جنيف- أ.ف.ب

دعت الأمم المتحدة، الثلاثاء، المجتمع الدولي إلى جعل المساعدات «تتدفق» على غزة، وسط تقارير عن موت أطفال جوعاً في القطاع الذي يرزح تحت وطأة حرب.

وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ينس لايركه لصحفيين في جنيف: «مع بدء تسجيل وفيات بين الأطفال جراء الجوع، نحن إمام إنذار لم نواجه مثيلاً له من قبل».

وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة بوفاة 15 طفلاً، بسبب الجوع في مستشفى واحد، فيما قالت الأمم المتحدة إن المجاعة «شبه حتمية» في القطاع الذي يتعرض لهجوم إسرائيلي منذ تشرين الأول/أكتوبر. وتحدثت منظمة الصحة العالمية عن مشاهد «قاتمة» لأطفال يتضورون جوعاً بعدما زارت مستشفيين في شمال غزة نهاية الأسبوع الماضي مع مساعدات للمرة الأولى منذ تشرين الأول/ أكتوبر.

وقال أطباء في مستشفى «كمال عدوان»، الوحيد الذي يضم قسماً للأطفال في شمال قطاع غزة، لفريق المنظمة إن «عشرة أطفال على الأقل توفوا بسبب الجوع»، حسبما أوضح رئيس البعثة أحمد ضاهر في مؤتمر صحفي في جنيف من القطاع المحاصر والمدمر جراء الحرب.

وأعلنت وزارة الصحة في وقت لاحق، أن عدد وفيات الأطفال في المستشفى بسبب سوء التغذية والجفاف ارتفع إلى 15، فيما حالة ستة أطفال آخرين يعانون من سوء التغذية بالغة الخطورة.

  • «لنجعل المساعدات تتدفق على غزة»

وتساءل لايركه: «إن لم نضع حداً لما يجري الآن فمتى نفعل؟ ومتى تحين لحظة اتخاذ إجراءات عاجلة ونجعل المساعدات تتدفق على غزة التي هي بحاجة إليها». وأضاف: «هذا ما نريده أن يحدث».

وألقت طائرات شحن أمريكية أكثر من 36000 حصة غذائية على شمال قطاع غزة، الثلاثاء، في عملية مشتركة مع الأردن، حسبما أعلن الجيش الأمريكي، فيما يسعى المجتمع الدولي لتخفيف الأزمة الإنسانية المتفاقمة هناك. غير أن مسؤولين أمريكيين حذروا أيضاً من أن العملية الدولية لا تكفي.

وأشار تقرير للأمم المتحدة في كانون الثاني/ يناير إلى أن أكثر من 15 في المئة من الأطفال دون العامين في شمال غزة، أي واحد من كل ستة أطفال، يعانون من سوء تغذية حاد فيما يعاني 3 في المئة من الهزال الشديد الذي يهدد حياتهم.

وفي جنوب قطاع غزة يعاني 5 في المئة من الأطفال دون العامين من سوء تغذية حاد، بحسب التقرير نفسه، فيما حذرت منظمة الصحة العالمية من أن الوضع ازداد سوءاً على الأرجح في الأسابيع القليلة الماضية.

ولدى الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية معايير معينة لتحديد حالة المجاعة التي لم تعلن بعد في قطاع غزة رغم الوضع الكارثي فيه. وقال المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» جيمس إلدر لصحفيين: إن الجوع أو النقص المطلق في السعرات الحرارية، يمكن أن يؤدي إلى أمور مثل فشل في وظيفة الأعضاء.

ولكن قبل الوصول إلى هذه المرحلة، يمكن أن يكون سوء التغذية الحاد سبباً أساسياً كبيراً للوفاة، ما يجعل الأطفال أكثر عرضة للموت جراء أمراض أطفال شائعة.

لذا فإن إدراج سوء التغذية الآن كسبب مباشر أيضاً لوفيات الأطفال أمر «مثير للقلق»، وفق إلدر.

وفي حين أن عبارة مجاعة قد تجذب المزيد من اهتمام وسائل الإعلام، إلا أنه شدد على أنها «لا تحدث فرقاً كبيراً بالنسبة للأطفال على الأرض».


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version