أطلق استخدام روسيا لأسلحة فرط صوتية في معارك أوكرانيا وتأكد استحالة اعتراضها العنان للقوى الغربية للتفكير بجدية في امتلاك هذه الأنواع من الأسلحة لمواجهة حروب المستقبل التي يتوقف فيها البقاء على امتلاك هذه الأسلحة المتطورة جداً، فيما تشير البيانات العسكرية إلى أن روسيا والصين قد قطعتا شوطاً كبيراً في هذا المجال.

وذكرت تقارير إخبارية أمس الثلاثاء، أن الولايات المتحدة اختبرت بنجاح صاروخاً تفوق سرعته سرعة الصوت (فرط صوتي أو هايبر سونيك) في منتصف مارس، لكنها لم تعلن عنه لمدة أسبوعين لتجنب تصعيد التوترات مع روسيا حيث كان الرئيس جو بايدن على وشك السفر إلى أوروبا، وفقاً لمسؤول دفاعي مطلع على الأمر.

وقال مسؤول إنه تم إطلاق سلاح فرط صوتي مزود بمدخل الهواء من قاذفة «بي -52» قبالة الساحل الغربي، في أول اختبار ناجح لنسخة لوكهيد مارتن من هذا النظام. وقام محرك معزز بتسريع الصاروخ إلى سرعة عالية، تم اشتعل محرك «سكارجمات» الذي يتنفس الهواء ودفع الصاروخ بسرعات فرط صوتية تبلغ 5 ماخ وما فوق.

وقدم المسؤول تفاصيل ضئيلة عن تجربة الصاروخ، مشيرًا فقط إلى أن الصاروخ طار فوق 65 ألف قدم ولأكثر من 300 ميل.

وجاء الاختبار بعد أيام من إعلان روسيا أنها استخدمت صاروخها الفرط صوتي أثناء ضربها مستودع ذخيرة في غرب أوكرانيا.

وفي ذات السياق، أفادت صحيفة «فاينانشيال تايمز» بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيعلن قريبا عن خطط بلاده لتطوير أسلحة فرط صوتية بالشراكة مع بريطانيا وأستراليا.

ونقلت الصحيفة عن ثلاثة مصادر مطلعة أن إعلاناً بهذا الشأن متوقع خلال ساعات. وأشارت الصحيفة إلى أن برنامج تطوير الأسلحة الجديد قد يكون موجهاً ضد الصين، التي، وفقاً للبنتاجون، تتقدم بشكل كبير على الغرب في تطوير أنظمة أسلحة فرط صوتية.

وفي الأثناء،أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أمس أن الصين تطور قواتها النووية وأسلحتها فرط الصوتية «بوتيرة مذهلة»، الأمر الذي يهدد أمن الولايات المتحدة. وأشار الأميرال تشارلز ريتشارد، رئيس القيادة الاستراتيجية الأمريكية، إلى أن أول اختبار أجرته الصين لصاروخ باليستي عابر للقارات مزود بجهاز فرط صوتي في يوليو الماضي هو «إنجاز تقني له تداعيات خطيرة على الاستقرار الاستراتيجي».

وكتب ريتشارد في تقرير إلى الكونغرس أن الجهاز المذكور طار مسافة 40 ألف كيلومتر خلال أكثر من 100 دقيقة مشيرا إلى أن الحديث يدور عن «أكبر مسافة وأطول زمن طيران لأي سلاح هجومي اختبرته أي دولة حتى الآن».

واعتبر ريتشارد أن لدى كل من الصين وروسيا القدرة على «تصعيد الصراع من جانب واحد إلى أي مستوى من العنف، في أي مجال، في جميع أنحاء العالم، بأي وسيلة من وسائل قواتهما الوطنية، وفي أي وقت». وأضاف أن القوات المسلحة الأمريكية لم يعد ممكنا لها أن تدعي أن «الخطر ما زال منخفضا، خاصة في وقت أزمة». (وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version