أكدت دول مجلس التعاون الخليجي، أمس الأحد، رفضها أي مبررات لاستمرار العدوان على غزة، وطالبت بالوقف الفوري لإطلاق النار والعمليات العسكرية الإسرائيلية، وضمان توفير ووصول المساعدات الإنسانية والإغاثية كافة إلى قطاع غزة، وذلك بمناسبة انعقاد الاجتماع الوزاري الخليجي ال159 في الرياض، الذي تم على هامشه عقد ثلاث اجتماعات وزارية مشتركة بين وزراء دول المجلس ونظرائهم المصري سامح شكري والأردني أيمن الصفدي والمغربي ناصر بوريطة، تم خلالها تأكيد تعزيز التعاون والشراكة، وتوحيد وجهات النظر إزاء المستجدات في المنطقة.

ترأس خليفة شاهين المرر، وزير دولة، وفد الإمارات المشارك في الاجتماع الذي تضمن استعراضاً لآخر مستجدات العمل الخليجي المشترك، وتطورات القضايا السياسية، الإقليمية والعالمية، والموقف من القضايا ذات الاهتمام الأساسي لدول المجلس، بما في ذلك رفضه للتطرف والإرهاب، ودعمه الثابت للشعب الفلسطيني الشقيق، ورفض الاعتداءات والإجراءات الإسرائيلية التي تستهدف سكان عزة. وكذلك دعم القضايا العربية الأخرى، بما في ذلك رفض الاحتلال الإيراني لجزر دولة الإمارات الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، ودعم موقف دولة الإمارات في استعادة سيادتها عليها. كما تضمن التنويه بالحوارات والعلاقات الاستراتيجية بين دول مجلس التعاون والدول والمنظمات، الإقليمية والدولية.

وتضمن البيان الختامي أيضاً إشادة المجلس الوزاري بإنجازات دول المجلس في استضافة مجموعة من الأحداث والمؤتمرات في دولة الإمارات، لاسيما نجاح استضافة الإمارات العربية المتحدة المؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية الذي عقد في العاصمة أبوظبي في الفترة من 26 إلى 29 فبراير/ شباط 2024، والدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ (COP28) وتتويجه باعتماد «اتفاق الإمارات» التاريخي، ونجاح القمة العالمية للحكومات (2024) التي عقدت في دبي.

وكان أمين عام مجلس التعاون الخليجي جاسم محمد البديوي، طالب أمس الأحد، بالوقف الفوري لإطلاق النار والعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، فيما حذَّر وزير الخارجية المصري سامح شكري من توسُّع الاضطرابات الإقليمية جراء الحرب على القطاع الفلسطيني، التي قال إنها تلقي بظلالها القاتمة على أمن المنطقة، بينما قال نظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن إن «جميع ما تفعله إسرائيل يندرج بإطار جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية».

وقال البديوي، خلال أعمال الاجتماع الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي في دورته ال159، «نؤكد وقوف مجلس التعاون إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق، وبالأخص ما يتعرض إليه قطاع غزة ومحيطه من جرائم تُرتكب بشكل يومي وأمام مرأى ومسمع المجتمع الدولي»، كما جدد «مطالبة المجتمع الدولي باتخاذ موقف جاد وحازم لتوفير حماية للمدنيين في غزة».

وأشار البديوي إلى أهمية المبادرة، التي أطلقتها السعودية في سبتمبر 2023 بالشراكة مع مصر والأردن وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي، ل«إعادة إحياء عملية السلام، والتوصل إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية»

وفي البيان الختامي، دان الاجتماع «العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة»، وأكد «الوقوف مع الشعب الفلسطيني». وأعلن رفضه أي مبررات أو ذرائع لاستمرار هذا العدوان. وطالب «المجتمع الدولي باتخاذ الإجراءات اللازمة للرد على ممارسات الحكومة الإسرائيلية وسياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها ضد المدنيين». وأكد البيان ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة للسماح فوراً بإيصال المساعدات الإنسانية بشكل موسع وآمن بدون عوائق وتهيئة الظروف اللازمة لوقف مستدام لإطلاق النار.

وحمل إسرائيل المسؤولية القانونية أمام المجتمع الدولي عن انتهاكاتها واعتداءاتها المستمرة التي طالت المدنيين الأبرياء وأسفرت عن قتل آلاف المدنيين في قطاع غزة.

وفي الاجتماع الوزاري المشترك بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومصر، فقد جرى خلاله استعراض علاقات التعاون المتينة بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومصر، وسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات، إضافة إلى مناقشة الأحداث المتسارعة والتطورات الخطيرة في قطاع غزة ومدينة رفح، والتصعيد العسكري تجاه المدنيين العزل، وأهمية الوقف الفوري لإطلاق النار، بما يضمن عودة الأمن والاستقرار لقطاع غزة. وبحث الاجتماع آخر المستجدات بشأن العمل المشترك لتهيئة الظروف للعودة إلى مسار السلام الشامل والعادل، بما يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني، وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.

ودعا البديوي، في الاجتماع، المجتمع الدولي لاتخاذ موقف حازم لحل أزمة غزة، بينما قال سامح شكري إنه لا يوجد حل للصراع القائم إلا بإقامة دولة فلسطينية، مشيراً إلى أن أزمة غزة تسبّبت في نزاعات إقليمية خطيرة، وأن التصعيد في غزة امتد إلى البحر الأحمر وباب المندب والحلول الأمنية للصراع لم تقدم للمنطقة سوى الدمار، مشدداً على أن التنسيق العربي أساس لحل التحديات في المنطقة.

بدوره، استعرض الاجتماع الوزاري المشترك بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والأردن، علاقات التعاون المتينة بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والمملكة الأردنية، وسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات، إضافة إلى مناقشة الأحداث المتسارعة والتطورات الخطيرة في قطاع غزة ومدينة رفح، والتصعيد العسكري تجاه المدنيين العزل، وأهمية الوقف الفوري لإطلاق النار، بما يضمن عودة الأمن والاستقرار لقطاع غزة.

قال وزير الخارجية الأردني إن «أمننا واحد ومصالحنا واحدة وقدرتنا على مواجهة التحديات المشتركة تزداد كلما عملنا معاً».

وأضاف الصفدي في كلمته، «نواجه اليوم التحدي الأكبر وهو استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، إذ نعمل جميعاً من أجل وقف هذا العدوان، ومن أجل إيصال المساعدات الإنسانية الكافية لأكثر من مليوني فلسطيني يواجهون المجاعة، وما زالت إسرائيل تمنع دخول المساعدات».

وقالت وكالة الأنباء السعودية (واس) إنه جرى خلال الاجتماع بين دول مجلس التعاون والمغرب استعراض علاقات التعاون الأخوية بين الجانبين، وسبل تعزيزها في شتى المجالات، إضافة إلى مناقشة تطورات الأوضاع في قطاع غزة ومدينة رفح، وأهمية الوقف الفوري لإطلاق النار، واتخاذ الخطوات الجادة والعاجلة، لضمان تأمين الممرات الإغاثية لإيصال المساعدات الإنسانية والغذائية والطبية العاجلة لقطاع غزة..أشاد الأمين العام لمجلس التعاون، بالمبادرة الإفريقية الأطلسية التي أطلقها الملك محمد السادس لفائدة دول الساحل.

وأكد وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة «أهمية وقف إطلاق النار في غزة، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى أهالي القطاع الفلسطيني، فضلاً عن إطلاق عملية سياسية تفضي إلى قيام دولة فلسطين المستقلة».

وأضاف بوريطة، في كلمته خلال الاجتماع الوزاري المشترك بين دول الخليج والمغرب، أن «اجتماعنا مهم، لأنه فرصة للتباحث في مسار الشراكة الاستراتيجية القائمة منذ عام 2011 وكيفية تطويرها». (وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version