خاص

الذكاء الاصطناعي يتطور بسرعة هائلة

تعتبر الدرجات العلمية في مجال الذكاء الاصطناعي من المفاتيح الرئيسية لمواكبة التطور السريع في هذا المجال، في وقت يشهد فيه مجتمع الذكاء الاصطناعي تقدمًا متسارعًا، حيث يتم إطلاق تقنيات وأدوات جديدة بشكل مستمر. ويتطلب التفاعل مع هذا التطور السريع من الباحثين والطلاب في هذا المجال تحديث دائم لمعرفتهم ومهاراتهم.

بينما تواجه الدرجات العلمية تحديات كبيرة في متابعة هذا النمو السريع، حيث يحتاج الطلاب والباحثون إلى البقاء على اطلاع دائم بأحدث التطورات والابتكارات. يعني ذلك أن البرامج الأكاديمية في مجال الذكاء الاصطناعي يتعين أن تكون مرنة وقابلة للتكيف لتلبية احتياجات السوق والصناعة.

من الجوانب الأخرى، يعزز التوجه نحو التعلم الذاتي والبحث الفعّال والتفاعل مع المجتمع العلمي من قدرة الدرجات العلمية على مواكبة التطور السريع في مجال الذكاء الاصطناعي. ويسهم تشجيع الطلاب على اكتساب مهارات الابتكار والتفكير النقدي في تعزيز قدرتهم على المساهمة في هذا المجال المتقدم والمتطور باستمرار.

وظائف الذكاء الاصطناعي

وفي هذا السياق، ذكر تقرير لشبكة CNBC أنه مع ارتفاع الطلب على وظائف الذكاء الاصطناعي، هناك قائمة متزايدة من الكليات والجامعات التي تقدم درجة “الذكاء الاصطناعي” لمدة أربع سنوات على وجه التحديد، وتتجاوز هذه البرامج أسس علوم الكمبيوتر لتتناول موضوعات مثل التعلم الآلي وخوارزميات الحوسبة وتحليلات البيانات والروبوتات المتقدمة.

  • يأتي ظهور برامج الدرجات العلمية الخاصة بالذكاء الاصطناعي في ظل نقص المواهب في هذا المجال سريع التطور.
  • وتمثل الوظائف المتعلقة بالذكاء الاصطناعي نصف الوظائف الأعلى أجراً، وفقاً لموقع التوظيف Indeed .
  • مع ذلك، هناك درجة من الشكوك حول مدى إمكانية تطبيق درجة علمية خاصة بالذكاء الاصطناعي مدتها أربع سنوات، نظرًا لمدى سرعة تغير التكنولوجيا.

ووفقًا للتقرير فإنه للتخصص في هذا المجال الحيوي لا بد من الاعتماد في الأساس على التحصيل المعرفي للعلوم والهندسة والرياضيات، حيث يؤكد كيرم كوكا، الرئيس التنفيذي لشركة BlueCloud مقدم خدمات الحوسبة السحابية، إن الطلاب الذين يرغبون في الحصول على شهادة جامعية في الذكاء الاصطناعي يجب أن يبحثوا عن برنامج يعلم المعلومات الأساسية مثل مفاهيم علوم الكمبيوتر والإحصاء والرياضيات والهندسة، والتي تضع الأساس للعمل في مجال متعلق بالذكاء الاصطناع، موضحاً أن التكنولوجيا نفسها تتغير، ولكن هذه الأسس الأساسية لا تتغير.

“من المهم ألا تركز شهادات الذكاء الاصطناعي وبرامج التدريب التعليمي الأخرى على تنمية مهارات محددة فحسب، بل أن ينصب التركيز على مساعدة الطلاب على تعلم كيفية التعلم، والذي يتضمن تطوير الفضول الفكري ومهارات مثل القيادة والتواصل والتفكير النقدي، وفق ماريا فلين، الرئيس والمدير التنفيذي لمنظمة وظائف من أجل المستقبل، وهي منظمة تركز على فرص العمال والتعليم.

ارتفاع الإقبال على الذكاء الاصطناعي منذ العام 2011

هناك عدد من البرامج المختلفة التي تركز على الذكاء الاصطناعي على مستوى البكالوريوس والدراسات العليا، وكانت هناك زيادة في الدرجات العلمية الممنوحة في هذا المجال منذ أكثر من عقد من الزمن.

  • وفقًا لمركز جامعة جورج تاون للأمن والتكنولوجيا الناشئة، تحقق الدرجات العلمية للذكاء الاصطناعي زيادة مطردة منذ عام 2011.
  • نمت الشهادات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، على وجه الخصوص، بشكل أسرع من درجات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات كفئة عامة على مستوى البكالوريوس والماجستير والدكتوراه.

أهمية التعليم في سوق التكنولوجيا سريع التغير

وفي ظل سرعة التغير في سوق مثل التكنولوجيا وتقنيات الذكاء الاصطناعي من الضروري أن يفكر الطلاب بعناية فيما يريدون. هل يبحثون عن برنامج يوفر التعرض للذكاء الاصطناعي أو التدريب على استخدام الذكاء الاصطناعي، أم يريدون برنامجًا تقنيًا يوفر محتوى أساسيًا ودورات حول تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي؟

قال ديفيد لايتون، الرئيس التنفيذي في WITI، وهي منظمة للمهنيين المهتمين بالتكنولوجيا، إن بعض أصحاب العمل قد ينظرون بشكل أكثر تفضيلاً إلى درجة علمية خاصة بالذكاء الاصطناعي مقابل درجة علوم الكمبيوتر البسيطة.

هل تبالغ الأسواق في تقييم شركات الذكاء الاصطناعي؟

من ناحيته، أشار الخبير في تكنولوجيا المعلومات ومدير تحليل البيانات في شركة Diamond Professional Consultants الدكتور أحمد الدسوقي، في تصريح خاص لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” إلى أن:

  • الاعتماد على نموذج الدراسة لمدة سنوات أربع أصبح اتجاهًا متعارفًا عليه في جميع دول العالم، بينما تتجه الكثير من الكليات لتخفيض عدد ساعات الدراسة والتوجه نحو تخصيص وقت أطول للتدريب العملي.
  • الذكاء الاصطناعي هو فرع من فروع علوم الحاسبات التقليدية وفق التعريف العلمي لتخصصات الحوسبة الرئيسية، لكن احتمالية أن يحل الـAI محل الفروع الحالية للدراسة مازالت محل جدل كبير، لاسيما مع التغير الكبير في التكنولوجيا المختلفة، والتحول في سوق العمل وفق التطور في التكنولوجيا البازغة.
  • من المتوقع أن يتم تحسين مجالات الدراسة الأكاديمية المختلفة مع هذا التطور في نوعية الدراسة وما إلى ذلك.

 كما أشار المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة iSchool لتقديم الخدمات التكنولوجية للمؤسسات التعليمية، المهندس أحمد الليثي، في تصريحات لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” على أنه من الأفضل أن يتعرف الطالب إلى  الأساسيات العامة لاستخدامات علوم الحاسب، ومن ثم يشرع في دراسة متخصصة للذكاء الاصطناعي واستخداماته وتطبيقاته المختلفة.

ويضيف: إن الذكاء الاصطناعي كعلم ومنهج دراسي أكاديمي كان يدرس في كليات الحاسبات منذ سنوات عديدة ولكن المختلف حاليا هو دراسة تطبيقات استخدام الذكاء الاصطناعي والثورة الكبيرة التي تمت في استخداماته على مستوى كافة القطاعات المهنية الأخرى.

دراسة أميركية تحذر من الآثار السلبية للذكاء الاصطناعي

تغير المناهج

والتغير في المناهج الدراسية ربما كان في الفترات السابقة أبطأ كثيرًا من التطور الصناعي والتكنولوجي لكن في ظل التطور السريع في التكنولوجيات الجديدة فإن التعلم قد أصبح مهارة مستمرة يتعين على الجميع مواكبتها، ولاختيار المسار الأكاديمي الأنسب للطالب لابد للطلاب ولذويهم دراسة الفرص المستقبلية وإمعان النظر في التوجهات المستقبلية حول مدى إمكانية استخدام تلك المعرفة الأكاديمية في سوق العمل، ومع الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي في كافة مجالات الحياة تقريبًا فإن التخصص في مثل تلك المجالات قد يمثل واحدًا فرصة واعدة للفترة الحالية على الأقل.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version