تتنامى آمال فيتنام في أن يجذب الجيل زد المستثمرين الأجانب الذين يتوقون إلى تنويع إنتاج أشباه الموصلات بعيداً عن الصين وتايوان.

لطالما يُعتقد بأن فيتنام مقتصرة على كونها وجهة منخفضة التكلفة لصنع الملابس والأحذية والأثاث، لكنها الآن تتطلع إلى تسلق سلسلة التوريد العالمية، إذ وضعت صناعة الرقائق الإلكترونية في قلب خططها التنموية.

وعلى الرغم من كونه هدفاً مناسباً لدول مثل الولايات المتحدة، خاصة مع تزايد التوترات الاقتصادية مع بكين، فإن الأمر بالنسبة لفيتنام مليء بالعقبات الكبيرة التي يجب التغلب عليها، وعلى رأسها نقص المهندسين ذوي المهارات العالية.

سوق الرقائق الإلكترونية وأشباه الموصلات في فيتنام

من المتوقع أن تنمو سوق أشباه الموصلات في فيتنام، والتي تستخدم في تصنيع كل شيء، بدءاً من الهواتف الذكية حتى الأقمار الاصطناعية وتشغيل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، بنسبة 6.5 في المئة سنوياً، لتصل إلى 7 مليار دولار بحلول عام 2028، وفقاً لشركة «تكنافيو» لأبحاث السوق.

وخلال زيارته للعاصمة هانوي العام الماضي، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن عن صفقات لدعم صناعة الرقائق في فيتنام، وبعد فترة وجيزة، قالت شركة «نفيديا»، وهي شركة أميركية رائدة في هذا القطاع، أنها تريد إنشاء قاعدة لها في فيتنام.

وافتتحت كل من شركتي «أمكور» و«هانا ميكرون» الكوريتين الجنوبيتين مصانع تعبئة في العام الماضي في فيتنام، والتي تعد بالفعل موطناً لأكبر مصنع لشركة «إنتل» الأميركية لتجميع وتعبئة واختبار الرقائق.

ومع تزايد الضجيج حول صناعة الرقائق الناشئة في فيتنام، قالت حكومتها إن البلاد تضم نحو 5 آلاف مهندس لأشباه الموصلات، وتسعى أن تصل إلى 20 ألف مهندس في السنوات الخمس المقبلة، وإلى 50 ألفاً على مدى العقد المقبل.

تؤهل فيتنام حالياً 500 مهندس فقط سنوياً، وفقاً لأستاذ تصميم الدوائر المتكاملة نغوين دوك مينه، في حديثه لوكالة الأنباء الفرنسية.

خطر هجرة دارسي وخريجي الإلكترونيات

يعرف العديد من طلاب الإلكترونيات بالفعل الدور الذي يريدون لعبه في مجال أشباه الموصلات، إذ يتطلع الطلبة للحصول على وظائف في شركات عالمية، مثل شركة «إنتل».

لكن المسار الذي يريد اتباعه قادة فيتنام، قد لا يلقى اقبالاً من الجيل الجديد، فما بين إنشاء شركة فيتنامية وطنية شبيهة بشركة سامسونغ في مجال أشباه الموصلات، وبين الرغبة في جذب المزيد من الاستثمار في تجارة أشباه الموصلات داخل البلاد، لا تبدو الخطة واضحة تماماً للجيل الأصغر.

وأطلقت العديد من الجامعات برامج إضافية هذا العام الدراسي تركز على تصميم أشباه الموصلات والرقائق.

ولكن الأهم من ذلك، كما يقول أساتذة، أن فيتنام بحاجة إلى الاستثمار في التدريب الجيد الذي يسمح للطلاب باكتساب المهارات العملية التي تطلبها أفضل الشركات في العالم.

وبحسب محللون، هناك «خطر حقيقي» يتمثل في هجرة الأدمغة إلى أكبر الدول المصنعة للرقائق في العالم، لا سيما أن الرواتب في فيتنام منخفضة للغاية.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version