#عروض أزياء
سارة سمير
اليوم
في عرض ساحر، نظمت فيرجيني فيارد، المديرة الإبداعية لدار «شانيل» (CHANEL)، إبهارًا بصريًا، لتنقل متابعي العرض من شوارع باريس إلى منطقة دوفيل الخلابة، لينطلق العرض بفيلم قصير من بطولة نجمَيْ هوليوود: براد بيت، وبينيلوبي كروز، ومن إخراج إينيز وفينود، وهو مستوحى من الفيلم الفرنسي الشهير «Un Homme et une Femme»، تكريماً للسينما الفرنسية الكلاسيكية.
وقد أسرت كروز، سفيرة علامة «شانيل» التجارية منذ عام 2018، الحضور عندما وصلت مع كلود لولوش، مخرج الفيلم الأصلي، ثم وضع الثنائي على خلفية تذكرنا بممشى دوفيل الخلاب، حيث تم تصوير الفيلم عام 1966، وأشعل الثنائي موجة من الإثارة بين المشاهدين.
مجموعة مستوحاة من بدايات «شانيل»:
استوحت المديرة الإبداعية، فيرجيني فيارد، مجموعة خريف وشتاء 2024 – 2025 من بدايات «شانيل» الثورية عام 1912، حيث جاءت معاطف التويد الشهيرة ذات الأحزمة، والسترات الصوفية المريحة الخالدة لتصميمات «شانيل»، فضلاً عن الأقمشة المنسدلة، التي هيمنت على هذه المجموعة.
ويضمن تصميم فيارد المتقن مجموعة متنوعة من العروض، بدءًا من الفساتين الطويلة المصنوعة من الشيفون البوهيمي، وحتى البدلات الجلدية الأنيقة، التي تلبي الأذواق المتنوعة.
وعلى الرغم من عوامل التشتيت مثل القبعات المرنة، فإن رؤية فيارد تتألق في مجموعتها الأكثر تماسكًا حتى الآن. ومع جاذبية أنثوية واثقة تذكرنا بروح «شانيل» الرائدة، تشير فيارد إلى استعدادها لتسليط الضوء بعد 5 سنوات على إدارتها للدار العريقة، لتظهر مجموعة «شانيل» لخريف وشتاء 2024-2025، كاحتفاء بالسينما الفرنسية، والأناقة الخالدة، وتطور فيارد كمصممة مُبدعة.
«كوكو شانيل».. سحر لا ينطفئ منذ 1910:
كانت دار أزياء «شانيل»، التي أنشأتها غابرييل «كوكو» شانيل، رمزًا للأناقة والثورة منذ إنشائها عام 1910، وتأثيرها الدائم في صناعة الأزياء لا مثيل له، حيث أعادت «شانيل» تعريف معايير الجمال والأناقة.
تأسست دار أزياء «شانيل»، رغبةً من كوكو شانيل في تحرير المرأة من القيود التي كانت مفروضة عليها في هذا الوقت، ولتعزيز الأناقة غير الرسمية، وجعلها أكثر سهولة. أطلقت كوكو شانيل أول متاجرها لبيع الملابس عام 1910، حيث كانت تبيع القبعات تحت اسم «Chanel Modes»، وقامت لاحقاً بتوسيع نطاق منتجاتها ليشمل الملابس، ما أحدث ثورة في الصناعة بتصميماتها البسيطة والمتطورة. وأصبحت هذه العلامة التجارية مرادفة للفخامة والنعمة والحداثة، حيث جذبت عميلات كثيرات من النساء المؤثرات، اللاتي سعين إلى الابتعاد عن المعايير التقليدية للأزياء.
مساهمات «شانيل» الأسلوبية في صناعة الأزياء كثيرة ومهمة، ولعل الأكثر تأثيراً هو «الفستان الأسود الصغير»، الذي تم تقديمه عام 1926، وكان هذا الثوب البسيط والأنيق يمثل خروجاً على الفساتين المزخرفة في ذلك الوقت، حيث يقدم للنساء قطعة خالدة ومتعددة الاستخدامات، أصبحت عنصراً أساسياً في خزانة الملابس. وقامت «شانيل» أيضاً بترويج المجوهرات، ما سمح للنساء – من جميع الطبقات الاجتماعية – بالاستمتاع بسحر المجوهرات، بالإضافة إلى أن ظهور بدلة «شانيل» في خمسينيات القرن الماضي (سترة دون ياقة، وتنورة مناسبة)، يعكس الأدوار المتغيرة للمرأة في المجتمع، ما يوفر لها ملابس أنيقة ومريحة في مكان العمل.
لم تقم «شانيل» بإعادة تعريف معنى الموضة فحسب، بل تحدت أيضاً الأعراف المجتمعية، وتوقعات النساء، من خلال تقديم ملابس عملية وأنيقة، فقد مكنت «شانيل» النساء من احتضان شخصيتهن، والتأكيد على استقلاليتهن، ويستمر تأثير التصاميم المبتكرة للعلامة التجارية في الموضة المعاصرة، حيث لا تزال رؤية «كوكو شانيل» (Coco Chanel) الأصلية واضحة في اتجاهات اليوم.