«الخليج» – وكالات
أكد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف، أن جميع مرتكبي ومدبري الهجوم الإرهابي في مركز كروكوس بالقرب من موسكو يستحقون الموت.
وقال مدفيديف عبر قناته في «تليغرام»: «يسألني الجميع ما الذي يجب القيام به؟ لقد تم القبض على الجناة. مرحى لكل من شارك في القبض عليهم».
وأوضح مدفيديف: «هل ينبغي أن يتم قتل المجرمين؟ طبعاً يجب أن يقتلوا. وحتماً سيتم ذلك. لكن الأهم بكثير هو قتل جميع المتورطين والضالعين في الجريمة. يجب قتل الجميع. بمن في ذلك من قام بالتمويل ودفع المال، وكل من تعاطف وكل من ساعد. يجب قتلهم جميعاً»، وفق «روسيا اليوم».
وقالت محكمة باسماني في موسكو في بيان إن الرجال الأربعة متهمون بـ«الإرهاب» ويواجهون عقوبة السجن مدى الحياة، وقد تُمدّد فترة حبسهم الاحتياطي، المقررة حتى 22 أيار/مايو، في انتظار محاكمتهم التي لم يُحدّد موعدها بعد.
في المجمل، أفادت السلطات الروسية باعتقال 11 شخصاً، بينهم أربعة تشتبه في أنهم نفذوا الهجوم.
وعرضت المحكمة لقطات تظهر ثلاثة مشتبه فيهم يتم إحضارهم إلى قاعة المحكمة مكبلي الأيدي ومقيدين، ثم يجلسون في القفص الزجاجي المخصص للمتهمين، أما الرابع فقد وصل على كرسي متحرك.
وبحسب المحكمة فإن اثنين من المتهمين أقرّا بذنبهما، واعترف أحدهما، وهو من طاجيكستان، «بذنبه بالكامل» وطاجيكستان جمهورية سوفييتية سابقة ذات غالبية مسلمة تقع في آسيا الوسطى..
وكانت السلطات قالت في وقت سابق إن المشتبه فيهم «مواطنون أجانب»، دون أن تذكر جنسياتهم.
وذكرت وكالة الأنباء الروسية ريا نوفوستي أن أحد المشتبه فيهم كان موظفاً سابقاً لدى مصفف شعر في مدينة إيفانوفو الواقعة في شمال شرقي العاصمة. والآخر لديه طفل عمره ثمانية أشهر وكان يعمل في مصنع للأرضيات الخشبية في بودولسك بمنطقة موسكو.
وشهدت روسيا الأحد يوم حداد وطني بعد المجزرة التي أوقعت 137 قتيلاً، في هجوم هو الأكثر دموية في البلاد منذ نحو عقدين وأكثر هجمات تنظيم داعش الإرهابي فتكاً في أوروبا.
لكن السلطات لم تشر إلى مسؤولية هذا التنظيم، متحدثة في المقابل عن تورط أوكراني.
وأعلنت الأجهزة الصحية الأحد، حصيلة جديدة للمصابين بلغت 182 جريحاً ما زال 101 منهم في المستشفيات.
وفي حين أعلن المحقّقون ارتفاع حصيلة القتلى إلى 137 شخصاً، بينهم ثلاثة أطفال، بعدما كانت الحصيلة السبت 133 قتيلاً، يتواصل البحث عن ضحايا بين أنقاض المبنى الذي يضمّ صالة للحفلات الموسيقية.
ولم يدلِ الرئيس فلاديمير بوتين بأي تصريح جديد الأحد، بعدما كان قد تحدّث السبت، إلّا أنّه أضاء شمعة في كنيسة صغيرة في مقرّ إقامته قرب موسكو، حسبما نقلت وكالات أنباء روسية عن المتحدث باسمه.
في هذه الأثناء، عثر المحقّقون على حوالى 500 رصاصة وبندقيّتين من طراز كلاشنيكوف، قالوا إنّها تعود إلى المهاجمين.
كذلك، نشرت لجنة التحقيق مقطع فيديو يظهر عناصر ملثمين يرتدون زياً عسكرياً وهم ينقلون المشتبه فيهم الأربعة إلى مقرّ اللجنة، بعدما قبض عليهم في اليوم السابق. وتمّ عصب عيونهم وإجبارهم على المشي وهم منحنون وأيديهم مقيّدة خلف ظهورهم.
وبثت محكمة باسماني في موسكو مقطعاً مصوراً يظهر عناصر من الشرطة يقتادون مشتبهاً فيه مقيداً إلى قاعة المحكمة، إضافة إلى صور للرجل نفسه يجلس في قفص زجاجي مخصص للمتهمين.
ووضع أحد المشتبه فيهم ضمادة على أذنه، الأمر الذي سبق أن ظهر في مقاطع مصورة عرضها المحققون عن اعتقال المشتبه فيهم، وحيث بدا ثلاثة منهم مع آثار دماء على وجوههم.
ولم يُكشف مصير السبعة الآخرين الذين أُعلن القبض عليهم السبت، كما لم يُحدَّد دورهم المحتمل في الهجوم، ولم تشر لجنة التحقيق إلى التبني الذي أصدره تنظيم داعش في اليوم السابق.
كما أنّها لم تذكر أوكرانيا الأحد، بعدما أشار بوتين والاستخبارات إلى صلة لها بالهجوم.
الهجوم الأكثر فتكاً
ونفّذ داعش الإرهابي الذي تحاربه روسيا في سوريا والذي ينشط أيضا في القوقاز، هجمات على الأراضي الروسية منذ نهاية عام 2010، لكنه لم يتبنّ أي هجوم بهذا الحجم في البلاد.
وقالت أدريان واتسون المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي الأحد، إنّ داعش الإرهابي «هو المسؤول الوحيد عن هذا الهجوم، أوكرانيا غير ضالعة إطلاقا».
كذلك، شكك وزير المال البريطاني جيريمي هانت في رواية بوتين، قائلاً إنه «ليست لديه ثقة كبيرة» بما قالته الحكومة الروسية.
والأحد شدّد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا على أن الرئيس الروسي يعاني «الكذب المرضي».
وقال إن بوتين «يحاول حالياً ربط أوكرانيا أو بلدان غربية بالمجزرة التي وقعت في موسكو، من دون أي دليل، هدفه تحفيز الروس على الموت في حربهم الإجرامية والعبثية ضد أوكرانيا».
وقبل أيام من الهجوم، وصف الرئيس الروسي التحذيرات الأمريكية بشأن هجوم يجري الإعداد له في روسيا بأنها «استفزازية».
نشرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي عادة ما يستخدمها داعش الإرهابي ، مقطع فيديو صوّره على ما يبدو مُنفّذو الهجوم، وفق ما أفاد موقع «سايت» المتخصّص في رصد المواقع المتطرفة .
ويُظهر الفيديو البالغة مدّته دقيقة و31 ثانية عدداً من الأفراد الذين بدت وجوههم غير واضحة وأصواتهم مُشوّشة، وهم يحملون بنادق هجوميّة وسكاكين، داخل ما بدا أنه بهو قاعة الحفلات الموسيقية «كروكوس سيتي هول» في كراسنوغورسك في شمال غربي العاصمة الروسية.
وبينما كان المهاجمون يُطلقون رشقات ناريّة عدة، شوهِد عدد من الجثث أرضا، وأمكن رؤية حريق يندلع في الخلفية، وظهر الفيديو على حساب في تليغرام قال موقع «سايت» إنه يعود إلى وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم الإرهابي.
«غابت البهجة»
في شوارع موسكو، لا يعتقد البعض في تورط أوكرانيا التي هاجمها الجيش الروسي في شباط/فبراير 2022.
قال فوميك علييف، وهو طالب في كلية الطب يبلغ 22 عاماً «أعتقد أن متطرفين من داعش يقفون وراء هذا العمل الإرهابي، أوكرانيا ترتكب أيضا أعمالاً إرهابية ولكن هذا يماثل أكثر ما يفعله داعش، لا أصدق رواية تورط أوكرانيا».
من جهته، رأى فاليري تشيرنوف (52 عاماً) أن مشاركة أوكرانيا والغرب في الهجوم أمر له مصداقية.
وتساءل «من يقف وراء (المهاجمين)؟ أعداء روسيا وبوتين لزعزعة استقرار السلطة، إنه أمر ممكن عملياً، أن تكون أوكرانيا والغرب قد استخدما داعش الإرهابي».
وذكرت وسائل إعلام روسية والنائب ألكسندر خينستين أن بعض المشتبه فيهم من طاجيكستان.
وقال رئيس طاجيكستان إمام علي رحمون لبوتين الأحد، إن «الإرهابيين ليست لديهم جنسية»، وأعلن الكرملين أن التعاون في مجال مكافحة الإرهاب بين البلدين «سيتعزز».