
واعترف مركز عمليات التجارة البحرية التابع للجيش البريطاني، والذي يراقب الممرات المائية في الشرق الأوسط، بشكل منفصل، بغرق السفينة روبيمار بعد ظهر أمس. وأظهرت صورة الأقمار الصناعية التي التقطت، الجمعة، من شركة «ماكسار تكنولوجيز» أضراراً جديدة ناجمة عن الانفجار على السفينة روبيمار لم يسبق لها مثيل، مع عدم وجود سفن أخرى حولها.
لكن وكالة الأمن البحري «يو كيه إم تي أو» التي تديرها القوات البريطانية، قالت في تقرير أمس السبت إنّ «مؤخرة السفينة غرقت فيما تظل مقدمتها فوق سطح الماء».
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت السفينة قد غرقت بالفعل، أجاب الرئيس التنفيذي لشركة «بلو فليت» المشغلة للسفينة روي خوري: «ليست لدينا فكرة. ليس لدينا أحد على متن السفينة للتأكد إذا كان هذا صحيحاً أم لا».
وكان وزير المياه والبيئة اليمني توفيق الشرجبي حذّر في مؤتمر صحفي عقده الاثنين في مدينة عدن الجنوبية المقرّ المؤقت للحكومة اليمنية، من أن «غرق السفينة سيكون كارثياً على البيئة اليمنية بسبب حمولتها الكبيرة من الأسمدة والمواد الخطِرة».
وغداة الهجوم أعلنت هيئة الموانئ والمناطق الحرة في جيبوتي أن «السفينة تحمل على متنها 21,999 طناً مترياً من الأسمدة من فئة 5.1 العالية الخطورة»، بحسب تصنيف «البضائع الدولية البحرية الخطِرة» (IMDG)، وهو دليل دولي لنقل المنتجات الخطِرة المعبّأة.
وتتضمن هذه الفئة نيترات الأمونيوم إضافة إلى المنتجات التي تحتوي على نيترات الأمونيوم، الذي تسبب تكديسه بكميات كبيرة وبدون إجراءات وقائية بحسب السلطات اللبنانية، إلى انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس/آب 2020 الذي أسفر عن أكثر من 220 قتيلاً.
وأكد مدير البرامج في فرع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لمنظمة «غرينبيس» البيئية جوليان جريصاتي لوكالة الصحافة الفرنسية أن «تسرّب سماد نيترات الأمونيوم إلى البحر ستكون له تأثيرات كبرى عديدة على النظم البيئية البحرية».
وبعد أيام من استهداف السفينة، قالت القيادة المركزية الأمريكية إن السفينة راسية، لكن المياه تتسرب إليها، وتركت بقعة نفط بطول 18 ميلاً. (وكالات)