#لقاء مع خبير


غانيا عزام
اليوم

من يُلقِ نظرة على قطعة أزياء من تصميم المصممة ميثاء الأنصاري؛ يلاحظ أنها غير عبثية، بل تعبر عن فكرة معينة، وشغف استثنائي، يحرّكان مُبْتَكرَتَها. فأزياؤها تروي قصة، وتلخص حكاية تحركت في داخلها، وقد تكون وردت في أحلامها، وربما أيقظتها من سباتها «المبدع». أحبت التصميم الداخلي منذ صغرها إلى أن وجدت نفسها في الموضة؛ فدرست تصميم الأزياء، ونالت البكالوريوس، وأسست علامتها التجارية التي تحمل اسمها عام 2013، وقلبت موازين ارتداء العباية السوداء؛ لتصبح هي القطعة البيانية والعنصر الجاذب في إطلالة المرأة. أحبت الفلك؛ فصممت عبايات تحمل كلٌّ منها اسم كوكب أو مجرة، وعشقت «بورتوفينو»؛ فصممت تشكيلة تتغنى بجمالها، وجمال شجر الزيتون الإيطالي.. وهكذا. إنها مصممة موهوبة، وخبيرة عارفة، تقدم ما يرضي ذوق المرأة واحتياجاتها.. تحدثنا ميثاء القوية، التي واجهت التحديات بعزيمة وإصرار، عن سيرة نجاحها في هذا الحوار:

• أخبرينا بالمزيد.. عنك، وعن نشأتك، والعائلة، والدراسة؟
– والدي سعودي، ووالدتي إماراتية، ولدت ونشأت في إمارة رأس الخيمة، تزوجت وكنت حينها في السنة الجامعية الأولى، ورزقت بثلاث بنات. دخلت كلية الفنون الجميلة في الشارقة لدراسة التصميم الداخلي، وكان لزاماً عليَّ دراسة كل التخصصات الموجودة في الكلية، وكنت ناشطة ومبدعة في قسم الأزياء؛ فتخصصت في تصميم الأزياء والمنسوجات. كانت تجربتي الجامعية رائعة، ففي السنة الأخيرة زرنا أسبوع الموضة في لندن، حيث عرفنا كل التفاصيل، وأرسلونا أيضاً إلى «Première Vision»، الحدث الأكبر من نوعه في مجال الأقمشة والتصميم بباريس، وكانت تجربة مهمة، اطلعنا من خلالها على عالم الموضة الحقيقي. 
بداية الشغف
• حدثينا عن بداية شغفك بعالم الموضة والأزياء؟
– بدأ شغفي بالموضة والأزياء منذ الصغر، والدتي كانت أيقونة للموضة، ومضرباً للمثل؛ فمنذ صغرنا كانت تجعلنا نرتدي ملابس مواكبة للموضة. وطورت حس الموضة الذي أتمتع به منذ صغري، فكل من كانت تقصدني من قريباتي كنت أنسق لها إطلالتين أو ثلاثاً من خزانة ملابسها، وكن يتفاجأن بأن الإطلالات متوفرة لديهن، لكن لا يجدن تنسيقها، فكنت مستشارتهن في الموضة، فأنا نشأت في كنف أم خبيرة بالموضة، ما جعل الموضوع أكثر جدية في حياتي، مع أنني كنت أهوى – آنذاك – الديكور، والتصميم الداخلي، وأنوي دراسة هذا المجال. 

• متى قررت إطلاق علامة متخصصة في تصميم الأزياء؟
– في عام 2013، افتتحت مشروعي من المنزل، فأتيت بخياطين اثنين، واشتريت ماكينات الخياطة، فكنت أقص وأخيط معهما؛ لأنني تعلمت في الجامعة أن أصمم وأقص بيدي، وأطبع على الآلة والكمبيوتر. وافتتحت علامتي المتخصصة في فساتين السهرة، وصممت أيضاً فستانَيْ زفاف. بعد فترة، انطلقت في خط العبايات، الذي نجح ولاقى استحسان الجميع، لاسيما أنه ترجم فكرتي المتمثلة في ألا تُلبس العباية لتغطية الإطلالة التي تحتها، بل أن تكون هي – بحد ذاتها – اللباس الجاذب. وجعلت هذا الأمر مهمتي وهمي، فعكست المعادلة، وجعلت من الفستان والبنطلون والقميص تحت العباية سادة وبسيطة، والعباية هي قطعة الموضة البيانية البارزة. أريد أن تشعر السيدة بأن العباية مثل «الكارديغان» أو الجاكيت، ولا أريد أن تشعر بأنها ترتدي قطعة تغطيها بطريقة ما، و«كشختها» تحتها، فأردت أن تكون العباية هي «الكشخة»، والعنصر الأبرز.
• من كان ملهمك، ومصدر شغفك؟
– بصراحة شديدة، يأتي مصدر إلهامي من أحلامي، وهذا أمر مستغرب ومختلف. فأنا أحب موضة الخمسينات الكلاسيكية، ويلهمني أسلوب وجمال المرأة وأناقتها في تلك الحقبة. 

أقمشة فاخرة
• بجانب العبايات.. ما التصاميم الأخرى التي تقدمينها؟
– أصمم أزياء السهرات، وفساتين الزفاف، وملابس غير رسمية مريحة، وملابس أطفال؛ فلست متقيدة بشيء. على سبيل المثال، قدمت عرضاً لـ«طيران الاتحاد»؛ لتصميم جمبسوت «الفورمولا1». وصممت جاكيتات شتوية، وجاكيتات الفرو، وسراويل، وقمصاناً.. باختصار أنا أصمم كل ما تحتاجه المرأة.
• تستخدمين أفخر أنواع الأقمشة، وأكثرها مناسبة للطقس.. فما مصادرها؟
– تعودت أن أسافر سنوياً مع زوجي إلى كوريا واليابان والصين، حيث نقوم بشرائها وشحنها إلى الدولة. إنني انتقائية جداً في المواد التي أختارها، إذ أنتقي منها الفخم، الذي عندما يخاط ويلبس يكون شكله جميلاً. هناك أقمشة عندما تلمسينها تكون جميلة، وبعد أن تتم خياطتها تفقد جمالها، وهذه لا أستخدمها. وتعودت – قبل أن أطلق العباية أو أقوم بتصويرها – أن أصنع نموذجاً منها، أرتديه، وأغسله مرات عدة، وعندما أتأكد من خلوه من أي شائبة أقوم بعرضه. 

• صفي لنا رؤيتك الإبداعية؟
– أشعر بأن عميلاتي يلهمنني، وما يحتجن إليه يلهمني تصميمه، فقد جاءتني إحدى الزبونات مرة، قائلة: عندما أسافر؛ فإن زوجي لا يجعلني أخلع العباية؛ فصممت لها عباية مع بنطلون وقميص.. زبوناتي يلهمنني لتصميم أفكار جديدة، سرعان ما تنضم إلى مجموعاتي.
• من السيدات اللواتي يقبلن على تصاميمك؟ وهل ينحصرن في الأجيال الشابة؟
– معظمهن من النساء العاملات، اللواتي يتبوأن مناصب كبيرة، وهن بحاجة إلى أن يكنّ في اجتماعات يقدمن عروضاً فيها، أو مشرفات على حفل ما، أو سيتسلمن جائزة ما. تصاميمي ليست فقط محصورة في فئة الشابات؛ فلديَّ عميلات أعمارهن تزيد على 55 عاماً يقبلن على تصاميمي؛ لأنها تشعرهن بالفخامة والأناقة، وأقدر ذلك كثيراً.. علامتي ليست متقيدة بالسن بل بالذوق.
• عند تصميم العباية.. أين تكمن نقطة قوتك؟
– نقطة قوتي تكمن في أنني أجعل العباية اللباس الرئيسي، فلا تحتاج إلى زيادة أي شيء عليها، فإذا أردت أن ترتدي حذاء رياضياً وحقيبة «كروس»؛ فإنها تبدو عباية نهارية، وإذا عدت إلى المنزل وخلعت الحذاء الرياضي وحملت «كلتش»، وعقداً بسلسلة طويلة؛ فهي تليق بالليل. فمعظم عباياتي تصلح لإطلالة كاجوال وأخرى مسائية. هذا ما أحاول فعله، فلا أريد للسيدة التي تحصل على عبايتي أن تكون مقيدة بها، أو أن تكون فقط للمناسبات، رغم أنني أصمم عبايات للمناسبات، لكن 95% منها لكل المناسبات والأوقات. 
خطط مستقبلية
• ماذا تقولين عن أسلوب عملك؟
– أنا مجدة في عملي، وهذا أمر صعب عندما تتعدد المسؤوليات بين الأولاد والزوج والأهل، لكن النساء يلهمنني باحتياجاتهن ومشاعرهن عندما يرتدين عباياتي، ما يدفعني إلى تصميم المزيد والأفضل للتغيير والتطوير، بما يناسب الظروف المعيشية والجوية والحياتية، فأقدم لهن ما يسهل أمورهن، فأي عباية تلازمها من النهار إلى الليل؛ فعندما تنتهي من دوامها تستقل سيارتها، وتغير حذاءها، وترتدي مجوهراتها، وتتوجه إلى مناسبة للعشاء. 
• ما طبيعة تشكيلتك الأخيرة؟
– أطلقت على تشكيلة أزيائي الأخيرة اسم «Awake in a dream» (مستيقظة في المنام)، إذ إنني صممتها خلال فترة «الجائحة» فهي تعبر عنا، إذ كنا عالقين كأننا في حلم، فهي تعبر عن التغيير الذي تركته فينا «الجائحة».
• ما العلامة التي يمكن أن تختاري عبايتك الشخصية منها؟ ولماذا؟
– بصراحة براند «The Cape» في «دبي مول»، فقد شاهدت هناك عباية آسرة وجميلة جداً، رُسمت عليها مناظر طبيعية خلابة، فأنا أحب رسومات العصور القديمة، وهذه العباية تعد قطعة فنية رائعة. 
• ما خططك المستقبلية لعلامتك؟ وماذا تتوقعين لها؟
– أخطط هذه السنة لإطلاق موقعي الإلكتروني، الذي سأعرض فيه كل ما أستطيع تصميمه، من أزياء السهرات، والأطفال، والعبايات، وغيرها. وأريد إطلاق خط للبنات، أعرض فيه الملابس المنزلية المريحة، التي لاقت إقبالاً أثناء «الجائحة». وأتوقع أن تزدهر علامتي وتنمو، كما أتمنى أن يصل ما أتمتع به من حب وشغف وعمل جاد إلى الناس. 

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version