واصلت الطائرات الإسرائيلية، أمس السبت، قصفها لمختلف مناطق قطاع غزة في اليوم 169 من الحرب، مخلفة العشرات من القتلى ومئات الجرحى، في وقت واصلت القوات الإسرائيلية اقتحامها لمجمع الشفاء الطبي، لليوم السادس على التوالي، وقامت بعمليات تنكيل وحشية وإعدامات ميدانية للنازحين والمرضى، وهددت بهدم المجمع على رؤوس من فيه، كما قامت بإحراق منازل في محيط المستشفى، وسط مناشدات الأهالي، بينما سقط عشرات القتلى والجرحى بنيران إسرائيلية خلال انتظار مساعدات عند دوار الكويت بمدينة غزة، في حين وصفت «اليونيسيف» ما يحدث بغزّة بأنه «حرب على الأطفال أنفسهم».

وارتكب الاحتلال الإسرائيلي تسعة مجازر ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 82 قتيلاً و110 مصابين خلال الساعات الماضية لترتفع حصيلة الضحايا إلى 32142 قتيلاً و74412 جريحاً، منذ السابع من أكتوبر الماضي. ولليوم السادس تواصل القوات الإسرائيلية اقتحام مستشفى الشفاء غرب مدينة غزة، وتجري عمليات اعتقال بحق النازحين والكوادر الطبية. وقالت وزارة الصحة في غزة إن الجيش الإسرائيلي قصف عدة مبان وحرق قسم الشرايين بمجمع الشفاء الطبي، وأنه يحتجز نحو 240 من المرضى ومرافقيهم و10 من الكوادر الصحية في مركز الأمير نايف بالمجمع. وقالتال وزارة إن خمسة من المصابين الفلسطينيين توفوا في مستشفى الشفاء الذي تحاصره القوات الإسرائيلية لليوم السادس على التوالي بدون مياه أو غذاء أو خدمات صحية. وذكر مصدر إعلامي أن «الجيش أحرق جميع طوابق مبنى الجراحات التخصصية، كما قام بتفجير البوابة الرئيسية لمبنى الطوارئ الرئيسي بمستشفى الشفاء». وكشف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بأن إفادات وصلته من داخل المجمع تشير إلى تهديد الجيش الإسرائيلي للطواقم الطبية داخل مباني المستشفى والنازحين بهدم مباني المجمع فوق رؤوسهم. وأضاف: «نحمل الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي المسؤولية الكاملة عن الجريمة المنظمة ضد مجمع الشفاء الطبي التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي بوحشية». وزعم الجيش الإسرائيلي في بيان بأن العملية الجارية في مجمع الشفاء الطبي منذ فجر الاثنين، مستمرة حتى القبض على آخر المسلحين الذين ادعى أنه يقاتلهم في المجمع. وأقر الجيش الإسرائيلي بقتل أكثر من 170 مسلحاً خلال اقتحامه المجمع واعتقل أكثر من 800 مدني يجري إخضاعهم للتحقيق. وبحسب وسائل إعلام فلسطينية، فإن القوات الإسرائيلية اعتقلت في المجمع مسنة فلسطينية تبلغ من العمر 94 عاماً، هي نايفة رزق النواتي (السودة) ولا يزال مصيرها مجهولاً.

من جهة أخرى، اتهم المكتب الإعلامي في غزة الجيش الإسرائيلي بارتكاب «مجزرة عصر أمس السبت قتل خلالها 19 فلسطينياً وأصاب 23 آخرين خلال انتظار آلاف المواطنين» مساعدات عند دوار الكويت جنوب شرق غزة. وفي شمال القطاع شنت طائرات إسرائيلية غارة على بيت لاهيا شمالي قطاع غزة. وقصفت المدفعية الإسرائيلية محيط مخيم جباليا ومناطق متفرقة شمال قطاع غزة. كما استهدف قصف مدفعي عنيف ومتواصل، منطقة مواصي القرارة شمالي غرب خان يونس. كما شنت طائرات إسرائيلية غارات على رفح أوقعت عدداً من القتلى والجرحى.

في غضون ذلك، أعلن مدير وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، فيليب لازاريني، أن «إسرائيل منعت وصول قافلة مساعدات غذائية إلى شمال قطاع غزة، للمرة الثانية خلال أسبوع». وحذر لازاريني في منشور على حسابه عبر منصة «إكس»، أن سكان شمال غزة يعيشون على «حافة مجاعة من صنع الإنسان»، ويمكن تجنبها.

إلى ذلك، قال متحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف»، جيمس إلدر، إن «الأطفال هم أكثر المتضررين (في غزة)، واليونيسيف تصف ما يحدث هناك بأنه حرب على الأطفال أنفسهم». وأضاف: «عادة في جميع الأزمات تؤذي الحروب الفئات الأكثر ضعفاً وهم الأطفال، ويشكل الأطفال نحو 20% من أعداد القتلى غالباً، لكن هذا الرقم يقترب في غزة من 40%، إذ تم قتل أكثر من 10 آلاف طفل (منذ بداية الحرب) والرقم في ازدياد». واعتبر أن الأطفال في غزة «يتعرضون للكثير من الضغوط النفسية»، مؤكداً أن السبيل الوحيد لعلاجهم هو «تحقيق وقف إطلاق النار».(وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version