الخليج – متابعات
بدا الرئيس الأمريكي جو بايدن، الجمعة، أنه أخطأ خلال إلقاء تصريحات ارتجالية أثناء خطابه عن حالة الاتحاد، حيث ذكر أن أسعار الأدوية في روسيا «أفضل» من الولايات المتحدة.
وقال بايدن مازحاً: «سأواجه مشكلة لقولي هذا، لكن أياً منكم يريد ركوب طائرة الرئاسة والسفر إلى تورونتو وبرلين وموسكو – أعني، عفواً – حسناً، حتى موسكو، على الأرجح».
وتابع مازحاً بشأن الخطأ الواضح: «أحضر وصفتك الطبية معك وأعدك بأنني سأحصل عليها مقابل 40% من التكلفة التي تدفعها الآن، نفس الشركة، نفس الدواء، نفس المكان».
وكان بايدن يتحدث عن جهود إدارته لخفض تكاليف الأدوية، حيث إن الولايات المتحدة لديها بعض من أغلى أسعار الأدوية في العالم.

وفي المقابل أطلق الديمقراطيون شعار «أربع سنوات أخرى!» خلال الخطاب الذي ألقاه جو بايدن أمام الكونغرس الخميس، عن حال الاتحاد، وبدا خلاله الرئيس الأمريكي الأكبر سناً في أحسن حالاته، وفقاً لفرانس فرس.
ويراقب الأمريكيون عن كثب أي تلعثم أو تعثر أو زلة لسان أو لحظة ارتباك للرئيس البالغ 81 عاماً والمرشح لإعادة انتخابه. وعلى الفور تسلط عليها الضوء المعارضة الجمهورية التي تستند إلى أمثلة عديدة لإثبات عدم قدرة بايدن على الحكم.
ومساء الخميس ارتكب بايدن هفوة وحيدة بشأن روسيا «سافروا معي لموسكو» سالفة الذكر، ولكنه استدركها سريعا قائلاً «أعني، عفواً – حسناً، حتى موسكو، على الأرجح».

وخلال خطابه، تطرق بايدن أكثر من مرة إلى عمره بروح الدعابة. وقال مازحاً «قد لا يكون الأمر ظاهراً، لكنني هنا منذ فترة طويلة».
وأثار ذلك ارتياحاً كبيراً في صفوف الديمقراطيين الذين يدركون جيداً أن سن الرئيس ستكون عاملاً أساسياً خلال الانتخابات الرئاسية، فقد أثبت الرئيس قدرة نادرة على التحمل متحدثاً بنبرة واضحة وحازمة لأكثر من ساعة. وكانت مظاهر الفرح واضحة في معسكره.
وهتف نواب حزبه الذين غالباً ما كانوا يرتدون ملابس بيضاء «أربع سنوات أخرى!».

  • صيحات استهجان جمهورية

وصدرت صيحات استهجان مرة تلو الأخرى عن الجمهوريين ومعظمهم من أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب، لكن بايدن ردّ في كل مرة بالسخرية من معارضيه.
وبعد خطاب العام الماضي الذي طغت عليه الصيحات المتكررة، طلب الزعيم الجمهوري الجديد لمجلس النواب مايك جونسون من أنصاره الامتناع عن المضايقات الصاخبة خلال كلمة جو بايدن.
وامتثلت الغالبية العظمى لهذه التعليمات.

وحدهم النواب الأقرب من دونالد ترامب الذي سينافس الرئيس المنتهية ولايته في تشرين الثاني/نوفمبر ما لم تكن هناك مفاجأة كبيرة، أرادوا إحداث بلبلة.
وبمجرد دخول جو بايدن إلى الكونغرس، كانت مارجوري تايلور غرين تعتمر قبعة ترامب الشهيرة التي تحمل شعار «أن نجعل أمريكا عظيمة مجدداً».
وعند رؤيتها خطا بايدن خطوة إلى الوراء وكأنه تفاجأ.
وكانت النائبة عن جورجيا عمدت العام الماضي إلى مقاطعة الرئيس خلال خطابه ووصفته بـ«الكاذب».
ومساء الخميس حذا عدد من الجمهوريين حذوها، لكن جو بايدن تجاهلهم وواصله خطابه.

  • الكوفية الفلسطينية

واللافت أن الإحباط من الزعيم الديمقراطي لم يأت فقط من المعسكر الجمهوري. إذ بقيت مجموعة من نائبات اليسار التقدمي بالكوفية الفلسطينية جالسات طوال الخطاب احتجاجاً على دعمه لإسرائيل.
ولدى تطرق الرئيس إلى الوضع في غزة، رفعت النائبة من أصل فلسطيني رشيدة طليب بتأثر لافتة صغيرة كتب عليها «كفوا عن إرسال القنابل».
وفي نهاية الخطاب الذي استمر ساعة وثماني دقائق احتشد الديمقراطيون حول الرئيس لتبادل بضع كلمات معه أو التقاط صورة.
وتحدى مرشحهم أولئك الذين اعتبروا أنه لن يتمكن من تخطي اختبار خطاب حال الاتحاد في الكابيتول.

  • ترامب وتسريحة شعر بايدن

من جهته، علق دونالد ترامب مساء على الهواء مباشرة على الخطاب عبر منصته الاجتماعية «تروث سوشال»، لكن الموقع تعطّل مرّات عدة.
وانتقد الجمهوري بشكل خاص مظهر جو بايدن قائلاً بسخرية «تسريحة شعره من الأمام أفضل بكثير من الخلف»، قبل أن يشير إلى أن الرئيس الديمقراطي يسعل باستمرار.
وكتب الملياردير الأمريكي «يبدو غاضباً للغاية عندما يتحدث، وهذه علامة على الأشخاص الذين يعرفون أنهم يخسرون».

  • «الثلاثاء الكبير»

وكان الرئيس السابق دونالد ترامب قد فاز في 14 ولاية في انتخابات «الثلاثاء الكبير» التمهيدية للحزب الجمهوري، بما في ذلك تكساس وكاليفورنيا، لكنّه خسر في ولاية واحدة، حيث حقّقت نيكي هايلي مفاجأة بفوزها في ولاية في فيرمونت.
ويسعى الرئيس السابق الذي بدى «منتشياً» بعد نصره الكبير إلى عودة لافتة إلى البيت الأبيض بعدما أطاح به الديمقراطي جو بايدن عام 2020، وحصد الملياردير الأمريكي ترامب أكبر عدد من المندوبين في الولايات الـ15 المعنية بانتخابات الثلاثاء في طريقه لحجز بطاقة ترشيح الحزب الجمهوري.
وتعد الأمور محسومة بأنه سيكون مرشح الحزب الجمهوري لمواجهة الرئيس الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية 2024 المقرر إجراؤها في نوفمبر المقبل، وذلك بعد انسحاب نيكي هايلي من الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري.
وذكرت محطات التلفزيون الأمريكية أن ترامب فاز في 14 ولاية هي ولايات الاباما وألاسكا وأركنسو وكولورادو وكاليفورنيا وماين وماساتشوستس ومينيسوتا وكارولينا الشمالية وأوكلاهوما وتينيسي وتكساس وفيرجينيا ويوتا.
وأعرب ترامب من على منصته «تروث سوشال» عن شكره.
ووصف الرئيس السابق ليلة إعلان النتائج بأنها «رائعة ومذهلة» مع اقترابه من نيل ترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية.
وقال ترامب أمام حشد من أنصاره الذين تجمعوا أمام مقر سكنه في فلوريدا: «هناك سبب لماذا يسمونه الثلاثاء الكبير. يقول لي الخبراء لأنه يوم كبير، وإلا لأنه لم يكن هناك مثيل لهذا اليوم من قبل ولا أي شيء بهذا الحسم، على الإطلاق».
وتمكنت منافسته التي أعلنت انسحابها لاحقاً، سفيرة واشنطن السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، من الفوز بفارق ضئيل في ولاية فيرمونت الشمالية الشرقية، لكنها رفضت حتى الآن الانسحاب من السباق، وفقاً لفرانس برس.
وفشلت هايلي التي كانت سفيرة بلادها في الأمم المتحدة في عهد ترامب في أن تشكل عائقاً رئيسياً على طريق ترامب للحصول على الترشيح منذ حلت ثالثة في الانتخابات التمهيدية الأولى في أيوا في يناير/ كانون الثاني.

  • 91 تهمة في 4 محاكمات

وترامب مختلف تماماً عن أي مرشح آخر للانتخابات الرئاسية في تاريخ الولايات المتحدة. فهو تعرض لإجراءات إقالة مرتين وهزمه جو بايدن بفارق سبعة ملايين صوت في الانتخابات الرئاسية السابقة في عام 2020 ويواجه راهناً 91 تهمة في أربع محاكمات.
إلا أنه يلقى شعبية في صفوف الطبقة العاملة وسكان الأرياف والناخبين البيض، ما وضعه على مسار الحصول على ترشيح الحزب الجمهوري.
وفاز ترامب في ماين وهي واحدة من ثلاث ولايات سعت لشطب اسمه عن بطاقات الاقتراع في الانتخابات التمهيدية بسبب سعيه إلى قلب نتيجة الاقتراع الرئاسي في 2020 والهجوم على مبنى الكابيتول في العاصمة الفيدرالية.
إلا أن المحكمة العليا رفضت هذه المحاولات الاثنين، ما فتح الباب أمام مشاركة ترامب في الانتخابات في كل الولايات.

  • بايدن يفوز في 14 ولاية

وعلى الجانب الديمقراطي حصد بايدن الفوز في 14 ولاية، وفق ما أعلنت شبكات التلفزيون الأمريكية، لكن هناك توقعات بأن يخسر أمام منافس مجهول نسبياً هو جايسن بالمر في جزر ساموا الأمريكية في جنوب المحيط الهادي.
وحذر بايدن في بيان وزعته حملته الانتخابية من أن ترامب «مصمم على تدمير ديمقراطيتنا، وانتزاع حريات أساسية، مثل قدرة النساء على اتخاذ قراراتهن الخاصة بالرعاية الصحية، وإقرار حزمة أخرى من التخفيضات الضريبية للأثرياء بمليارات الدولارات… وسيفعل أو يقول أي شيء للوصول إلى السلطة».
وتُظهر استطلاعات مؤسسة «ريل كلير بوليتيكس» الإعلامية أن ترامب البالغ 77 عاماً يتقدم بفارق 65 نقطة على منافسيه في الانتخابات التمهيدية، وبنقطتين على الرئيس جو بايدن في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني/نوفمبر الرئاسية.


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version