«الخليج» – وكالات
يسخّر دونالد ترامب مشاكله القضائية في خدمة حملته الانتخابية، متّهماً الرئيس بايدن وفريقه بتدبير هذه الملاحقات ضدّه للقضاء على فرصه في الفوز، في سياق استراتيجية ستمتحن بالفعل خلال أول محاكمة جنائية له تنطلق الاثنين في نيويورك.
ومنذ أشهر، يتلقّى أنصار الرئيس السابق يومياً عشرات الرسائل عبر البريد الإلكتروني والهاتف موقّعة من الملياردير الجمهوري.
وتركّز هذه الرسائل في أغلب الأحيان على الملاحقات القضائية ضدّه، من دون التطرّق إلى برنامجه الانتخابي بشأن الهجرة مثلاً أو الإجهاض أو السياسة الخارجية.
ويتذرّع الملياردير السبعيني بحجّة بسيطة مفادها أن الرئيس جو بايدن يسعى إلى «القضاء على أكبر خصم سياسي له»، حتّى لو لم يثبت يوماً أن الرئيس الديمقراطي هو وراء الملاحقات القضائية لغريمه الجمهوري.
ولا يتردد على المرشّح الجمهوري للانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في تشرين الثاني/نوفمبر في أن يدعو أنصاره في رسائله إلى التبرّع لحملته بمبلغ قدره 24 أو 47 أو 500 أو ألف دولار.
ويُتّهم دونالد ترامب بالسعي إلى قلب نتائج الانتخابات في 2020، فضلاً عن إهمال في صون أسرار الدولة وقت مغادرته البيت الأبيض.
أتعاب المحامين
ولطالما أتت استراتيجيته الجريئة القائمة على المجاهرة بمشاكله القضائية بثمارها.
وخلال أشهر، جمع السبعيني ملايين الدولارات بفضل ناخبين مقتنعين بأن مرشّحهم ضحية «حملة شعواء».
وبيعت ملايين النسخ من القمصان والأكواب واللافتات التي تحمل صورته الملتقطة من الأجهزة القضائية بعد توقيفه.
غير أن هذه الموارد المالية الأساسية في بلد تنفق فيه مليارات الدولارات على الحملات الانتخابية لا تعود بالنفع بالضرورة على برنامجه الانتخابي.
فالمشكلة هي، بحسب عالمة السياسة لارا براون، أن «الأموال التي يجنيها لا تخصّص لشراء دعايات سياسية أو لتنظيم مبادرات انتخابية أو لتمويل اجتماعات، بل تذهب إلى محاميه الذين يسعون إلى تأخير محاكماته».
وفي كلّ مرحلة جديدة من المسار القضائي، ينفق الملياردير مبالغ باهظة أتعاباً لمحاميه.
وفي شباط/فبراير وحده، صرف ترامب 5.6 مليون دولار من صندوق لجنته التمويلية «سايف أميركا» لتسديد هذه النفقات.
«دور الضحية»
لا شكّ في أن دونالد ترامب سيستفيد من مثوله أمام القضاء في نيويورك للترويج لحملته الانتخابية.
لكن هل سيكون لخطبه الأثر عينه عندما يُقاطعه المدّعون في مرافعاتهم.
وباستثناء أنصار ترامب الأكثر ولاء له، «لم تعد غالبية الأمريكيين مقتنعة بدور الضحية» الذي يلعبه الرئيس السابق، على ما قالت لارا براون في تصريحات لوكالة فرانس برس.
ويبقى أكبر خطر على الحملة الانتخابية للمرشّح الجمهوري أن تصدر إدانة في حقّه قبل موعد الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر.
وتتوقّع الاستطلاعات أن يتراجع الدعم الذي يحظى به إلى حدّ كبير في حال إدانته، لا سيّما في أوساط الجمهوريين المعتدلين أو الناخبين المستقلين، علما بأنه بأشّد الحاجة إلى أصواتهم للتغلّب على جو بايدن.
ومع هذه المحاكمة الأولى في نيويورك قبل جلسات قضائية أخرى محتملة في فلوريدا وفي واشنطن، من المرجّح جدّاً أن يصدر حكم قبل الانتخابات.
لكن المسألة تقضي بمعرفة إن كان الحكم سيكون بالإدانة أو بالتبرئة.