أكدت مصادر متطابقة أن أطراف المفاوضات بشأن الهدنة في غزة ستعود مساء اليوم الثلاثاء إلى القاهرة، رغم وجود تباين في المواقف حول نتائج الجولة الأخيرة، بينما يعقد مجلس الحرب الإسرائيلي اجتماعاً مهماً مساء، وقال الإعلام الإسرائيلي إن تل أبيب مضطرة إلى إبداء مرونة كبيرة خلال المفاوضات بشأن عودة النازحين الفلسطينيين من الجنوب إلى شمال غزة، ونفت حركة «حماس» وجود تقدم، وقالت واشنطن إن قرار وقف إطلاق النار بيد الحركة الفلسطينية حالياً، في وقت أحال فيه مجلس الأمن طلب فلسطين لتصبح عضواً كاملاً بالأمم المتحدة إلى لجنة العضوية.

وقالت مصادر في القاهرة، أمس الاثنين، إن الولايات المتحدة تسعى لإلزام إسرائيل وحركة «حماس» بالتوصل إلى هدنة خلال بضعة أيام. وأكدت المصادر ذاتها أن واشنطن طلبت من القاهرة والدوحة الضغط على «حماس»، بينما تضغط واشنطن على تل أبيب للتوصل لاتفاق لتبادل المحتجزين وهدنة مدتها ستة أسابيع.

وأفادت قناة «القاهرة الإخبارية»، في ساعة مبكرة من صباح أمس الاثنين، نقلاً عن مصدر رفيع المستوى بأن تقدماً كبيراً تحقق في مباحثات تبادل المحتجزين ووقف إطلاق النار في قطاع غزة وأنه جرى التوافق على المحاور الأساسية بين جميع الأطراف.

وقال المصدر «جولة المفاوضات بالقاهرة تشهد تقدماً كبيراً في تقريب وجهات النظر». وأضاف «مصر تؤكد استمرار جهود التوصل لاتفاق هدنة في قطاع غزة، مع تقدم ملحوظ في التوافق حول العديد من النقاط الخلافية».

وخلال جولة المفاوضات، عرض الوسطاء مقترحاً جديداً لوقف إطلاق النار على 3 مراحل، يتضمن عودة النازحين المدنيين غير المسلحين إلى شمال القطاع من دون تحديد أعدادهم. وكذلك قبول إسرائيل فتح شارعي الرشيد وصلاح الدين وتمركز قواتها على بعد 500 متر منهما، إضافة إلى إدخال 500 شاحنة مساعدات يومياً إلى قطاع غزة بما في ذلك الشمال، بينما تفرج إسرائيل عن 900 أسير فلسطيني بينهم 100 من ذوي أحكام المؤبد في المرحلة الأولى، لكن المقترح لم يتضمن عدد الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم بالمرحلة الثانية أو انسحاب إسرائيل. ولم تقدم المصادر تفاصيل عن المرحلة الثالثة.

وقرر مجلس الحرب الإسرائيلي عقد اجتماع طارئ اليوم الثلاثاء، لبحث مصير مفاوضات الهدنة، وأقر مسؤولون إسرائيليون بإحراز تقدم في المفاوضات للتوصل إلى صفقة التبادل، وأشاروا إلى أنه سيتضح حتى مساء اليوم ما إذا كان إبرام صفقة أمراً مستطاعاً من عدمه.

وأعلن البيت الأبيض، أمس الاثنين، أن حركة «حماس» تتحمل راهناً مسؤولية اتخاذ قرار حول وقف إطلاق النار في غزة، بعدما قدم المفاوضون عرضاً بشأن ذلك.

وقال منسق الاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض، جون كيربي: «مع نهاية عطلة الأسبوع، تم تقديم عرض إلى حماس، والآن يعود اتخاذ القرار إلى حماس».

ونفى مسؤول في حركة حماس إحراز أي تقدم في المفاوضات الجارية في مصر بشأن التهدئة في قطاع غزة، مؤكداً أنه «لا يوجد أي تغيير في موقف الاحتلال وبالتالي لا جديد في محادثات القاهرة».

من جهة أخرى، أحال مجلس الأمن الدولي، أمس، طلب دولة فلسطين الحصول على العضوية الكاملة في المنظمة الدولية إلى اللجنة المعنية بقبول الأعضاء الجدد.

واقترحت سفيرة مالطا في الأمم المتحدة فانيسا فرايزر اجتماع اللجنة للنظر في طلب فلسطين التي تتمتع بوضع مراقب دائم في الأمم المتحدة.

وبالمقابل، عارض مندوب إسرائيل الدائم لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان، قبول فلسطين في الأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية في المنظمة.

وقال روبرت وود، نائب المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة إن العضوية الكاملة لفلسطين في المنظمة الدولية «قضية ينبغي التفاوض بشأنها بين إسرائيل والفلسطينيين»، وأكد أن موقف بلاده بخصوص هذه المسألة لم يتغير.

وقال وود، في تصريحات صحفية قبل جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي، إن موقف الولايات المتحدة بشأن هذه القضية لم يتغير، وأضاف: «نعتقد أن العضوية الكاملة لفلسطين هي قضية ينبغي التفاوض بشأنها بين إسرائيل والفلسطينيين».

وذكر وود أن هذه القضية مدرجة أيضاً في اتفاق أوسلو، وقال: «يتعين على الأطراف أن تتوصل إلى اتفاق، وبنتيجة ذلك يجب تحقيق العضوية الكاملة». (وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version