#لقاء مع خبير


غانيا عزام
اليوم

أسست  رائدة الأعمال السعودية ريم الكنهل علامتها «RK Designs» منذ عام 2009 في المملكة العربية السعودية، وتقدمت بخطوات ثابتة وجريئة من خلال تصميمات غير عادية أذهلت العالم العربي والغربي، إلى أن كُرمت عن فئة تصميم الأزياء في «جوائز المرأة العربية» في المملكة العربية السعودية عام 2015. ترى الكنهل أن التصميم هو البساطة والراحة والمزج والتنسيق، وفلسفتها تقوم على تقديم قطع أزياء أصلية ومناسبة لجميع الأحجام والأعمار والأنماط، يمكن ارتداؤها في عدد لا يحصى من الطرق، وتوريثها أيضاً. في حوارها مع «زهرة الخليج» تروي المبدعة والمتمكنة ريم الكنهل المزيد عن شغفها وبداياتها ومسيرتها وطموحاتها.

 
• كيف بدأ شغفك بعالم الموضة؟
– بدأ شغفي بالموضة في سن مبكرة. لطالما أحببت المزج والتوفيق بين الأشياء بطريقة غير عادية. لم أكن أقبل الإطلالات كما يتم تقديمها، كنت دائماً أحمل أفكاري الخاصة. وارتداء الملابس والاستكشاف كانا كل شيء بالنسبة لي عندما كنت طفلة. حتى أنني تعلمت صناعة الملابس من أكياس البقالة عندما كنت صغيرة جداً.
• ما هي أقدم ذكرياتك عن تصميم الأزياء؟
– في ذكرياتي الأولى أتذكر ملابس الدمى، وبعد ذلك عندما كبرت أردت أن أصبح مصممة، لكن في الواقع لم تكن هناك مدارس أزياء في السعودية، ولم أستطع السفر إلى الخارج. لذلك بدأت في صنع القطع الخاصة بي ثم أدركت أن الجميع يسألون ويريدون ما كنت أرتديه. كأم شابة، بدأت في استكشاف الفصول الدراسية عبر الإنترنت، ثم اكتشفت أول مدرسة أزياء في السعودية والتحقت بها. أقلعت بأحلامي ورحلتي من هناك. المجموعات الأولى، وفهم العناصر التقنية للملابس وابتكار مجموعات وقطع لم يكن سهلاً في ذلك الوقت. ومع ذلك، كنت أؤمن برؤيتي الدولية، لم تكن العملية سهلة أبداً، فقد استغرقت وقتاً طويلاً عندما بدأت. لكنني فخورة جداً أنه بعد مرور عشر سنوات، ازدهر مشهد الموضة أخيراً، وهو يتطور في السعودية لصالح المواهب الشابة.
 

 
أفكار قوية ومبتكرة
• من هن النساء اللواتي ألهمنك عندما كنت صغيرة ؟
– ألهمتني والدتي وصديقتها الأنيقة بشكل لا يصدق. أتذكرها جيداً، كانت أواخر الثمانينيات والتسعينيات.. حقبة من الأكتاف المبطنة بإسفنجة والسترات الرائعة. أتذكر بوضوح سترة بليزر من «Yves Saint Laurent» ذات تصميم مذهل. لقد وقعت في حب الطريقة التي صنعت بها، وكيف أنها جعلت المرأة تشعر وتبدو أنيقة. كنت أيضاً مغرمة جداً بالموضة التي رأيتها في المجلات.
• متى قررت إطلاق علامتك التجارية الخاصة؟ ولماذا؟
– قررت إطلاق علامتي التجارية بعد أن أخبرني أصدقائي والمدرسون أن أفكاري كانت قوية ومبتكرة، وقادني تشجيعهم إلى فهم الإمكانات الكبيرة لموهبتي: من الفساتين والرسوم والنقوش، استوحيت الطبعة الأولى من العملات المعدنية السعودية، وتم بيعها على الفور، مما أعطاني أملاً كبيراً.
• ما الذي يلهمك ويحفزك على الإبداع؟
– الإبداع في حد ذاته هو وقودي، إن ابتكار القطع وامتلاك فلسفتي الخاصة في التصميم الفريد من الأمور المهمة جداً بالنسبة لي. إن التحدث إلى أيقونة مثل فريدة خلفة، والتفكير في مصمم عربي لامع مثل عز الدين علية، يعطيني إحساساً عميقاً بالإلهام والالتزام بتصميم شيء يدوم إلى ما بعد الاتجاهات والأعمار، وهو أمر يرتبط بالنساء الملهمات، ولا يرضخ لاتجاهات الموضة بل للوقت نفسه.
• ما اللحظات التي شعرت بالفخر فيها على الصعيدين المهني والشخصي؟
– عندما تم تكريمي كمصممة سعودية مع ثمانية مصممين عالميين كجزء من مواهب «فوغ إيطاليا». تصدرتُ العناوين في الصحافة الدولية صباح اليوم التالي على صعيد الموضة: مصممة سعودية ناشئة تذهل دبي بتنوع أنيق كعنوان رئيسي في «يورو نيوز»، كانت هذه لحظة مهمة. اكتسبت اعترافاً دولياً وسرعان ما رأيت النساء في جميع أنحاء العالم يرتدين تصاميمي بطريقتهن الفريدة، كانت هذه لحظة مؤثرة للغاية بالنسبة لي.
• من هي رمز الموضة في كل العصور؟
– لطالما امتلكت الأميرة دينا عبدالعزيز الأسلوب الأكثر روعة.
• بعد حوالي 3 سنوات من المعاناة من «كورونا»، ما الذي تغير بداخلك؟ ما هي الأفكار الجديدة؟
– خلال  أزمة «كورونا» تعلمت أن أكون أكثر تركيزاً وهدوءاً، وأن أفكر بشكل أكثر إيجابية وحول ما يهم حقاً. بدأت في إعادة التفكير في الموضة وتأثيرها الهائل على المرأة والبيئة، وكيف يتغير شيء ما في أي لحظة. لطالما فكرت في الاستدامة، حتى لو عرضت موسماً واحداً، كنت أرغب دائماً في تصميم إطلالات يرتديها عملائي مراراً وتكراراً في المواسم المستقبلية.

 
مشغل خاص
• ماذا عن مجموعتك الجديدة ومصدر الإلهام والأقمشة والألوان؟
– لقد أحييت أرشيفي في سلسلة مما أسميه قطع «الجوهر» . بلدي الحبيب السعودية، يشرفني أن أكرمه بطرق مختلفة، بكل بساطة وحداثة. لقد مررت بالكثير منذ عام 2016 – شخصياً – شعرت أنني بحاجة إلى تبسيط كل شيء حقاً والجلوس قبل المضي قدماً بشيء ذي معنى لأقوله، في عالم مليء غالباً بالضوضاء، يبحث الناس عن السكون والهدوء والبساطة.
• شاركت في معرض الأزياء السعودي في «إكسبو 2020 دبي»، ما التصاميم التي عرضتها هناك؟
– لقد أحييت قطعاً أحبها الجميع من أرشيفي، على سبيل المثال قطعة فروة التي قدمتها على طريقتي لأول مرة في عام 2009. أعدت هذه القطع بطريقة خفيفة جديدة ومعبرة للجنسين. الفروة هي قطعة مشهورة للرجال في الشتاء، وقمت بإحيائها كقطعة صيفية أو قطعة طقس دافئ للنساء. إنها أنيقة وتراثية وحديثة في الوقت نفسه. تتميز بأناقة هادئة باللون البيج ومبهجة باللون الوردي. لقد صنعتها من القطن وبأطوال مختلفة. كما قمت بإعادة صياغة فستان ثوب النشل التقليدي إلى فستان قميص بسيط بأزرار يمكن ارتداؤه على شكل «كيب» وبطرق عديدة. واحدة من القطع المفضلة الأخرى لدي مستوحاة من الثوب، أخذت الخطوط البسيطة منه وفتحته، ولكن يمكنك أيضاً ارتداؤه كجاكيت مفتوح أو مغلق أو بنطلون تحته. إنها بسيطة بشكل مخادع ولكنها مفتوحة على كافة الاحتمالات.
• هل لديك حلم لم ير النور بعد؟
– علامتي التجارية موجودة ليس فقط لتمثيل نفسي وأفكاري، بل لمساعدة أكبر عدد ممكن من النساء. لقد كانت نتاجاً للإمكانات الهائلة التي تتمتع بها المملكة العربية السعودية ثقافياً وإبداعياً في الموضة. أرغب في إنشاء مشغل خاص بي متعدد الأوجه في السعودية تديره نساء وكذلك حضانة للأمهات. لقد صنعت في السعودية من قبل وأعمل على تطوير المزيد هنا، على الرغم من أن الأمر كان يمثل تحدياً في الماضي. نحن نعمل على طريقة للجمع بين أفضل ما في الشرق والغرب، وما يجمع بين التقاليد والحداثة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version